قالت صحيفة “العرب” القطرية، إن حلم الاتحاد الخليجي بات قريباً، داعية الجميع إلى إدراك مسؤولياته في هذه اللحظة الفارقة من عمر المنطقة، و«الوقت لم يعد مناسباً للانكفاء والانزواء، والعالم اليوم هو عالم التكتلات والتجمعات الدولية”. وأضافت أن زيارة وفد من رجال الأعمال السعوديين إلى قطر، واجتماعهم بنظرائهم من رجال الأعمال القطريين، لبنة جديدة في بناء حلم طالما داعب مخيلة الخليجيين، ألا وهو “الاتحاد الخليجي”. وأوردت الصحيفة في مقالها “عبر حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، خلال استقباله الوفد السعودي عن أمنياته في أن تسهم لقاءات الفعاليات الاقتصادية الخليجية في تعزيز مشروع الاتحاد الخليجي الذي تطمح إليه دول التعاون”. وأوضحت “لأن الاقتصاد بات محرك حياة الشعوب، واللاعب الأبرز في الوصول إلى تحقيق الغايات والأهداف المنشودة، فإن التعاون الاقتصادي يمكن أن يمثل حجر الأساس للاتحاد الخليجي”. وقالت إن “شعوبنا الخليجية، ومنذ أن أعلن عن انبثاق مجلس التعاون الخليجي قبل أكثر من 30 عاماً، كانت تتوق إلى تعاون أكبر وتكامل أكثر حيوية، ورغم كل ما تحقق من منجزات خلال السنوات الماضية، إلا أن الأمل باتحاد خليجي كان ومازال يمثل حلماً لهذه الشعوب”. وأضافت أن دول التعاون تتعرض اليوم لتهديدات شتى، منها تهديدات داخلية تتمثل بتحول الشعوب الخليجية إلى أقليات في أوطانها، ما يدفع إلى التفكير بحلول أكثر منطقية وواقعية، يمكن من خلالها الحفاظ على البنية الثقافية والاجتماعية واللغوية لدول الخليج العربي. وأشارت الصحيفة إلى أن الدول الخليجية تعيش اليوم واقعاً متغيراً، وسط منطقة تبرز فيها الاضطرابات والمشاكل والتهديدات من وقت لآخر، ما يجعل من تشكيل كيان خليجي واحد ضرورة ملحة. وبيّنت “إذا كانت الفكرة التي باتت تتبلور بإنشاء اتحاد خليجي مازالت في المراحل الأُولى، فإن الخطوات التمهيدية لتحقيق هذا الحلم بدأت، وعلى الجميع أن يدرك مسؤولياته في هذه اللحظة الفارقة من عمر المنطقة، فالوقت لم يعد مناسباً للانكفاء والانزواء، بل على العكس فإن عالم اليوم هو عالم التكتلات والتجمعات الدولية”. وختمت الصحيفة مقالها “ما من شك في أن الاتحاد الخليجي، الحلم الذي نتمنى أن نراه واقعاً ماثلاً أمامنا، اتحاد قائم على وحدة المصير الذي يربط بين الدول الخليجية، وقادر على أن يشكل حلاً للعديد من مشاكلنا الخليجية، الداخلية منها والخارجية”.