ينهمك أحمد النيري في اختيار حبات الرطب المبكر بكل عناية ودقة وسط واد فسيح في سلطنة عمان ترتفع على جانبيه جبال صماء، وقيظ بلغ 42 درجة مئوية، ليبيعها في دولة الإمارات وقطر بأسعار تضاهي ثمن الكافيار. ويقف الرجل في المكان الواقع في ولاية دما والطائيين بالمنطقة الشرقية إلى جانب سيارة نقل صغيرة يرتب حبات الرطب من صنف نغال باللون العسلي والحلاوة المتوسطة، مختاراً الأفضل لبيعها في الإمارات، حيث «يستبشر الشيوخ بمطلع الموسم». وبدأ جني الرطب في السلطنة الأسبوع الماضي في مستهل موسم القيظ في ولاية دما والطائيين (150 كيلومترا شرق مسقط) وهي أول منطقة تظهر فيها تباشير الرطب في العالم العربي، نظراً لدرجة الحرارة المثلى والبيئة الأكثر التصاقاً بالجبال، حيث تسهم الحرارة في سرعة تحول البسر، أولى مراحل ثمرة النخيل إلى رطب. وتتميز عمان بأطول موسم لجني الرطب في العالم، وفقاً لوزارة الزراعة والثروة السمكية بحيث تبدأ تباشيره مطلع شهر مايو وتستمر حتى نوفمبر. ويشتري النيري (22 عاماً) الرطب من المزارعين في بداية موسم جنيه ليقدمه عن طريق بعض الوسطاء العاملين في القصور إلى الشيوخ وكبار الوجهاء في الإمارات. ويقول في هذا الصدد «يستبشر الشيوخ ببدء موسم الرطب ويقدمون هبات مجزية لمن يبشرهم به في بداية موسمه، ثم نذهب به أيضاً إلى الشيوخ في دولة قطر، حيث يمثل بداية موسم الرطب فائدة كبيرة للمزارعين». ويعلل انخفاض السعر العام الحالي بهطول الأمطار في ابريل الماضي الأمر الذي يترك أثره في جودة الثمر. ويوضح أن «سعر كيلوغرام رطب النغال بلغ في بداية هذا الموسم 400 ريال عماني (1040 دولاراً) لكنه سينخفض إلى عشرة ريالات في نهاية الأسبوع الحالي مع كثرة الإنتاج وارتفاع درجة الحرارة التي تساهم في إنضاجه». ويشير إلى أن نخلة واحدة من صنف النغال بيع ثمرها قبل قطافه ونضوجه وهي تحمل بين ستة إلى ثمانية عذوق، بسعر أكثر من خمسة آلاف دولار. ويبلغ متوسط إنتاج نخلة النغال حوالي 32.5 كيلوغرام. ويبدأ موسم جني الرطب بالأصناف الأقل جودة في النصف الثاني من أبريل وتسمى «قش»، ويعتبر صنف النغال من أفضل أنواع الرطب المبكرة. ومن الأصناف المبكرة أيضاً التي يتم جنيها حتى نهاية يونيو المزناج والجدمي والخمري ثم تأتي أصناف وسط الموسم في يوليو وأغسطس مثل البرني وأم السلا والخنيزي والخلاص والمبسلي. أما الأصناف المتأخرة مثل خصاب وزبد والهلالي، فتبدأ في سبتمبر وتستمر إلى نوفمبر، وتتميز السلطنة بوجود أكثر من 250 صنفاً من أنواع التمور. وتقدر كميات الإنتاج المحلي من التمور خلال العام 2011 بما لا يقل عن 263 ألف طن مقارنة بـ 276 ألفاً عام 2010. وتؤمن منطقة الباطنة الواقعة على بحر عمان 45 % من إجمالي الإنتاج. ويؤكد التقرير أن العمانيين يستهلكون 148 ألف طن من التمور سنوياً بمعدل 60 كيلوغراماً للفرد.