أوضح استشاري الطب النفسي د.أكمل مصطفى أن «درجة التوتر والقلق التي تسبق الامتحان أو التي ترافقه تختلف بين شخص وآخر وفقاً لتركيبته النفسية وثقته بنفسه وظروفه العائلية والاجتماعية المحيطة»، مشيراً إلى أن «قليلاً من الخوف والقلق لا بأس به، لأنه طبيعي والقلق الطبيعي ينشط الجهود الإيجابية للإنسان كي يتعامل مع الأمور الهامة والصعبة ومن ثم السيطرة عليها والنجاح فيها». وذكر د.مصطفى أن «هناك عدداً من الأعراض الشائعة التي تسبق الامتحانات مثل: الصداع، ونقص الشهية، وآلام البطن، والإسهال المتكرر، والغثيان والقيء، إضافة للدوخة والدوار والإحساس بعدم التوازن، وخفقان القلب وآلام الصدر، كما إن هناك أعراضاً أخرى مثل: الآلام العضلية المتنوعة، والشعور بالتعب والإعياء، وغير ذلك، أما الأعراض النفسية الصريحة فهي: الترقب، والخوف، وتوقع الفشل والرسوب، وصعوبات النوم والأحلام المزعجة والكوابيس، إضافة للعصبية والتوتر، ونقص التركيز والمثابرة «. وفيما يتعلق بأهم الارشادات النفسية الواجب اتباعها، نصح د.أكمل مصطفى، قائلاً «خذ قسطاً وافراً منه في الليلة السابقة للامتحان حتى تدخل الامتحان هادئ الأعصاب قوي التركيز، كذلك عليك بتناول وجبة خفيفة قبل ذهابك للامتحان فهي ستزود المخ بالطاقة اللازمة للتفكير وستريح في نفس الوقت معدتك القلقة تجنب المأكولات الدسمة ولا تملأ بطنك كما تجنب الإكثار من القهوة والشاي، صحيح أنهما منبهان للجهاز العصبي لكن زيادة التنبيه هنا غير مطلوبة ويكفي كوباً واحداً من أي منهما، إلى جانب أنه لا شيء أفضل من الحركة والتمارين الرياضية في تخفيض التوتر والقلق إن كنت تستطيع القيام ببعض التمرينات الرياضية قبل الامتحان فيكفي أن تتحرك وتمشي في فناء المدرسة أو الجامعة خلال الساعة التي تسبق الامتحان. وعن أهم الإرشادات لما قبل الامتحان، قال د.أكمل مصطفى «اذهب مبكراً، وخذ معك أقلاماً وأدوات إضافية احتياطاً لا تبحث عن ولا تستمع إلى أي أسئلة قبل دخولك لأنك لو سمعت سؤالاً لا تعرف إجابته، فإن ثقتك بنفسك ستهتز وستدخل في حلقة مفرغة من التوتر والقلق، مما سيؤثر على إجاباتك في الامتحان يفضل أن تترك كتبك في البيت، فالمذاكرة حتى آخر لحظة قد تكون مشوشة وتؤدي إلى تداخل المعلومات وتطاير الأفكار لكن إن كنت ممن تعودوا عليها فعليك أن تكتفي فقط بقراءة العناوين ورؤوس الأقلام والأشكال التوضيحية». أما عن نصائح أثناء الامتحان، فأوضح د.أكمل «عند استلام ورقة الأسئلة قل»بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم - اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً - حسبنا الله ونعم الوكيل - على الله توكلنا»، وكن على ثقة تامة بأن الله معك ولن يخيب رجاءك، كذلك ضع ساعة يدك أمامك وقم بتقسيم وقت الإجابة حسب عدد الأسئلة حتى لا يطغى سؤال على آخر، علاوة على ذلك ابدأ بالإجابة عن الأسئلة السهلة هذا سيؤدي إلى استرخائك وزيادة ثقتك بنفسك، إضافة إلى أنك ستضمن منذ البداية درجات أكيدة، إضافة لأهمية نسيانك كل من حولك من الزملاء وما قد يحدث منهم من كلام أو ضوضاء وركز على ورقتي الأسئلة والإجابة فقط، كذلك يجب ألا تخف وتقلق إذا رأيت زملاءك يكتبون وأنت مازلت تفكر في الإجابة إجابتك بالتأكيد ستكون أكثر تركيزاً ودقة منهم لأنك أمضيت وقتاً أطول في التفكير فيها وترتيب أفكارك مما سيجعلها تحوز الدرجات الأعلى، والأهم ألا تنزعج إذا رأيت زملاءك قد قاموا وسلموا أوراق الإجابة وأنت مازلت تكتب فمعظم من ينهي الامتحان مبكراً لا تكون درجاته عالية وعليك أن تستغل ما بقي من الوقت في التفكير والإجابة لزيادة حصيلتك من الدرجات». وأضاف د.مصطفى أنه «لابد من التأكيد على أن الأعراض الجسمية والنفسية كلها تعبيرات عن ازدياد القلق والخوف والتوتر، وهي تمثل ردوداً جسمية على القلق أو أنها من أعراض القلق الجسمية والنفسية، كما إنها لا تعني وجود مرض خطير، وبالطبع فهي أعراض مزعجة وقد تكون معطلة، ولابد من الاطمئنان والتطمين من الطلبة وأهلهم، ومن المطلوب السيطرة على الأعراض والتخفيف منها بالدعم النفسي والتفاؤل والتشجيع والتطمين، وذلك من خلال التخفيف من الأمور التي تزيد القلق مثل المشروبات المنبهة «الشاي، والقهوة، والكولا، والشيكولاته»، ومن خلال تنظيم أوقات المذاكرة والدراسة، وأوقات الراحة والنوم، كما إنه لابد من تعديل الأفكار الخاطئة المقلقة والمخيفة وتبني أفكار صحية وعملية وواقعية، وأن يأخذ الطالب بأسباب النجاح من حيث بذل الجهد في الحفظ والاستذكار والدراسة وبشكل مناسب»، موضحاً أن «بعض الحالات تحتاج للعون الاختصاصي في حال عدم الاستجابة لهذه الأساليب العامة من خلال تقييم الحالة وتقديم العلاجات المناسبة، وأن الأشخاص الذين يزداد خوفهم وقلقهم من الامتحانات يكونون عادة ممن يشكون من صراعات نفسية تتعلق بالتنافس والنرجسية -حب الذات- والطموح والمثالية، وقد يزداد قلقهم لدرجة كبيرة وبعضهم يراجع العيادات النفسية لطلب المشورة وتخفيف أعراض التوتر المصاحبة، ومن السهل عادة تقديم بعض النصائح العامة والعملية لهم أو مهدئ خفيف مناسب، وبعضهم الآخر ممن لديه أعراض شديدة كالاكتئاب، أو الوسواس القهري، مثل: الرغبة في التأكد من حفظ المعلومات وتكرارها والدقة الشديدة، وهو يحتاج لعلاجات أخرى دوائية وجلسات نفسية وغير ذلك». ويستطرد د.أكمل مصطفى في حديثه حول التوتر النفسي والعصبي للأيام التي تسبق وتصاحب الامتحانات، قائلاً «أما بعض الطلبة ممن ينقصهم التوازن النفسي العام إضافة إلى وجود درجة من التقصير في واجباتهم وتحصيلهم الدراسي فممن الممكن أن يكون موقف الامتحان مسرحاً لردود فعل متعددة ومرضية، مثل الإغماء المتكرر والتهديد بالانتحار أو محاولته والتصرفات غير المقبولة والاندفاعية ومحاولات الغش والتهور إضافة للقلق والاكتئاب، وأيضاً المبالغة في التعويض عن التقصير الدراسي بالسهر المتواصل وتناول مختلف المنبهات بكميات كبيرة، ولاشك بأن التخويف الشديد من الأهل والعقوبات الصارمة تساهم في زيادة التوتر وردود الأفعال المرضية، ومثلها في ذلك عدم التوجيه أو الوعود بالمكافآت غير المناسبة والإفراط في ذلك»، لافتاً إلى أن «في عصرنا الحالي يزداد التنافس والصراع بين الناس، مما يصل إلى أشكال مرضية قاسية لا داعي لها، وقد أدى ذلك في بعض المجتمعات الغربية إلى ازدياد في حالات وفيات الأطفال والمراهقين».