يحاول فارس وأمل الابنان الباران بوالديهما، إيجاد دواء لأبيهما المريض، فيدلهم حكيم الغابة لعلاج يسمى عشب “الدنكة”، ولكنه يخبرهم بأن العشب موجود في مكان خطير محفوف بالمخاطر، وأن الوصول إليه شبه مستحيل هو “وادي الضياع”، فيقرران المخاطرة والذهاب لإيجاد الدواء، وفي الطريق يواجهان عدة مصاعب ولكنهما يتغلبان عليها بحكمتهما وذكائهما حتى يحصلان على العشب ويشفى والدهما. فاطمة يحيى دهراب، أدت دور “أمل”، الابنة البارة بوالدها والتي تحملت الصعاب والمشقة، إلى جانب أخيها “فارس” الذي قام بدوره محمد الشطي، من أجل والدهما المريض. إنه أول وقوف لفاطمة على الخشبة، أدت فيه دورها ببراعة وكأنها تألف المسرح والجمهور، فلم يظهر على ملامحها أي شيء من التوتر أو الخوف. وقالت حول ذلك “منذ أن نطقت أول كلمة لي في بداية العرض تلاشت رهبة المسرح وشعرت أنني أحب الجمهور، فحاولت قدر الإمكان أن أتعاطى معه بإيجابية، وشجعني على ذلك حماسهم وتصفيقهم الحار لنا”. وأضافت “أنا بطبعي إنسانة خجولة، ولكن الأستاذ عباس مراد مؤلف ومخرج المسرحية خلق مني إنسانة أخرى جريئة ومحبة للمسرح والجمهور، مع أن فترة التدريبات لم تتجاوز العشرين يوماً، وتزامنت مع امتحانات منتصف الفصل الدراسي، وهذا ما جعلني أشعر بقليل من الخوف، ولكنه سرعان ما اختفى لحظة ظهوري على المسرح”. ولاحظ عباس مراد شخصية فاطمة في حفل تكريم بإحدى المناسبات في دولة الكويت، ورأى فيها شابة قوية أدت التحية للوزير حيث إنها كانت قائدة في فريق المرشدات، ومنذ تلك اللحظة شعر بأنها ستصبح مبدعة في مجال المسرح ولذلك وقع الاختيار عليها حسب قولها. محمد الشطي واجه مع فاطمة الوحوش والضواري خلال طريقهما للعشب الذي فيه شفاء والدهما، وهو يحب المسرح والتمثيل والفن منذ الصغر، فقد كان يحضر تدريبات والده الفنان ويقرأ النصوص ويتابع الإخراج حتى أصبح ممثلاً، وشارك في عدد من المهرجانات بالكويت، وقد شجعه على ذلك أهله وكل من يحبه. «فارس” شخصية متهورة مندفعة مستعدة لفعل المستحيل من أجل والدها المريض، فيواجه هو وأمل في طريقها لوادي الضياع عدداً من الشخصيات المخيفة، منها القرصانين علي جاسم البلوشي الذي يحب التمثيل منذ الصغر، حيث قام بدور القرصان المضحك وتقمص شخصية العبيط الذي لا يفهم شيئاً، على عكس رئيس القراصنة عبدالله مراد الفاهم المدرك لجميع الأمور. شخصيتان متناقضتان أضفتا جواً من المرح الطفولي والضحك على العرض. يطمح علي بأن يصبح ممثلاً وطبيباً عندما يكبر، بينما يفضل عبدالله تدريس مادة الرياضيات إلى جانب التمثيل. الطفلة الجميلة سارة عباس ذات الثمانية أعوام أضفت جواً جميلاً وبريئاً بحركاتها التعبيرية على المسرح، وجذبت إليها أنظار الجمهور بتألقها ورقصها، فقد أدت دوراً ممتعاً في الأغاني التي قدمت خلال العرض، وقالت “أحب التمثيل وأتمنى أن أصبح طبيبة وممثلة عندما أكبر، فأبي يشجعني دائماً على المشاركة في المسرحيات المدرسية وحتى المعلمات في المدرسة يخترنني لأنهن يعرفن مدى حبي للمسرح، وأتمنى أن أكون قد قدمت عرضاً جميلاً أمتع الجمهور”. يواجه البطلان عدة مخاطر أخرى منها حارس الوادي ذو الثلاثة رؤوس، وتنين الوادي، ولكنهما يتغلبان على جميع المصاعب بحكمتهما وحسن تصرفهما وأسلوبهما اللبق مع تلك الشخصيات حتى يبينوا للجميع أن بر الوالدين من أسمى الأمور في الحياة وهو يقود إلى رضا الله سبحانه وتعالى وتوفيقه.