^ الفرق بين الإنسان الإيجابي والإنسان السلبي شاسع؛ فالسلبي دائماً ما يضع أمامه ثيران الظروف والضغوط الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي لا تتوقف عن الدوران في ساقية حياته، دائم الشكوى من عدم وجود من يقدر عمله وإبداعه، ويتصور أن الآخرين؛ الأهل، الأصدقاء، الأنظمة السياسية -بل الكون كله- يعمل ضده. فيما الإنسان الإيجابي لا تهمه أبداً كل الظروف، ويعمل كأنها غير موجودة، ويواصل مشروعه الحياتي، إلى الوراء لا ينظر، وبغير عمله لا ينشغل. فتراه ينتج ما يريد إنتاجه في الوقت الذي يدور فيه السلبي على نفسه ويغني نفس الموال الذي غناه قبل عشر سنوات أو أكثر. قبل عدة أيام أرسل لي الإنسان الجميل أيمن عبدالقادر تقي حكمة صينية جميلة ورائعة عبر قصة مصورة تحتاج إلى التأمل والتفكير والعمل على تحويلها إلى سلوك يومي في حياتنا التي نعيش، وقد عملت على تفريغ النص من أجل إيصاله إلى القارئ الكريم. تقول القصة الحكمة أو الحكمة القصة.. يحكى أن أحد الحكام في الصين وضع صخرة كبيرة في طريق رئيس فأغلقه تماماً، ووضع حارساً ليراقبها من خلف شجرة ويخبره بردة فعل الناس. مر أول رجل وكان تاجراً كبيراً في البلدة، فنظر إلى الصخرة باشمئزاز منتقداً من وضعها، فدار حول الصخرة رافعاً صوته قائلاً “سوف أذهب لأشكو هذا الأمر.. سوف نعاقب من وضعها”. ثم مر آخر وكان يعمل في البناء، فقام بما فعله التاجر لكن صوته كان أقل علواً، لأنه أقل شأناً في البلاد، ثم مر ثلاثة أصدقاء من الشباب الذين مازالوا يبحثون عن هويتهم في الحياة، وقفوا إلى جانب الصخرة وسخروا من وضع بلادهم، ووصفوا من وضعها بالجاهل والأحمق والفوضوي ثم انصرفوا إلى بيوتهم. مر يومان، حتى جاء فلاح عادي من الطبقة الفقيرة، فلم يتكلم وبادر إليها مشمراً عن ساعديه محاولاً دفعها طالباً المساعدة ممن يمر، فشجع آخرين وساعدوه، فدفعوا الصخرة حتى أبعدوها عن الطريق. وبعد أن أزاح الصخرة وجد صندوقاً حفرت له مساحة تحت الأرض، في هذا الصندوق قطع من ذهب ورسالة مكتوب فيها “من الحاكم إلى من يزيل هذه الصخرة، هذه مكافأة على الإنسان الإيجابي المبادر لحل المشكلة بدلاً من الشكوى منها”. تنتهي الحكمة بالقول؛ انظروا حولكم وشاهدوا كم مشكلة نعاني منها ونستطيع حلها بكل سهولة لو توقفنا عن الشكوى وبدأنا بالحل. رسالة لكل إنسان ولأنفسنا، فلنكف عن الشكوى ونبدأ بالعمل. لا تشكو من حياتك.. اصنعها بنفسك.