حاوره – مازن أنور: على الرغم من أن الشارع الرياضي بشكل عام وجماهير المحرق بشكل خاص رحبت بقدومه إلى البحرين وارتدائه قميص فريق المحرق الأول لكرة القدم كلاعب محترف، إلا أن هذا الأمر لم يستمر طويلاً مع لاعب المنتخب الأردني وكمن يسمى بالظهير العصري هناك في الأردن وهو اللاعب سليمان السلمان، الذي وصل إلى البحرين في فبراير الماضي عبر عقد أبرمه مع نادي المحرق من أجل تمثيل فريقه لمدة نصف موسم. بعد ظهور أول وآخر ثان وبعده ثالث، لم يكن مستوى السلمان ذلك المستوى الذي توقعه الجميع في البحرين بعد أن كان مغايراً عن ذلك مع منتخب النشامى في كأس آسيا الأخيرة وبعد ذلك في البطولة العربية وتصفيات كأس العالم 2014، حينما قدم عروضاً متميزة بشهادة الجميع. مشوار السلمان من المحرق اتضح منذ بدايته عندما حجز اللاعب مكاناً له في دكة البدلاء وسرعان مع انتهت العلاقة بين الطرفين حينما تم فسخ العقد بالتراضي بين الطرفين في خطوة لم يتوقعها اللاعب وكذلك النادي، فاللاعب كان يمني النفس بظهور مميز يستطيع من خلاله الحصول على بطاقة عبور إلى أندية أخرى في المنطقة، وكذلك بالنسبة لنادي المحرق الذي كان يأمل عمل إضافة على مستوى الفريق في الجانب الأيمن والذي كان يعاني بعض القصور والضعف. المحرق والسلمان وضعا حداً لعلاقتهما والتي قد تنتهي في غضون ساعات أو انتهت بالأساس يوم أمس بشكل رسمي، حيث يتوقع أن يغادر اللاعب المملكة في أقرب وقت من أجل يلتحق بمنتخب بلاده الذي ينتظره استحقاق هام في المرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2014. «الوطن الرياضي» التقت سليمان السلمان قبل موعد المغادرة والرحيل وواجهته بأسئلة واستفسارات عديدة كان صامداً أمامها وأجاب عليها دون إحراج، والغريب بأن اللاعب تمسك بالجوانب الإيجابية على حساب السلبية على الرغم من أن تجربته لم تصل إلى المثالية، وإليكم أبرز محاور اللقاء: المشكلة الرئيسية الأردني سليمان السلمان أكد في بادية حديثه لـــ»الوطن الرياضي» عدم رضاه عن التجربة الاحترافية التي خاضها لمدة شهرين مع الفريق الأحمر، مبيناً بأن هذا الأمر أدى إلى رحيله مبكراً وقبل نهاية عقده، لاسيما بعد أن ارتأى عدم اعتماد مدرب فريق المحرق الوطني عيسى السعدون على خدماته في الفترة الأخيرة وإبقائه احتياطياً. وقال السلمان بأنه لا يعرف الأسباب الحقيقية التي أدت لظهوره بهذا المستوى، مبيناً بأنه عانى كثيراً من سوء أرضية الملاعب والتي لم تساعده إطلاقاً على التألق، مبيناً بأن سوء أرضيات الملاعب البحرينية تؤثر على معظم اللاعبين، ووصف السلمان بأنه تعرض لإحباط شديد جراء عدم تأقلمه على الملاعب البحرينية بعدما شعر بفقدانه الإحساس بالكرة، وعدم قدرته على العودة إلى مستواه الحقيقي مع المحرق، معتبراً بأن هذا الأمر قد يصادف أي لاعب محترف وعلى سبيل المثال اللاعب البرازيلي دييغو داسيلفا الذي يلعب حالياً للمحرق فهو يقدم معرضاً مغايراً للغاية عن عرض الموسم الماضي مع الأهلي وذلك بشهادة الجميع. وتابع السلمان بأنه لم يرتض على نفسه البقاء على دكة البدلاء والاحتياط، مؤكداً بأن ذلك ليس غروراً أو تكبراً وإنما نابع من رغبته الجادة في إفادة فريق المحرق كونه لاعباً محترفاً وتم استقطابه لخدمة الفريق، معتبراً بأنه كان يأمل المساهمة لقيادة الفريق للفوز في المباريات التي كان يخوضها ولا أن يتقاضى مبلغاً مالياً جراء احترافه ويبقى حبيس الدكة. وأضاف السلمان بأنه كان يتطلع لأن يقدم أفضل مستوى في الدوري البحريني لدرجة أنه كان يبحث عن لقب الهداف والمنافسة عليه، كونه ساهم في تسجيل 9 أهداف من أصل 16 هدفاً لفريقه الرمثا قبل القدوم للبحرين. طلب الرحيل وكشف السلمان بأنه تحدث قبل أسبوعين مع مدير الفريق راشد العليوي وأوضح له رغبته في فسخ العقد، حيث أكد بأن العليوي تقبل الأمر ونقل الموضوع للإدارة العليا، مبيناً بأن هذا القرار جاء بعد الضغوطات الكبيرة التي تعرض لها سواءً على الصعيد النفسي والذاتي وكذلك على الصعيد الجماهيري، مبيناً بأنه كان فضل الابتعاد عن المحرق حتى لو كان ذلك على حساب حقه المالي من أجل استعادة مستواه مع المنتخب الأردني الذي ينتظره استحقاق كأس العالم 2014. وأوضح السلمان بأن ما يربطه بالمحرق الآن هي ورقة المخالصة فقط والتي ينتظر التوقيع عليها من أجل أن يغادر البيت المحرقاوي، مشيراً في هذا الصدد إلى حسن المعاملة التي تلقاها في نادي المحرق سواءً من مسؤولين أو جهازين فني وإداري أو لاعبين. إيجابيات وسلبيات واعتبر السلمان بأن تجربته الاحترافية ليست بسلبية وإنما هنالك جوانب إيجابية مشيراً بأن حصوله على ميدالية ذهبية مع الفريق بعد الفوز ببطولة كأس جلالة الملك المفدى ذلك أمر يضيف إلى سجله الشخصي، كما إن اللعب في نادي عريق كالمحرق أمر جيد واللعب إلى جانب لاعبي المنتخب البحريني المخضرمين أمر ممتع أمثال محمد سالمين وراشد الدوسري وحسين علي ومواجهة لاعبين أمثال طلال يوسف وسلمان عيسى أمر يضيف الكثير بالنسبة له شخصياً، فيما اعتبر بأن الأمر السلبي بالنسبة له وهو عدم قدرته على ترك بصمته في الملاعب البحرينية، ولم يُعلق السلمان على تقييمه بالنسبة للتجربة مع المحرق. العلاقة مع السعدون وأكد سليمان السلمان بأن علاقته مع مدرب فريق المحرق عيسى السعدون متميزة ولم تتأثر بإبقائه على دكة البدلاء في الفترة الأخيرة، حيث وصفه بالمدرب الرائع، واعتبر السلمان بأن السعدون مدرب مظلوم جراء المبلغ المادي الذي يتحصل عليه مقابل تدريب أحد أعرق الأندية في البحرين والخليج، مشيراً إلى أن السعدون مدرب مخلص ولو عُرض عليه تدريب المحرق بالمجان لوافق على ذلك. ولكن سليمان استغرب سبب تعاقد نادي المحرق على الرغم من وجود اللاعبين المغربي جمال أبرارو وفهد شويطر كلاعبين في الجهة اليمنى. الدوري البحريني وحول رأيه في الدوري البحريني قال السلمان بأن الكرة البحرينية تزخر بالمواهب واللاعبين المميزين إلا أنه لم يتوقع تواضع تلك الإمكانات في البنية التحتية لكرة القدم البحرينية وتحديداً في الملاعب، قائلاً بأن من يرى قوة المنتخب البحريني على المستوى العربي والآسيوي لا يتوقع تلك المنشآت التي لا تتناسب مع عطاء منتخب البحرين خارجياً، وانتقد السلمان كذلك التنظيم الإداري للدوري البحريني بعدم وجود أجندة واضحة وثابتة، معتبراً بأن انتهاء الدوري البحريني متأخر كان قد يكلفه خسارة مقعده في المنتخب الأردني ولكن فسخ عقده سيضمن له العودة لصفوف منتخب النشامى. حظوظ المحرق وحول حظوظ فريق المحرق بشأن إمكانية خطف لقب الدوري وكذلك البطولة الخليجية، فقال سليمان السلمان بأن لقب الدوري ليس بعيد المنال ولكنه يتطلب نفساً طويلاً والفوز في المباريات القادمة على أن يتعثر الرفاع وهو أمر وارد، ولكن بحسب الأرقام والمؤشرات وعلى الورق فإن الرفاع أقرب كونه فارقاً بنقطتين، في حين أنه اعتبر بأن تحقيق المحرق للقب البطولة الخليجية أمر ليس بصعب المنال وخصوصاً بأن المحرق يتفوق في المستوى والأداء على أغلب الفرق الموجودة بدور الثمانية كونه يملك لاعبي خبرة وكذلك اللاعبين الصاعدين المميزين. الوجهة القادمة وكشف السلمان بأنه تلقى عدداً من العروض من أندية كويتية للموسم الكروي القادم ولكنه أكد بأنه يفضل العودة لنادي الأم الرمثا، مبيناً بأنه يسعى للظهور في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي في الموسم القادم مع فريقه الأم، من أجل رد الدين لناديه والمنافسة على المستوى المحلي والآسيوي، مشيراً كذلك بأنه تلقى اتصالات عديدة من جماهير الرمثا تطالبه بالعودة للفريق بعد أن علمت بعدم توفيقه مع فريق المحرق. الأردن والمونديال ولم يبد السلمان تخوفه من تأثير تجربة المحرق على تواجده بقائمة منتخب النشامى مبيناً بأن مدرب المنتخب الأردني وهو العراقي عدنان حمد يدرك المرحلة التي مر بها وعدم توفيقه في هذه التجربة وكان دائم الاتصال به، وأضاف السلمان بأن مستواه المتميز الذي قدمه مع الأردن خلال بطولة كأس آسيا والبطولة العربية وتصفيات كأس العالم يكفي ليكون داعماً وسانداً لتواجده مجدداً في منتخب الأردن. وتابع بأن حظوظ المنتخب الأردني في التأهل لكأس العالم 2014 بالبرازيل متاح، حيث إن المنتخب الأردني يمتلك جهازاً متكاملاً متميزاً من مدرب وإداريين وكذلك لاعبين، معتبراً بأن تأهل الأردن مبكراً للمرحلة النهائية يؤكد علو كعب الكرة الأردنية والتي تحظى بدعم القيادة في الأردن، مبيناً بأن هنالك رغبة جادة من قبل الجميع لتحقيق حلم بلوغ المونديال.