^  ثلاث مداخلات تلفزيونية تابعتها الأسبوع الماضي أعجبتني وقدرت أن من المهم الإشارة إليها وامتداحها. الأولى للنائب أحمد الساعاتي والثانية للمحامي فريد غازي والثالثة لنائب الأمين العام بجمعية وعد رضي الموسوي. المداخلات الثلاث كانت في البرنامج اليومي الذي تخصصه فضائية “العالم” الإيرانية للوضع في البحرين مساهمة منها في دعم المجموعات التي... . أما النائب الساعاتي الذي ينسب له الفضل في كسر الحاجز الذي سيّجت به تلك القناة نفسها فحصرت الضيافة في وجوه محدودة تنتمي كلها إلى توجه معين هو التوجه المضاد للقيادة والحكومة في البحرين (ولو أنها تدعي دائماً أن التقصير هو من الآخرين وأن الصد ليس منها)، حيث انتبه الساعاتي إلى محاولات إظهاره وكأنه يعبر عن وجهة نظر الحكومة؛ فنبه إلى أنه ممثل للشعب وأنه رغم أن في كلام “المعارضة” ما هو مقبول؛ فإن فيه الكثير مما ينبغي أن يرد عليه، مستشهداً بتطورات الملف العمالي وما تم تنفيذه في هذا الخصوص من توصيات بسيوني، ما يدلل على أن الدولة جادة في تنفيذ تلك التوصيات وليس كما تدعي تلك الفئة، بل زاد إن النواب يسعون إلى غلق هذا الملف وعودة كل مفصول إلى عمله بل إلى حيث كان قبل فصله. أما المحامي فريد غازي الذي بدأ في المشاركة في ذلك البرنامج الجمعة الفائتة، فبدأ كما هو دائما هصوراً قادراً على الدفاع عن وجهة نظره والتأكيد على أن في كلام “المعارضة” الكثير من المبالغات والكثير مما هو بعيد عن الواقع، وتمكن من بيان واقع حال التقاضي في البحرين ونزاهته واحتكام الناس إليه، وبيان أنه إنما يمثل وجهة نظر بعيدة عن الطائفية وبعيدة عن الطرح الفالت. كذلك أعجبتني مداخلة نائب الأمين العام بجمعية (وعد) رضي الموسوي، ففي ختام حلقة (الأربعاء الماضي) رد الموسوي على ادعاءات اثنين من “المعارضة”، قالا إن ما يقومون به من أنشطة لضرب الاقتصاد لا يؤثر على البحرين لأنه ليس اقتصاداً وطنياً ولكنه اقتصاد فئة حددوها، حيث قال الموسوي بلهجة الحازم ما يعني أن هذا الكلام غير منطقي؛ فالذي يتم تخريبه عبر تلك الأنشطة هو اقتصاد البحرين وهو اقتصاد وطني، إذا تأثر توجّع أهل البحرين جميعاً.تجاوز الحقائق وتزييفها وتقديمها بشكل مخالف لما هي عليه بقصد الإساءة للدولة أمور ليست في صالح تلك الفئة التي اختارت طريقها السالب لأنها ستفقدها مع الوقت المصداقية، حيث الذين تصلهم مثل تلك المعلومات المتلاعب بها لن يظلوا مصدقين لهم على طول الخط. بالتأكيد فقد فوجئ أولئك ومعهم مقدمة البرنامج أن يفند ادعاءاتهم شخص من “المعارضة”. هذا موقف يحسب لصالح الموسوي ولجمعيته وأتمنى لو أن الآخرين يحذون حذوه فينبهون إلى الخطأ وينبهون إلى المبالغات ويبتعدون عن المجاملات و«الطبطبة” على بعضهم البعض. فالخطأ خطأ ويفترض أن الجميع يسعى إلى خير الوطن وليس إلى تدميره، والوطني هو من لا يقبل بالتجاوز والآراء غير الصحيحة والمبالغ فيها. فما توفره تلك المجموعة من معلومات بعيدة عن الواقع ولم يعد خافياً المراد منها وينبغي مواجهتها بتوفير الحقائق التي يحترمها العالم، وهذا دور مهم يجب أن يقوم به كل من يحب هذا الوطن، فهو ليس دور الحكومة فقط وليس دور المسؤولين والنواب الحاليين أو السابقين دون غيرهم، ولكنه دور كل مواطن يمتلك الحقيقة ويمتلك القدرة على الدفاع عن هذا الوطن.