لست الشخص الوحيد الذي يتحدث عن الصمت الغريب المحيط بتنظيم المملكة لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها الحادية والعشرين بشهر يناير من العام القادم، ولكن هنالك كثيرون يتساءلون عن استعدادات اللجنة المنظمة للحدث الخليجي الأبرز على الساحة الرياضية، حيث قاربت السنة الحالية على قضاء النصف الأول من أيامها، ومازال هنالك هدوءاً كبيراً يسود الأجواء التي تسبق البطولة ونأمل أن يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة !!. عندما نطالب بغير الصمت حول تنظيم هذه البطولة فأننا لا نقصد ضجيجاً، وإنما نقصد تلمُساً لعمل ميداني يُزيل استفساراتنا وشكوكنا، فقبل أشهر وتحديداً في نهاية شهر يناير الماضي حرص رئيس اللجنة التنفيذية للبطولة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة الالتقاء بوسائل الإعلام المختلفة من أجل الحديث عن آخر مستجدات البطولة ووعد بتكرار هذا اللقاء بشكل دوري، وبعد مرور 3 أشهر وفوقها عدد من الأيام، لم يتكرر هذا اللقاء ويبدو بأن البطولة لا تحمل مستجدات يمكن أن تُشبع ظمأ رجال الإعلام، وإلا بماذا نُفسر تأخر هذا اللقاء؟!. الركود الذي تعاني منه الأيام التي تسبق بطولة الخليج يتمثل في أمرين أساسيين أولهما الركود الإعلامي، ولم يأت هذا الكلام من فراغ، بل جاء من خلال متابعة يومية لوسائل الإعلام المحلية، والتي لا تحظى بأي خبر يتعلق ببطولة الخليج، ولعل خبر إطلاق مسابقة التعويذة الذي نُشر في الثالث من أبريل على لسان مدير البطولة قد يكون آخر ما قرأته فيما يتعلق بالبطولة، وقد أجد جزءاً من العذر في هذا الجانب للجهة الإعلامية داخل اللجنة المنظمة لأن الأمر الثاني والرئيس والمتمثل في الركود العملي الميداني ليس فاعلاً، فبعد تأجيل موضوع بناء الإستاد الجديد وعدم وجود أي تحسين أو تطوير على إستاد مدينة خليفة الرياضية حتى اللحظة وكذلك ترك ملعبي النادي الأهلي والمحرق يغرقان في وحل الإهمال ولست من وصف هذين الملعبين بــ«المُهملين” بل هنالك اللجنة التنظيمية الخليجية واتحاد الكرة اللذين رفضا خوض المباريات القادمة عليهما، جميع تلك الأمور تجعلنا في حيرة وخوف وتدفعنا للتساؤل “أين أنتم يا مسؤولي خليجي 21”؟!. لسنا هنا بصدد الانتقاص من كل شخص اختير للعمل في هذه البطولة، ولكننا نتحدث بلسان المواطن البحريني المُخلص الذي يتساءل عن سبب هذا الهدوء كونه يتمنى أن يشاهد أمراً ملموساً يجعل البحرين تحظى بتنظيم أفضل للبطولة عما ظهرت عليه في خليجي 17 و 18 و 19 بالدوحة وأبوظبي ومسقط، حينما شهدت طفرة نوعية على مختلف الأصعدة. في الحقيقة يقال بأن الإجراءات التي تواكب احتضان وتنظيم المملكة لهذه البطولة يسير كسير السلحفاة!، وإننا إذ نستغرب هذا الأمر، فهذا الحدث استثنائي ولا يمكن القبول ببطء الإجراءات على الإطلاق، فنحن مُتلهفون لهذه البطولة، وشعب البحرين ينتظر قدومها، فكما استطاع هذا الشعب الوفي أن يساهم في إنجاح سباق الفورمولا 1 فأنه لن يتردد عن دعم بطولة اللعبة الشعبية الأولى في المملكة. ندعو مسؤولي خليجي 21 للتواصل مع وسائل الإعلام من أجل توضيح الصورة، فكلما زادت هذه الصورة “عتمة” كلما كثُرت التساؤلات و«زادت” الاجتهادات التي قد لا ترحبون بها ولا تتقبلونها منا، ومن جانبنا فأننا حاولنا في أكثر من مناسبة الاقتراب من المسؤولين للحصول على معلومات جديدة ولكن هنالك رهبة وتخوف من الإفصاح بأي جديد وتلك الرهبة تجعلنا نستغرب أكثر وأكثر. [email protected]