أكد الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة، خلال مشاركته في الاحتفال الذي تم صباح أمس بالعاصمة القطرية الدوحة بمناسبة تدشين النسخة العربية من تقرير حالة التطوع في العالم لعام 2011 التابع لبرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين، أهمية العمل التطوعي في تعزيز قدرات الشباب، مشيراً إلى أن جمعية الكلمة الطيبة تتبني برامج وأنشطة تطوعية كبيرة في البحرين وأعرب سموه، عن سعادته بمستوى التنظيم الرائع لحفل تدشين النسخة العربية لتقرير حالة التطوع في العالم. من جانبه، أكد وزير الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر حمد الكواري، الدور الذي يلعبه مركز قطر للعمل التطوعي في تعزيز ثقافة التطوع لدى المجتمع القطري والعربي، مشيراً إلى أن تعاون الأمم المتحدة مع إحدى المؤسسات القطرية المهتمة بالمجال الإنساني، واختيارها لدولة قطر لإطلاق النسخة العربية من تقريرها، يؤكد ثقتها التامة وإيمانها بأن دولة قطر كفيلة بقيادة العمل التطوعي وما له من بعد إنساني يفتح آفاقا كبيرة أمام آمال الجنس البشري كافة. وشدد الكواري على أهمية التعاون القائم بين الاتحاد العربي للعمل التطوعي الذي ترأسه دولة قطر وتستضيف مقره، وبين برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين لعام 2011، والذي أثمر عن تدشين النسخة العربية في الدوحة، مشيراً إلى أن هذا التدشين يعد خطوة مهمة وإضافة جديدة في مسيرة العمل التطوعي داخل دولة قطر. وأوضح أن تقرير الأمم المتحدة لحالة التطوع في العالم تكمن أهميته في كونه يبين وبشكل واضح ومتكامل أن العمل التطوعي، وسيلة فعالة وأكيدة لبناء قدرات الإنسان في جميع المجتمعات ولكافة المستويات، مضيفا أنه يركز كذلك على أن القيم الإنسانية في النفس البشرية وتعاليم الأديان تحث على العمل التطوعي وتبيّن مآثره على المجتمعات والأفراد. واعتبر الوزير الكواري أن تقرير الأمم المتحدة امتاز بالمصداقية والشفافية، لإشارته بوضوح إلى أن الإمكانات الكبيرة للمتطوعين لم تستغل على الوجه الأكمل، إضافة إلى ذكره أن الهيكل الإنمائي يشوبه النقص إذ يتجاهل توضيح المساهمات التي يمكن أن يحققها المتطوعون. وشدد وزير الثقافة والفنون والتراث على أهمية الاعتراف بالعمل التطوعي وتسهيل التواصل بين المؤسسات المعنية به في جميع أنحاء العالم، داعيا جميع المجتمعات إلى ضرورة الإكثار من المساهمات المتنوعة في مجالات التطوع، وذلك من أجل تقدم الشعوب وثرائها الإنساني بجانب ثراثها المادي لتحقيق التنمية المستدامة والاندماج والتماسك الاجتماعي. وبدورها، استعرضت، المدير التنفيذي لبرنامج متطوعي الأمم المتحدة فلافيا بانسياريا، أهم ما تناوله تقرير حالة التطوع في العالم لعام 2011 التابع لبرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين، مؤكدة أنه تضمن أدلة موثقة تفيد بأن العمل التطوعي هو قيمة إنسانية شاملة تجتمع عليها كافة المجتمعات، وتدعو لها كافة الديانات. وقالت المدير التنفيذي لبرنامج متطوعي الأمم المتحدة في كلمة لها خلال حفل تدشين النسخة العربية من تقرير حالة التطوع في العالم لعام 2011 إن:« التقرير ركز على تصحيح المفاهيم الخاطئة عن العمل التطوعي، منوهة إلى أن البعض يرى أن التطوع مفهوم غربي وغير قابل للتطبيق في الكثير من المجتمعات، نافية صحة هذا المفهوم، كون الجنس البشري بجميع أطيافه وفئاته يتفق على روح التضامن والتعاون والإيثار وتقديم المصلحة العامة دون انتظار مقابل، وأوضحت أن كلها مفاهيم إنسانية دعت لها كافة الديانات”. وتحدثت بانسياريا عن مهام برنامج متطوعي الأمم المتحدة، الذي يعنى بالعمل التطوعي في مناطق الأزمات ومناطق الكوارث، إلى جانب مناطق ودول العالم المختلفة، مشيرة إلى أن تقرير حالة التطوع لعام 2011 أوضح بالأدلة بعض هذه المساهمات، كإرسال متطوعين إلى الفلبين لتعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحين، إضافة إلى إرسال متطوعين إلى مناطق الحروب كلبنان ودول الربيع العربي. ودعت المدير التنفيذي لبرنامج متطوعي الأمم المتحدة المجتمعات الإنسانية، إلى ضرورة الالتزام بالقيمة الإنسانية للعمل التطوعي وزرعها في نفوس الأطفال منذ الصغر، معتبرة أن النجاح الحقيقي لأي مجتمع ما، لا يكمن في ارتفاع حجم الناتج المحلي الإجمالي والإنجازات الاقتصادية فحسب، بل يعتمد بشكل أساسي على نجاحه في خلق مجتمع إنساني متحضر، يعي مواطنوه القيم الإنسانية من العدل والمساواة وحقوق الإنسان والتكيف مع الآخر وتقبله. من جانبه، استعرض الأمين العام للاتحاد العربي للعمل التطوعي أمين السر العام لمركز قطر للعمل التطوعي يوسف علي الكاظم، الإنجازات التي حققها الاتحاد العربي منذ تأسيسه عام 2003، وتشرف دولة قطر على رئاسته واستضافته، والذي عمل على نشر ثقافة التطوع في المجتمع العربي، لا سيما القطري، حيث يفوق عدد المتطوعين القطريين حالياً في المؤتمرات الدولية التي تحتضنها الدوحة باستمرار الألف متطوع.