الانتخابات الرئاسية المصرية المزمع إجراؤها منتصف العام الجاري تعدّ من أكثر الأحداث إثارة في ذاكرة ثورة الخامس والعشرين من يناير، لكونها حملت العديد من المفارقات المثيرة، في تاريخ تلك الانتخابات، حيث أسفرت عن تقديم العديد من شرائح المجتمع المصري أنفسهم لخوض غمار سباق الرئاسة المصرية. ولم تقتصر عملية الترشح على الصفوة السياسية، التي تحتل صدارة المشهد السياسي المصري، مثل عمرو موسى أو عبدالمنعم أبوالفتوح أو غيرهما، فكان من بين هؤلاء سائق تاكسي يدعى عصام السيد محمد، يقطن في منطقة المطرية، وقد توجه إلى مقر اللجنة القضائية العليا المشرفة على انتخابات الرئاسة المصرية لسحب أوراق الترشح. ومع مرور الأيام تباعاً يزداد عدد المرشحين من محافظات مصر قاطبة، ويزداد معهم علو صيحات الاستهجان من قبل الشارع المصري، فقد تجمهر أمام مقر اللجنة العليا للانتخابات مرشحون يمتهنون حرفاً مختلفة منها: المسحراتي وقارئ القرآن الكريم في المقابر والبنا، والنجار، وكلهم عبروا عن رغبتهم الجامحة لدخول معترك الانتخابات الرئاسية، من أجل خدمة بلدهم، لدرجة أن أحد المرشحين قال “أنا الرئيس الذي يحلم به كل مصري ومصرية، وذلك على حد زعمه”. ومفارقة أخرى وقعت أمام اللجنة، فقد أصاب أحد المتقدمين لسحب أوراق الترشح الضيق والحرج من هول السخرية والتهكم، التي وجهت إليه من قبل بعض المرشحين لكونه يرتدي نعالاً غير جيد. وفي وقت سابق، من هذا الشهر عثر على سيجارة بانجو بحوزة أحد المتقدمين لخوض الانتخابات، وتم إلقاء القبض عليه وتحويله إلى النيابة التي قضت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق، ومازال التحقيق جارياً معه. وقوبلت تلك الظاهرة باستهجان وغضب شديدين من قبل الشارع المصري، حيث وصفها البعض بالمهزلة والتهريج، وسط دعوات بضرورة وضع شروط أكثر صرامة للحد من تفاقم تلك الظاهرة.