قيـــس محمـــــد معمـــر [email protected] مدرس اللغة الفرنسـية

في الحقيقة هذا من أكثر المواضيع التي تحز في نفس ووجدان كل ذي لب سليم نشأ على دين الفطرة التي فطر الله بها عباده. أطفالنا فلذات أكبادنا تمشي على الأرض -كما يقال- لذلك فهم أغلى من نواظرنا وأعز علينا من أرواحنا لكننا ومن دون قصد نسيء معاملتهم بل ونوردهم موارد الهلاك. عندما أرى طفلاً في عمر الزهور ولنقل في المرحلة الأُولى من التعليم وقد أصبح يعرف ما معنى (حب، ونظرات، وزواج وأشياء أخرى) يستحي الشخص البالغ أن يتكلم عنها أمام الناس بأريحية ونرى هذا الطفل وقد بدأ يتكلم ويسأل في مواضيع لا تليق بسِنه ولا تُحبذ من شخص في عمره، وعندما نرى طفلة صغيرة وقد صارت تلبس كلباس أمها بل وتصرّ على وضع أدوات التجميل والذهاب لصالون الحلاقة، بل وتراها تحاول جذب انتباه شباب أكبر منها بسنوات وتتصرّف أمامهم بجُرأة قد لا تفعلها بنت أكبر منها بسنوات، فإننا نتساءل من السبب؟ من المسؤول عن هذا الجيل المتخلف دينياً وعقائدياً؟ من المتسبِّب باندثار العادات والتقاليد الإسلامية العربية وحصرها فقط باسم أو لباس معين؟ لماذا لم يعد الوالدان يهتمان بما يصل لعين وقلب أبنائهم؟ هل السبب ضعف الدين في نفوس الوالدين؟ أم هو التقليد الأعمى للغرب وعقدة النقص المتوارثة في الإنسان العربي الذي يفكر أن كل ما هو أجنبي هو الأفضل؟ أرى أطفالاً ليس لهم نصيب من الطفولة إلا صغر حجمهم فقط أما ما تحويه عقولهم فهو بعمر شباب في الـ30 أو الـ40 من عمرهم. أين أخذت طفولتهم؟؟ هذا أحد حقوق أطفالنا المسلوبة بل في الحقيقة هو الحق الأكبر والحق الذي لا يجب التنازل عنه أو التغاضي عن استحقاقه. فليعمل الجميع بألا يعيش الطفل سِناً غير سِنه أو يعتنق أفكاراً لا تليق بمن في مثل عمره. فالطفل يجب أن يظل طفلاً نقياً بريئاً وإن حدث شذوذ فأنتما الملومان، ولا تسمحا له حتى وإن صرخ أو قال «لم أعد طفلاً لكي أفعل كذا وكذا» -وهو في الحقيقة مازال طفلاً- فقولا له بعزم وشدة نعم إنك مازلت طفلاً ولك الحق أن تظل كذلك حتى تبلغ سن الرشد الذي من بعده ستصبح شخصاً مكلّفاً بأداء الصلوات في وقتها والعمل على ما يحتمه عليك سِنك من واجبات و مسؤوليات تجاه الله والأسرة والوطن»، هذا هو الجيل الذي نرجوه ونتمنّاه . فهل سنعي الدرس ونحافظ على حقوق أبنائنا الطفولية! أتمنى أن ننمي فكرهم بالعلم المفيد ونشغل أوقاتهم بقراءة قصة ملهمة أو درس في تحفيظ قرآن أو دروس في فنون القتال -دورات لغوية أو كمبيوتر- حتى عند شراء ألعاب يجب أن نختار المناسب لتفكيرنا وعاداتنا وديننا فكلنا راعٍ وكلنا مسؤول عن رعيته وأطفالنا أمانة في أعناقنا فإن أهملنا أماناتنا فلا خير فينا.