أكد مسؤول خليجي رفيع المستوى، لوكالة فرانس برس أمس، أن قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سيبحثون في قمة تشاورية الإثنين المقبل في الرياض “نوعاً من الاتحاد بين السعودية والبحرين” أكبر دول الخليج وأصغرها. وقال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في جدة أنور عشقي، لفرانس برس، إن “موضوع الاتحاد سيكون الأساس في القمة والحديث عنه أو أي نوع من الوحدة مرده الضغوط الإيرانية والفراغ الاستراتيجي الناجم عن انسحاب الأمريكيين من العراق”. وتابع عشقي أن “الإرادة السياسية هي الأساس في الاتحاد الخليجي لكن هناك تخوف لدى البعض من أن يكون الاتحاد على حساب الدول الصغيرة”. يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود دعا الدول الخليجية خلال القمة الأخيرة في الرياض في 19 ديسمبر الماضي إلى “تجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد”. كما أعلن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل قبل أسبوعين خلال منتدى الشباب الخليجي أن التنسيق والتعاون بين الدول الخليجية قد لا يكون كافياً، داعياً إلى التوصل إلى “صيغة اتحادية مقبولة”. وفي السياق ذاته، عبر عشقي عن اعتقاده بأن “الأمر سيكون منظماً فلدينا تجربة ناجحة جداً في المنطقة وهي الاتحاد بين الإمارات السبع” في إشارة إلى قيام دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971. يشار إلى أن مشاريع عدة من شأنها المساعدة في اندماج دول المنظومة الخليجية التي تأسست عام 1981 في خضم الحرب بين العراق وإيران مثل الاتحاد الجمركي والوحدة النقدية رغم عدم تحقق شيء منها. وأضاف رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية “هناك مسائل أخرى تبحثها القمة مثل دعوة إيران العراق إلى الاتحاد والتي تأتي رداً على مشروع الاتحاد الخليجي”. وكانت السلطات الإيرانية دعت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارته الأخيرة إلى طهران الشهر الماضي إلى الوحدة مع إيران. وختم مشيراً إلى أن القمة ستدرس أيضاً “تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل قد تشن حرباً على طهران كونها تضم المتشددين”. أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات عبد الخالق عبد الله فقال إن “الموجود في المطبخ الخليجي حالياً هو مسألة الاتحاد”. وتابع “نتوقع إعلاناً ما بخصوص الاتحاد والحد الأدنى أن يكون بشكل ثنائي وربما تنضم دول أخرى (...) لكن ليست كل الدول في مجلس التعاون متحمسة لذلك على أغلب الظن”. وأضاف “هناك مسائل تقليدية مثل إيران والعلاقات المتوترة معها ومن المتوقع اتخاذ موقف أكثر وضوحاً حيال الجزر الإماراتية الثلاث، إضافة إلى ملفات مرتبطة بإيران مثل سوريا، كما ستبحث القمة اليمن كذلك”. بدوره، قال سلمان شيخ من مركز بروكينغز في الدوحة إن “محادثات تجري حالياً بخصوص الاتحاد بين البحرين والسعودية وسيكون أمراً مهماً معرفة أي نوع من الاتحاد الاقتصادي أم السياسي أم العسكري”.