على الأرجح سيكون ميلان في أفضل حالاته منذ ثلاثة أشهر حين يحين موعد هذه المواجهة، حيث سيستعيد جميع مصابيه الذين وصل عددهم إلى 14 مصاباً خلال الأسابيع الماضية. الميلان كان الوحيد الذي واجه برشلونة الند بالند هذا الموسم، و لا نبالغ حين نقول “منذ سنوات” على المستوى الأوروبي، ولذا لن يكون مستغرباًَ أنْ تعوِّل إيطاليا على أبطالهم من أجل تكرار سيناريو الإنتر في موسم 2010. أبرز عامل سيكون لصالح الميلان هي قوته الهجومية، وتنوّع سبل هجومه في مواجهة الدفاع متذبذب المستوى للكتلونيين، فمن الصعب على الدفاع الكتلوني في الوقت الحاضر احتواء زلاتان إبراهيموفيتش في أزهى فتراته. إجنازيو أباتي على وجه التحديد سيكون عاملاً في غاية الأهمية للميلان، لاستغلال الضعف الدفاعي لبرشلونة على الرواق الأيسر مقارنة بنظيره الأيمن، خاصة من الإجادة في إرسال التمريرات العرضية ما يحبه و يتمناه ماكسي لوبيز أو زلاتان إبراهيموفيتش لهزِّ شباك فيكتور فالديز. كما قد يستفيد الميلان من لعب مباراة الذهاب على أرضه، (رغم أنه واقع لا يصب في مصلحة الفريق الإيطالي، الذي عانى من اللعب إياباً خارج أرضه أوروبياً لسنوات)، عبر أخذ الشجاعة على الصعيد الهجومي، والتحرر من ضغوط النتيجة المطلوبة لو لعب في السان سيرو إياباً، بعد تحقيق نتيجة غير مريحة ذهاباً في الكامب نو. باختصار مباراة السان سيرو ستحسم كل شيء، و لذا سيكون على الميلان الهجوم، وهو الخيار الذي يضع الميلان في أفضل حالاته، وذلك بشهادة الذهاب والإياب أمام آرسنال. يُعد برشلونة هو المرشح الأقوى للفوز بهذه البطولة، لذا من الطبيعي أنْ يكون مرشحاً للتفوق على الميلان، امتداداً لمسيرة قوية على الصعيد الأوروبي هذا الموسم، وخلال المواسم الماضية وتحقيق لقب البطولة للموسم الثاني على التوالي، وهو ما عجز عنه الجميع منذ أنْ فعلها الميلان آخر مرة في عامي 1989 و1990. أسلوب لعب برشلونة يظل عصياً على أيِّ فريق كان، ولذا ستكون منظومة برشلونة الهجومية “التيكي تاكا” بقيادة ليونيل ميسي و المايسترو تشافي إيرنانديز خطراً قوياً على الميلان. كما يظل عامل لعب مباراة الإياب على ملعب كامب نو الذي بوسعه قهر أعتى المنافسين. الجبهة اليُسرى على الصعيد الدفاعي للميلان، سواء بوجود لوكا أنتونيني أو جمال مصباح، ستشكِّل نقطة ضعف كبيرة لن يصعب على النجم البرازيلي دانييل ألفيش و ليونيل ميسِّي استغلالها لضرب الميلان، كما سيكون تشافي إيرنانديز أهم لاعب في كلتا المباراتين في حال استطاع التغلب على رقابة ماسيمو أمبروزيني، الذي سيعوض مارك فان بومل الموقوف في الذهاب، أو فان بومل نفسه في الإياب، وذلك بسرعته مقارنة بالإيطالي والهولندي. مشاركة أليكسيس سانشيز تبدو مهمة للغاية أيضاً، كونه اللاعب الذي يمتلك أفضل المقوِّمات لمنافسة سرعة إجنازيو أباتي على رواق الميلان الأيمن، و هو تغيير تكتيكي يجب أنْ يقوم به جوارديولا للتغطية على ضعف جبهته اليسرى دفاعياً، ما يعني إبقاء أباتي في الحالات الدفاعية بشكل أكبر، وعدم منحه أي فرصة للتقدم للأمام، خاصة في ظلِّ تضاؤل فرص مشاركة بلال أبيدال في أيٍّ من المباراتين.