تصل إلى مملكة البحرين غداً، رئيسة وزراء مملكة تايلند ينجلوك شيناواترا، في أول زيارة تقوم بها إلى مملكة البحرين منذ توليها منصبها، تلبية لدعوة رسمية من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، لتشكل دفعة جديدة من شأنها أن تسهم في تنمية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ومن المتوقع أن تشهد الزيارة التوقيع على مذكرات تفاهم جديدة لتنمية وتطوير مجالات التعاون بين الجانبين في مجالات التعليم والصحة والسياحة. كما تشكل الزيارة مناسبة مهمة لتدارس كافة المواضيع والسبل الكفيلة بتوسيع دائرة التعاون في المجالات السياسية والتجارية والاستثمارية، فضلاً عن أنها فرصة مواتية لتبادل وجهات النظر تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك، والتأكيد على مواقف البلدين الداعمة للسلام والاستقرار في العالم أجمع. وتشهد العلاقات بين مملكة البحرين ومملكة تايلند تطوراً ملحوظاً ونشاطاً كبيراً على كافة الأصعدة، وتسعى قيادة البلدين بشكل متواصل نحو تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، والانطلاق بها قدماً إلى مجالات أوسع، مرتكزة على ما يجمع بينهما من أسس متينة وراسخة، تقوم على الود والاحترام المتبادل، والرغبة الصادقة في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. كما شهدت العلاقات البحرينية ـ التايلندية، تطوراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، بفضل الدور المحوري الهام الذي قام به صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في ترسيخ أسس متينة وقوية للعلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين والدفع بها إلى مستويات متقدمة، من خلال حرص سموه المتواصل على مد جسور التواصل بين البلدين، والبحث باستمرار عن أفضل السبل والآليات الجديدة التي تصب في صالح دعم أواصر التعاون المشترك بينهما وتعظيم الاستفادة من كافة الفرص المتاحة، الأمر الذي أثمر نموذجاً متميزاً للعلاقات المتوازنة بينهما. وتتميز العلاقات بين البلدين الصديقين، بتشعب مجالاتها سياسياً واقتصادياً وتجارياً، وهو الأمر الذي يؤكده الاتصالات المستمرة بين قيادات البلدين، وكذلك التواصل والتنسيق السياسي بينهما في إطار حوار التعاون الآسيوي، علماً بأن تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على مستوى السفراء يعود إلى العام 1977، فيما تم افتتاح سفارة تايلاند بالمنامة في 15 فبراير 2004 كما تم افتتاح سفارة للبحرين في بانكوك عام 2007. تبادل الزيارات ويكشف واقع اللقاءات والزيارات بين قيادتي ومسؤولي البلدين عن تواصل مستمر وإيجابي في مختلف المجالات، وفيما يتعلق بالزيارات من الجانب البحريني إلى مملكة تايلند، فقد ركزت الزيارة الأخيرة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى مملكة تايلند في أبريل الماضي، على تشجيع التعاون الثنائي بين البلدين والجهود الرامية لإبرام اتفاقية التجارة الحرة بينهما، وكذلك بين دول مجلس التعاون الخليجي وتايلاند، وتطوير حركة التجارة والاستثمار وإزالة جميع المعوقات والقيود التجارية وسبل الاستفادة من اتفاقية البحرين والولايات المتحدة للتجارة الحرة، فضلاً عن بحث إنشاء آليات لتبادل الخبرات الفنية في الاستثمار الصناعي والتكنولوجي والمشروعات، وبشكل خاص على مستوى الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير المناطق الصناعية، والعمل على تنمية معدلات التبادل التجاري والصناعي وزيادة التعاون في المجالين المالي والمصرفي، وتعزيز ما تم متابعته بين الجهات المعنية في كلا البلدين في المجال الثقافي والسياحي، والترويج والتنسيق لتطوير المشروعات السياحية، والمشاركة في استثمارات سياحية رائدة بين البلدين، وكذلك بحث موضوع تبادل الخبرات في تدريب العمالة في المجالات الزراعية والفندقية والصناعية والصحية. أما الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى تايلند في مارس الماضي، فقد جرى خلالها استعراض مسار العلاقات البحرينية التايلندية، وسبل دعم التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والاستفادة من السمات المشتركة ومقومات التعاون الاقتصادي والسياحي والثقافي والتعليمي في البلدين. كما بحث صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء خلال زيارته إلى تايلند في سبتمبر الماضي، المراحل المتطورة التي وصلت إليها العلاقات البحرينية التايلندية، وضرورة الاستفادة من الخبرات التايلندية في المجالات المختلفة لاسيما الصحية منها، فضلاً عن سبل التعاون بين البلدين الصديقين في قطاعات الاستثمار والأمن الغذائي، بالإضافة إلى زيارات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى تايلند، والتي بحث سموه خلالها تطوير التعاون بين البلدين في كافة المجالات. وفيما يتعلق بالزيارات من الجانب التايلندي إلى مملكة البحرين، فقد قام رئيس وزراء تايلند السابق ابيسيت فيججاجيوا يزيارة إلى مملكة البحرين في مارس 2010، تم خلالها التوقيع على اتفاقية إنشاء مجلس الأعمال المشترك، ومذكرة التفاهم لإنشاء المركز التجاري التايلندي في البحرين، كما قام رئيس الوزراء التايلندي الأسبق السيد سواريود تشولانوت بزيارة للبحرين في الفترة من 10-12 ديسمبر 2007، فضلاً عن العديد من الزيارات المتبادلة لوزراء ورجال أعمال من البلدين تم خلالها سبل تطوير العلاقات الثنائية وتنميتها في كافة المجالات. رفع الميزان التجاري بين البلدين وإذا استعرضنا العلاقات الثنائية بين البلدين على الصعيد الاقتصادي، فإن حجم التجارة البحرينية مع مملكة تايلند خلال عام 2011 بلغ نحو 350.8 مليون دينار، وقد بلغت قيمة الواردات من تايلند خلال عام 2011 حوالي 18.6 مليون دينار، وتعد مملكة تايلند هي الشريك التجاري رقم 18 لمملكة البحرين وتشكل تجارتها مع البحرين 2.1% بالنسبة لواردات مملكة البحرين من العالم البالغة 3.9 مليار دولار. وهناك توجه لزيادة وتيرة التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي ورفع الميزان التجاري بينهما. أما قيمة الصادرات البحرينية إلى تايلند (شامل إعادة التصدير) خلال عام 2011 فوصلت إلى 332.2 مليون دينار، وتمثل تايلند الشريك التجاري رقم 22 للمملكة، وتشكل تجارتها مع البحرين 0.8% بالنسبة لصادرات مملكة البحرين إلى العالم البالغة 1.5 مليار دينارً بحريني. وترتبط مملكة البحرين ومملكة تايلاند بمجموعة من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم، ومنها مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة البحرين ومجلس الأعمال التايلندي لإنشاء مخزون احتياطي من الأغذية التايلندية ومركز للتوزيع في البحرين والتي وقعت في البحرين في 31 مارس 2010، ومذكرة تفاهم بين الغرفة ومجلس الأعمال التايلندي لإنشاء مجلس الأعمال البحريني التايلندي المشرك، والتي وقعت في البحرين في 31 مارس 2010. وهناك كذلك الاتفاقية الفنية المشتركة بين شركة نفط البحرين الوطنية “بابكو” وشركة النفط التابعة لحكومة مملكة تايلاند “بي تي تي بي” والتي تهدف إلى تحديد البرامج الاستكشافية المستقبلية لبابكو في البحرين، واتفاقية أخرى في مجال النقل الجوي والمبنية على سياسة الأجواء المفتوحة، تم التوقيع عليها بالأحرف الأولى في مارس 2005، إضافة إلى اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضرائب بالنسبة للضرائب على الدخل الموقعة بين البلدين في ديسمبر 2003. وعلى صعيد السياحة، فقد زار تايلاند خلال العام 2011 نحو 21,093 بحريني، كما يوجد في المملكة حوالي 6,612 عامل تايلاندي، فضلاً عن 6 وكالات تايلندية تعمل في البحرين، وهناك 10 شركات بها مساهمون تايلنديون، كما يوجد فرع واحد لشركة تايلندية مسجلة في البحرين تعمل في مجال التنقيب عن النفط. إن زيارة رئيسة وزراء مملكة تايلند إلى مملكة البحرين، تفتح آفاقًا جديدة للمستقبل أكثر تميزاً في علاقات الصداقة بين البلدين، ومن شأنها الدفع باتجاه المزيد من التعاون بينهما، ووضع الآليات التي تكفل تسريع وتيرة هذا التعاون، وتعظيم مكاسب الجانبين لتحقيق التطلعات المشتركة في مزيد من النمو والرخاء.