كتب – هشام الشيخ: دعا الشيخ تركي القحطاني خطيب جامع ابن القيم في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية إلى العودة إلى القرآن الكريم والاعتصام به من خلال المداومة على تلاوته ومعايشة معانيه للنجاة من الفتن التي تموج بها بلاد العالم الإسلامي في الوقت الراهن، مؤكداً أن نصر الله آت لا محالة متى هجر المسلمون ما لا يرضي الله ، وعادوا للعبادة ومجاهدة النفس. جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها الداعية القحطاني في جامع بن حويل تحت عنوان “ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم”، في إطار التعاون والتنسيق مع وزارة العدل والشؤون الإسلامية والمركز الإسلامي للدعوة في مملكة البحرين. وقال خطيب جامع ابن القيم إن السعادة لم تكن يوماً في جمع المال أو الجاه أو التجارة ، بل السعيد من اتقى الله سار على مراده واهتدى بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومعها سيجد الفرح والسرور وهو حال المؤمنين. وبيّن أنه نظراً لعظم قدر القرآن الكريم وفضله فإن الله تعالى امتن على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن الكريم بقوله سبحانه “ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم”. وشدد على أنه على الإنسان أن يتقي الله ويوظف النعم لطاعة الله، خصوصاً في هذه الأزمنة التي نشهد فيها الفتن وكثرة القتل والفوضى والتخريب في بلاد المسلمين ، لافتاً إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اخبر أن المسلمين لا يجدون من يحكمهم آخر الزمان، وقال أيضاً: إن من علامات آخر الزمان كثرة الهرج أي القتل، داعياً إلى اعتزال الفتن في هذه الأيام وتحاشي الخوض فيها. وحذر من التحدث دون علم كحال كثير من الناس اليوم في المجالس الذين يتحدثون ويخوضون في السياسة والاقتصاد، مضيفاً أن الأدهى أنهم جميعاً يتحدثون في أمور الدين ، ولا يمسكون ألسنتهم عن الحديث في ما لا يعلمون . ودعا إلى الامتثال لوصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمته، حين قال في صحيح في البخاري وغيره فيما معناه أنه يأتي زمان فيه فتن القاعد فيه خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها استشرفته أي أخذته وأهلكته فمن وجد منها ملاذاً فليلذ به، مؤكداً أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يدع خيراً إلا دلنا عليه ولا شراً إلا حذرنا منه. وأضاف أنه صلى الله عليه وآله وسلم أخبر أن عبادة في الهرج كهجرة إليه ، حيث إن النجاة لا تتحقق إلا باللجوء إلى الله ، وتحقيق كمال التوحيد الخالص ، فلا ندعو ولا نستغيث إلا بالله جل وعلا. وبيّن أنه ليس هناك أسمى ولا أرفع من كتاب الله فهو الحجة والنور وفيه خبر من قبلنا ومن بعدنا وفيه الأخلاق والآداب.. فيجب على كل عاقل محاسبة نفسه أين هو من كتاب الله حيث إن الكثير من الناس في غفلة. وتطرق إلى أن الكثير من الناس هجر القرآن وتجده يستغرق الساعات الطوال في أمور أخرى غير نافعة وبعضاً مضيعة للوقت من مكالمات هاتفية ومواقع إلكترونية وقراءة الصحف وسواها ، موضحاً أن سبب ذلك أننا لم نعش مع القرآن حق المعايشة. وبيّن كيف أن الرعيل الأول إذا سمعوا كلام الله آمنوا به ومنهم الخنساء التي آمنت حين سمعت القرآن حيث كانت من أبرع شعراء عصرها ، مشيراً إلى أن القرآن يغيّر أقواماً حيث إنه الهدى لذلك جعل النبي الخيرية فيمن عاش مع القرآن حين قال : “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”. وتطرق القحطاني أيضاً إلى الحديث عن شفاء القرآن ورحمته، وقال : إن الكثير من الناس يشتكي من القلق والوسوسة ، بينما إذا واظب عليه بشكل مستمر سيجد كيف يبدّل الله ما به من هم وغم ، ودليل ذلك الشعور الذي نجده الآن في المسجد من الراحة والسكينة لأن هذه الراحة منبعها القرآن، ويجب تطبيق ذلك على الأهل والأبناء ، بدلاً من الاهتمام بحطام الدنيا. ونبه الشيخ تركي القحطاني إلى خطورة جعل المصحف للزينة وحسب، وقال: إن المسلم عليه أن يبادر بالرجوع إلى الله، وأن يجعل له ورداً يومياً ثابتاً من القرآن الكريم ولو عشر دقائق ، وبشّر من يلزم نفسه بهذا الهدي بالشفاء والرحمة وازدياد الحسنات.