كتب – المحرر الثقافي: «لقد كان لرواد الصحافة في البحرين دورهم المميز وجهدهم الكبير الذي بذلوه من أجل تأسيس الصحافة في البحرين، رغم الصعوبات والمضايقات التي اعترضت طريقهم من قبل السلطة الاستعمارية آنذاك. وبفضل صبرهم وتضحياتهم تمكنوا من تأسيس صحافة محلية تضرب بجذورها إلى العقد الثالث من القرن العشرين”. بهذه الكلمات قدم رئيس مكتبة الشيخ عيسى الوطنية الباحث د.منصور محمد سرحان؛ لكتابه القيم “مؤسسو ورواد الصحافة في مملكة البحرين” الصادر عن اتحاد الصحافة الخليجية، وفق بادرة تكريم رواد ومؤسسي الصحافة البحرينية؛ تقديراً لما بذلوه من جهود مضنية في سبيل نشأة الصحافة في البحرين، وتوثيقاً لتلك الجهود للمحافظة عليها ونقلها إلى الأجيال المقبلة بكل أمانة وصدق. تناول د. سرحان في كتابه؛ إسهامات رواد الصحافة البحرينية بالدرس والتحليل، وعرض لإنجازاتهم والدوريات التي أسسوها، وساهموا فيها. وهم؛ عبدالله الزايد، محمود المردي، علي سيار، حسن الجشي، أحمد يتيم، تقي البحارنة، عبدالله الوزان، إبراهيم علي الإبراهيم، أحمد سلمان كمال، محمد قاسم الشيراوي، إبراهيم حسن كمال، عبدالله المدني، خليفة حسن قاسم، عبدالرحمن عاشير. عمل الباحث على وضع منهجية خاصة لتحديد رواد الحركة الصحافية في البحرين، والتي من بينها رواد الصحافة في عقود الثلاثينات والخمسينات والستينات وبداية عهد الاستقلال في أوائل السبعينات من القرن العشرين. وكانت الحصيلة تتمثل في مجموعة من الصحافيين الرواد البارزين الذين كان لهم دورهم الكبير في نشأة الصحافة المحلية وهم: عبدالله الزايد، محمود المردي، علي سيار، حسن جواد الجشي، عبدالله الوزان، إبراهيم حسن كمال، أحمد يتيم، إبراهيم علي الإبراهيم، تقي البحارنة، أحمد سلمان كمال، عبدالرحمن عاشير، محمد قاسم الشيراوي، وعبدالله المدني، وهؤلاء جميعاً يلتقون في خندق واحد يتمثل في الاشتراك في الحركة الوطنية والمطالبة بالإصلاح. وقد وظفوا أقلامهم لخدمة وطنهم ومقارعة الاستعمار ومناصرة القضايا القومية العربية وبخاصة قضية فلسطين. ولاقى هؤلاء بالذات الكثير من مضايقات السلطة الاستعمارية، إلا أن إيمانهم بعدالة قضيتهم جعلتهم يقفون في وجه المستعمر دون الخوف من المصير المجهول الذي كان ينتظرهم. هؤلاء إذا هم مؤسسة ورواد الصحافة في البحرين وهم كذلك المرآة التي عكست وهج الحركة الوطنية التي بزغ فجرها في خمسينيات القرن الماضي. لقد اعتمد الباحث بالدرجة الأولى في رصد سير رواد الصحافة البحرينية على مجموعة من مؤلفاته التي هي عبارة عن دراسات وثقت الحركة الفكرية والثقافية بمفهومها العام والتي بذل فيها الباحث جهوداً مضنية جداً للتأكد من صحة المعلومات التي وردت في مؤلفاته والتي من بين أهمها: (الصحافة في البحرين: رصد الصحف المتوقفة والجارية 1939-2005) وهو الكتاب الذي اطلع بنفسه على معظم الصحف التي صدرت في البلاد عبر سنوات مختلفة، وكتاب (رصد الحركة الفكرية في البحرين خلال القرن العشرين) ومجموعة كتبه الأخرى من بينها تراجم بعض الصحافيين البحرينيين، هذا إضافةً إلى ما توافر للباحث من مصادر أخرى تم توثيقها في الكتاب. وأشار د. سرحان في كتابه؛ إلى أن البحرين عرفت الصحافة في وقت مبكر من تاريخها الثقافي؛ وبالتحديد في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي. حين كانت ترد إلى مكتبة الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة -التي أسسها بمجلسه في المحرق- مجلة (المقتطف) المصرية ومحلية (العروة الوثقى) التي تصدر في باريس. وتتابع وصول الصحف العربية إلى مكتبته ومنها الأهرام، الهلال، والمنار من مصر، كما وصلت إلى مكتبته صحف الجاليات العربية في المهجر الأمريكي ومنها جريدتا (السائح) و (الهدى)”. حيث شارك أبناء البحرين شاركوا بالكتابة في الصحافة العربية من خلال مراسلاتهم مجلتي (المقتطف) و(المنار) المصريتين في نهاية القرن التاسع وبداية القرن العشرين، واتسمت تلك المراسلات بطرح أسئلة متنوعة تتعلق معظمها بالشؤون الدينية والحياة الاجتماعية، مشيراً إلى أنه بتأسيس الأندية الشبابية والمكتبات التجارية في عشرينيات القرن الماضي، بدأت الصحافة العربية وخصوصاً تلك التي تصدر في مصر ترد إلى تلك المكتبات. وسبق للمواطن البحريني أن تعرف على الصحافة الإنجليزية من خلال ما كانت توفره المكتبة الإرسالية التي تأسست العام 1894. وذكر د. سرحان؛ أن المتبحر في تاريخ الصحافة البحريني حركة المد والجزر الذي تعرضت له الصحافة المحلية طوال عهد الحماية البريطانية، حيث توقف بعضها لأسباب فنية أو مادية، وأجبر بعضها الآخر على التوقف من قبل السلطة الإنجليزية، إلا أن قافلة الصحافة المحلية استمرت في سيرها رغم المشاكل والمعوقات التي واجهتها. وتلك المعطيات تعد –بحسب د. سرحان- أهم عناصر نشأة الصحافة في البحرين، التي بدأت بإصدار أول جريدة في البلاد وهي جريدة (البحرين) لصاحبها عبدالله الزايد العام 1939. حيث ازدهرت الصحافة في البحرين في خمسينات القرن العشرين بشكل لم يكن له نظير، حين كان التوجه القومي ومقارعة الاستعمار السمة الغالية على تلك الصحافة. البحرين تألقت كمركز خليجي مرموق من جانبه قال رئيس اتحاد الصحافة الخليجية تركي بن عبدالله السديري؛ في تمهيده للكتاب؛ يحتفي اتحاد الصحافة الخليجية بتكريم رواد صحافة البحرين وهي مناسبة ذات أهمية كبرى عبر اتجاهين لهما قيمتهما الإعلامية: أولاً: البدء بالبحرين وهي مقر وجود الاتحاد ومنطلق نشاطاته بتعاون متعدد وجيد، وأيضاً نحترم في البحرين التبكير المعروف في إيجاد صحافة مقروءة ومتعددة الاتجاهات داخل البحرين، والفضل في ذلك يعود إلى تبكير وجود الثقافة، حيث إن ذاكرة الأيام مازالت تتذكر ذلك الانتشار الإيجابي للوعي العام وكيف تألقت البحرين كمركز خليجي مرموق، الاتجاه الآخر أننا نحاول أن نصل إلى وجود تمازج خليجي متقارب الرؤية ومتوفر التجانس في الاهتمامات والمعلومات، ذلك أن تقارب كثير من مكونات الدولة الواحدة هو جانب إيجابي علينا جميعاً أن ندعمه بتقارب فعال في ممارسة تحقيق التماثل الاجتماعي بحيث يتحقق ما نحلم به وهو مصداقية وجود الأسرة الخليجية الواحدة في كل العواصم والقرى، وهذا يأتي عبر جهود سياسات مختلفة، لكن الصحافة هي الأجدر كأفضل قدرة انتشار وتعبير في آن واحد لتحقيق ما نريده من تقارب. نخبة تستحق التقدير وأكد الأمين العام لاتحاد الصحافة الخليجية ناصر محمد العثمان؛ في تقديمه؛ أن هذه النخبة من الرجال استحقت خلال مسيرتها المستمرة – أو المتعثرة – كل الاحترام والتقدير من أفراد المجتمع؛ الذين رأوا فيهم الجهة المعبرة عن آمالهم وطموحاتهم الوطنية والاجتماعية والمعيشية، في زمن قلت فيه منابر التعبير لمحدودية الوسائل الإعلامية التي يزدحم بها زماننا هذا؛ إلى حد التخمة الضارة في كثير من الأحيان. وأضاف: إن هذه النخبة من مؤسسي ورواد الصحافة في مملكة البحرين استحقت بكل جدارة واستحقاق هذه الالتفاتة من اتحاد الصحافة الخليجية لتكريمها وتقديرها، ليس بأسلوب احتفالي توهب لهم فيه شهادة أو كأساً أنيقاً وتشنف آذانهم فيه عبارات الإطراء والإشادة والتصفيق فحسب، وإنما من أجل جمع كل أعمالهم وآثارهم وتسجيل سيرهم وتوثيق مسيرتهم وحفظ كل ما يمكن الوصول إليه من معلومات ووثائق عنهم، ليكون كل ذلك مرجعاً يعود إليه المهتمون والباحثون والدارسون، ويكون أيضاً شاهداً على فضلهم في البلاء الحسن والعطاء والجزل في مجال المواقف الثابتة وخدمة الوطن والأمة والمجتمع من خلال الرأي والكلمة الصادقة. زهراء المتغوي تحلّق في «سيمياء الحلم» كتب – المحرر الثقافي: صدر حديثاً عن دار فراديس للنشر والتوزيع ديوان “سيمياء الحُلم”؛ ثاني إصدارات الشاعرة البحرينية زهراء المتغوي. جاءت لوحة الغلاف للفنانة التشكيلية السعودية مشاعل الكليب، وبتصميم أنيق للمصمم حسين مرضي، وبدءاً من الغلاف وانتهاءً بالقصائد؛ يتجلى الفارق في تجربة المتغوي المتقدة. الديوان؛ اشتمل على أكثر من ثلاثين قصيدة؛ عالجت كثيراً من القضايا الاجتماعية والسياسية، في قوالب متعددة؛ تشي بالتنوع ونضج التجربة التي بزغت في باكورة نتاج الشاعرة “بأي ذنب قتلت” الصادر عن مشروع متكأ لتبني النتاج الإبداعي العام 2008، وشكل ظهور الديوان وقتذاك؛ نقلة نوعية من خلال بيع أكثر من 200 نسخة في ليلة واحدة في حفل خصص للنساء فقط. ويأتي الإصدار الجديد ليؤكد أننا أمام قامة “نهرية” وشعرية فارعة؛ لأن الأنهار وحدها تشق طريقها بثقة لتصب في البحار الكبيرة. جاء في قصيدة “عُتْمَةٌ والصُّورةُ مَقْلُوبَة” مقتطفة خلف الديوان: “أفهمُ كيف يعيشُ الطيرُ .. وحيدا في قفصِ النَّار.. أعرفُ أنَّ الصورةَ.. أيضاً مقلوبة.. لكنِّي لا أعرفُ.. كيف تدوزنُ بالرَّملِ.. طفولةَ عمرٍ؟.. هل سيحقِّقُ فيك الرَّملُ.. نبوءتَه يا إنسان؟!”.