كتب - مروة العسيري: وصف النائب حسن الدوسري قيام السفارة الأمريكية أمس بالتحقيق في قضية الاعتداء على النائب أسامة مهنا بأنه تدخل سافر في شؤون البحرين الداخلية. وطالب السفارة بالالتزام بالقيم والأعراف والمبادئ التي جاءت في الاتفاقات الدبلوماسية، واستغرب من الموقف الأمريكي تجاه قضية مهنا وتجاهل الاعتداء على النائبين جواد بوحسين وعباس الماضي وسميرة رجب عندما كانت عضواً بالشورى. وطالب الدوسري اللجنة الخارجية بالنواب، المختصة بهذا الأمر، بلقاء وزير الخارجية في جلسة النواب أو في اللجنة لبحث الإجراءات حيال تصرف السفارة الأمريكية لتوجيه سؤال رسمي للسفارة الأمريكية في البحرين عن قيامها بالتحقق مع نائب برلماني وأسباب وأهداف الزيارة. وزار أمس نائب رئيس البعثة الدبلوماسية بالسفارة الامريكية سفيني وليامز والمسؤول الدبلوماسي والسياسي كيرين بنهوزن النائب أسامة مهنا في ناديه الرياضي عقب التعرض لطلق ناري لمجهولين، ووجها له بعض الأسئلة الدقيقة والخاصة بكيفية حدوث التعدي وموعد خروجه من النادي وموعد وقوع الحادث، كما حققوا معه في أدق التفاصيل، وهو ما أكده أسامة مهنا. ووصف الدوسري ما قامت به السفارة الأمريكية بأنه مخالف لاتفاقية فيينا الخاصة بالعلاقات الدبلوماسية، ويجب أن تسأل الخارجية البحرينية السفارة الأمريكية عن مدى انطباق ما قامت به مع اتفاقية فينا كما يحق لوزارة الداخلية أن تخاطب السفارة عن هذا الأمر لاسيما وأن الموضوع منظور من قبل النيابة العامة، التي رفض صاحب الشأن أمامه اتهام أي شخص بحادث الاعتداء. وتساءل الدوسري: “ما الهدف من زيارة النائب أسامة مهنا في هذا الوقت وسؤاله عن أدق التفاصيل هل هو تحقيق!، يجب أن تكون السفارة الأمريكية شفافة وتفصح عن سبب الزيارة وحري بها أن تتعامل مع جميع النواب إن كانت النوايا حسنة، ألا يجب أن تعامل النواب بذات الاهتمام إذ تم الاعتداء من الإرهابيين على منزل النائب جواد بوحسين والنائب عباس الماضي وعضو الشورى سميرة رجب ولم تقم السفارة بزيارتهم”. واستغرب الدوسري من تبني السفارة قضية النائب أسامة مهنا والسكوت عن قضايا النواب المعتدى عليهم واعتبره ذات الخط الذي تبنته الوفاق في سكوتها عن قضية النواب المعتدى عليهم وتبني قضية مهنا، وانتقد موقف السفارة من الأحداث التي مرت بها البحرين في فبراير 2011، وتواصلها مع من تسمي نفسها معارضة، وطالب السفارة الأمريكية وسفيرها باحترام الأعراف الدبلوماسية والالتزام باتفاقية فينا وعدم التدخل في الشأن البحريني الداخلي. وقال الدوسري إن “السياسية الأمريكية التي تتدخل في شأن البحرين بشكل مستمر لم تعد تخف على شعب البحرين، وسبق أن وجهنا سؤالاً نيابياً لوزير الخارجية لمعرفة موقف الوزارة من هذا الأمر، وبين الوزير أن على البعثات الدبلوماسية الالتزام باتفاقية فينا، وأكد “أن وزارة الداخلية هي الجهة المسؤولة عن التحقيق في الحوادث التي تحدث بالبلاد والتي يتعرض لها المواطنون”، موجهاً رسالة للسفارة الأمريكية بعدم تكرار مثل هذه التصرفات غير المقبولة من الشعب البحريني. وأكد النائب عباس الماضي أن السفارة لم تزره بل لم تتصل به حين تعرض منزله لاعتداء بـ “المولوتوف” من قبل مجهولهن، وقال: “لوطلبوا مقابلتي للتحقيق معي في أمر الاعتداء كنت سأعتذر لأن هذا أمر داخلي بحت لا علاقة لأي جهة خارجية به كما إن بالمملكة سلطات معنية تتكفل بهذا الأمر”. وجاء في المادة 41 من اتفاقية فيننا التي تنظم العمل الدبلوماسي”...كذلك واجب عدم التدخل في الشئون الداخلية لتلك الدولة”، وتحصر المادة 3 من الاتفاقية أعمال البعثة الدبلوماسية في: “تمثيل الدولة المعتمدة لدى الدولة المعتمد لديها، حماية مصالح الدولة المعتمدة وكذلك مصالح رعاياها لدى الدولة المعتمد لديها في الحدود المقررة في القانون الدولي، التفاوض مع حكومة الدولة المعتمد لديها، التعرف بكل الوسائل المشروعة على ظروف وتطور الأحداث في الدولة المعتمد لديها وعمل التقارير عن ذلك لحكومة الدول المعتمدة، تهيئة علاقات الصداقة وتنمية العلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين الدولة المعتمدة والدولة المعتمد لديها”. يذكر أن دراسة بحثية للكاتب الصحافي يوسف البنخليل كشفت أن المستهدف بالتغيير الآن هم السنة في البحرين، بعد أن كان لهم دور مهم في إيقاف “حركة التمرد والعصيان المدني” التي قادتها المعارضة الراديكالية بهدف إسقاط النظام، حيث تهدف قوى خارجية لإثارة السنة ضد النظام بخلق ثورة سنية يدعمها الشيعة.