دعا خطباء جمعة إلى إنفاذ القانون درءاً للفتنة، وحمّل الخطباء الدولة مسؤولية التساهل في تطبيق القانون حيال المجرمين والمخربين وقطاع الطرق، لافتين إلى أن عواقب التخاذل وخيمة على المجتمع وأبنائه و«آثم من يتراجع عن نصرة بلده عند الشدة”. وقالوا “يجب اتخاذ خطوات جدية تجاه المحرضين ورؤوس الفتنة حفظاً للأمن”، داعين المجتمع لتحمل مسؤولياته وتنفيذ مبدأ التناصح الإسلامي ونصرة المظلوم، وتوقيع عريضة استنكار شعبية لأعمال الإرهاب وسد الطرقات والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة. وأضاف خطباء الجمعة أن الخطابة رسالة رحمة وهداية وتسامح لا دعوة عنف وإكراه واستعلاء، مبينين أن “الخطبة يجب أن تستند لمعلومات صحيحة وموثقة لا على شائعات وفتاوى تحريضية”. ونبّهوا إلى أن ما تعرض له الطفل عبدالله ووالدته بمستشفى السلمانية، لا يمت لشرف مهنة الطب وأخلاق المجتمع البحريني بصلة. ضرورة إنفاذ القانون استنكر خطيب جامع العجلان بعراد الشيخ د.ناجي العربي، التساهل الذي تبديه الدولة تجاه المجرمين وقطّاع الطرق الذين يروعون الآمنين من المواطنين والمقيمين، عبر حرق الإطارات وسد الشوارع، وإشعال النيران في النفايات، ما يعرض حياة من يعيش على أرض البحرين إلى الخطر، ويؤثر سلباً على الحركة الطبيعية للأعمال في البلاد. وحمّل سبب تراجع الوضع الأمني إلى غياب نهج تطبيق العدالة والقانون، داعياً الجهات الرسمية في الدولة إلى اتخاذ خطوات جدية تجاه المحرضين ورؤوس الفتنة ومن ينفذ تلك الأوامر على الأرض. وقال “من يقتل ويزهق الأرواح البريئة لرجال الأمن المخلصين تؤجل قضاياهم، مع التواني في إصدار الأحكام بحقهم، بينما من مارس أعمالاً لا تصل إلى القتل يُحكم عليه بـ15 عاماً، في محاكمة لا تأجيل فيها ولا تأخر في إصدار الحكم”، مطالباً بإنفاذ الأحكام الصحيحة على المعتدين والمخربين. ودعا المجتمع لتحمل مسؤولياته وممارسة الدور المنوط به شرعاً وتاريخاً تجاه ما يجري في البلاد، تنفيذاً لمبدأ التناصح الإسلامي ونصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم. وقال إن التخاذل في مثل هذه المواقف ستعود عواقبه الوخيمة على الأفراد والمجتمع بأكمله، ويُعد مَن يتراجع عند الشدة وحاجة الوطن إلى أبنائه آثماً مقصراً. وأكد العربي ضرورة تجسيد معاني الأخوة والترابط في مواقف مُشَرِّفَة ومشرقة، داعياً جمهور المصلين إلى التوقيع على عريضة استنكار شعبي تجاه الأعمال الإرهابية التي يمارسها المخربون من حرق وسد للطرقات والاعتداء على رجال الأمن، ورفعها إلى جلالة الملك والسفارات الأجنبية. مآل خيانة الوطن وقال خطيب جامع الشيخ محمد بن أحمد بن علي آل خليفة الشيخ فـُؤاد إبراهيم عبيد، إن مصير الخونة دائماً وفي كل زمان و مكان القتل، سواء من مواطنيهم أو من الأجانب الذين باعوا لهم وطنهم، وهم للأسف باعوا أيضاً آخرتهم لدنيا غيرهم، فباؤوا بغضب من الله تعالى في الدنيا والآخرة. وأضاف أن الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث والأحواز العربية والعراق، تعميقٌ للشرخ الاجتماعي الخطر، وتلاعبٌ بالدين والثقافة، وإذا كان هنالك ميلٌ فطري وإنساني فضلاً عن القومي والديني، يأبى مهادنة الاحتلال أو التعاون معه، فإنّ السؤال “ألم تسلك إيران مسلكاً أسوأ من ذلك عندما تعاونت سرّاً وعلناً مع الإدارة الأمريكية لاحتلال العراق؟ وأصدرت أوامرها إلى حلفائها العراقيين، بالتعاون مع الاحتلال لتحقيق مكاسب استراتيجية، بينما كان السُنة يقاومون ويدفعون ثمن ذلك على كافة المستويات، وهذا حالهم الآن مع التدخل الإيراني السافر في سوريا؟. ولفت إلى أن شعب البحرين الأصيل وقيادته طالما صرحوا “إننا في البحرين لا يمكن أن نقبل بأية ممارسات تهدد أمننا واستقرارنا، أو نغض الطرف عن أعمال إرهابية تدعمها وتمولها جهات لا تريد الخير للبحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، ويتم تصويرها أنها مطالب إصلاحية، وأننا لا نقبل الإساءة إلى المؤسسات الدستورية التي نُظمت بتوافق شعبي، أو أن يستغل مناخ الحرية الذي كفله الدستور ضد سلامة المواطنين وممتلكاتهم، ولا يمكن أن تسمح أي دولة بالتخريب والإرهاب الذي يزعزع استقرار الوطن ويروع المواطنين، وأن الإصلاح والتطوير والتحديث تمارسه البحرين واقعاً حاضراً وسيستمر مستقبلاً لأنه منهج تميزت به البحرين في ظل العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى”. نصرة المظلوم من جانبه قال خطيب مسجد أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر “قد يتعرض الإنسان منا لظلم أخيه الإنسان، فيعتدى عليه وعلى عرضه وسمعته بالطعن والسب والقذف والهمز واللمز، ويسبب له الألم والحزن، فكم من إنسان غافل كاف عاف، تم الاعتداء والهجوم عليه والطعن فيه زوراً وبهتاناً ودون وجه حق، إما بسبب عدم التثبت أو سوء الظن أو الحسد والغيرة، وهذا كثير حتى بين المتدينين والإسلاميين، لأن هناك من الأشخاص والهيئات والجمعيات من لا يرضيهم أن يسبقهم أحد إلى أي عمل خيري أو دعوي أو علمي أو طني، وينتج حينها ردود أفعال غير متزنة، ونبشر هذا المظلوم أن الله تعالى معه يؤيده وينصره”. وتابع “يخبرنا ربنا تبارك وتعالى أنه يدافع عن عباده المؤمنين الصالحين المتقين الذين أخلصوا له العبادة والدين، وتوكلوا عليه وأنابوا إليه، ويحرسهم ويحفظهم وينصرهم، ويدفع عنهم شر الأشرار وكيد الفجار، وتآمر أهل الغدر والنفاق، وهجوم الحزبيين المتعصبين المنغلقين على أنفسهم والرافضين لغيرهم”. وتساءل “هل يعقل أن كل من يخالفك برأي سياسي أو ديني نهجم عليه ونعتدي على عرضه؟ ألا يكفي هجوم الأعداء علينا حتى يهاجم بعضنا بعضاً؟ ومن أعطاكم حق الوصاية على الآخرين؟”. التمسك بالعقائد وقال خطيب جامع صلاح الدين الشيخ د.فيصل عبدالله الغرير “نرى اليوم أعداء الأمس يستخدمون في حربهم وسائل عدة من السخرية والتشكيك، بغية التفريق بين المسلمين”. وأضاف “تارة يثيرون قضية المرأة ووضعها وحجابها على أنها المظلومة، مسلوبة الحقوق، وتارةً لقضايا التعليم لتغيير المناهج، وثالثة في بحث مسائل الدين كقضية الولاء والبراء، وتعيد بعض أحكام الشريعة الثابتة، حتى يصبح المرء بعيداً عن دينه، ورابعة باسم الثقافة البعيدة عن الدين المخالفة للشريعة وتقليد للغرب من رقص وغناء”. ودعا الغرير المسلمين إلى الثبات على الدين مهما اهتزت الأعاصير، و«عليك أختي المسلمة أن تتمسكِ بدينك وحجابك وعفتك فجمالك بحجابك والتزامك بدينك، واعلموا أن اليوم عملٌ ولا حساب وغداً حساب ولا عمل”. شرف المهنة من جانبه دعا خطيب جامع سبيكة النصف بمدينة عيسى الشيخ جاسم السعيدي، إلى دعم الشعب السوري في مأساته سواء من يعيش منهم داخل الأراضي السورية أو اللاجئين في دول الجوار، وضرورة الوقوف معهم في هذه المحنة التي ابتلاهم الله عز وجل بها، وقد تكون في الغد في أي دولة أخرى. ولفت إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه الإخوة السوريين اللاجئون في الدول المجاورة، وسرد مشاهداته في زيارته الأخيرة إلى الأردن، من بؤس وفقر ومأساة عاشها ويعيشها هؤلاء اللاجئون الذين فروا بأنفسهم وأهليهم من شبيحة النظام السوري والحرس الثوري الإيراني ومليشيات الصدر الذين تعاونوا لقتل السورين والتنكيل بهم واغتصاب عفيفاتهم. وبيّن السعيدي حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذين علمنا فيه أن مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، مؤكداً أن دعم هؤلاء داخل سوريا وخارجها هو أقل ما يمكن تقديمه لهم، فما يقع بهم مهول وقد يلحق بأي قطر من أقطار الدول الإسلامية في أي يوم من الأيام، وما مررنا به العام الماضي كان بداية لسوريا وعراق أخرى، ولكن نجونا بفضل الله عز وجل فوجب حمده وشكره وطاعته. وتابع “واجب علينا تجاه إخواننا في سوريا الوقوف معهم ومؤازرتهم، فكيف يطيب لنا عيش ولنا إخوة في الدين يعيشون ظروفاً يصعب وصفها، ويعجز القلب عن ترجمة واقعها، وما يراه المرء في وسائل الإعلام المختلفة من خبث وجرائم ما هو إلا اليسير مما يتعرض له إخواننا المسلمون في سوريا”. واستنكر المحاولة الأثيمة التي تعرض لها الطفل البحريني عبدالله من إرهاب طائفي بغيض في مجمع السلمانية الطبي، حينما حاولت إحدى الطبيبات تعمد إحداث جروح بقرنية عينه، إلى جانب رفض الأطباء توفير كرسي متحرك أو سيارة إسعاف لنقله ووالدته إلى المستشفى العسكري، والشماتة والمعاملة السيئة التي تعرض لها هو وأمه في المستشفى من قبل أطباء ليس لهم أدنى حس بشرف المهنة أو أخلاق المجتمع البحريني المسالم المتسامح. مسؤوليات الخطباء من جانبه قال خطيب جامع الخالد الشيخ عبدالله بن سالم المناعي، إن يوم الجمعة جعله الله تعالى أفضل أيام الأسبوع وسيد الأيام، ومن خصائص هذا اليوم أن المسلمين يجتمعون فيه للصلاة والموعظة في المساجد، وهذا اجتماع لم يفرضه نظام ولا عرف ولكن فرضه القرآن الكريم في قوله “يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع”، فأمر الأمة بترك العمل الدنيوي والاجتماع على الذكر والعبادة، ولهذا سمي يوم الجمعة أخذاً من الجمع والاجتماع بين المسلمين في هذا اليوم. وقال إن هذا الاجتماع الأسبوعي له مقاصد منها تذكير المسلمين بالله تعالى، وإصلاح قلوبهم بالذكر والعبادة، والحفاظ على هوية الأمة وشخصيتها الإسلامية بتعميق المعرفة بالإسلام وتعلم آدابه وشرائعه من خلال الخطبة، والإسهام في معالجة مشكلات الأمة وقضاياها في ضوء التعاليم الإسلامية. ودعا الخطيب الناجح الذي يدرك أن خطابه رسالة رحمة وهداية وتسامح، وليست رسالة عنف وإكراه واستعلاء، فيخاطب الناس من هذا المنطلق ويترفق بهم في التوجيه بالموعظة الحسنة، وكلامه وحديثه يدخل القلوب برفق وتتعمق المشاعر بلطف لا بالزجر والتأنيب في غير موجب، ولا يفضح الأخطاء التي قد تقع عن جهل أو حسن نية، فإن الرفق بالموعظة كثيراً ما يهدي القلوب الشاردة ويؤلف القلوب النافرة، ويأتي بخير من الزجر والتأنيب والتوبيخ. وأضاف “الخطبة يجب أن تستند على معلومات صحيحة وبيانات موثقة لا شائعات وفتاوى تحريضية، كما سمعنا من عدة شيوخ يحرضون في خطبهم بفتاوى خطيرة على الناس والدعوة للفتن”.