كتب - محمد الخالدي: أكد كتاب وصحافيون خليجيون وعرب أن إعلان الاتحاد الخليجي بقرار حاسم خلال القمة التشاورية المقبلة تقتضيه المرحلة لمواجهة التحديات ودرء المخاطر والحفاظ على اجتماع دول الخليج على ذات المصير وبناء مشروع عربي دفاعي بمواجهة المخططات الإيرانية خاصة في ظل تدخلها في الشؤون البحرينية والسورية واحتلالها للجزر الإماراتية. وقالوا، في تصريحات لـ»الوطن»، إن التباطؤ في تنفيذ الاتحاد الخليجي لن يكون في صالح قادة وشعوب المنطقة، مع تهديدات ملالي إيران المستمرة، معتبرين أن ما يجري في البحرين والإمارات مسألة طبيعية نظراً لتأخر المشروع الخليجي الوحدوي. وأشاروا إلى أن دعوة خادم الحرمين الشريفين إنما هي مسألة طبيعية ومصيرية تساعد أبناء الخليج للتكامل والمصير المشترك، مؤكدين أن غياب دولة المشروع القومي العربي وتحولات الصراع بين الأمة العربية كصاحبة مشروع والمشروع الديني الطائفي الذي تقوده إيران بات من المؤكد من هم أعداء الأمة العربية. وأضافوا من هذا المنطلق يضع القادة العرب في الاجتماع التشاروي أمام حالة من التحدي لفهم طبيعة الصراع والتهديد الذي تقوم به إيران تجاه الأمة العربية وقاعدة هذا التحرك الآن القائم على تدمير المشروع العربي بدءاً من العراق وتسلسل هذا التدمير نحو باقي دول الخليج. أحداث البحرين قال مدير تحرير صحيفة «اليوم» السعودية مطلق العنزي «بدون شك القمة الخليجية المقبلة تأتي بعد قمة دعت إلى دراسة الوحدة الخليجية وبعد تطورات ميدانية تفرض نفسها على منطقة الخليج حيث بات من المهم النظر إليها مع أسلوب آخر طبقاً للتطورات الإقليمية خصوصاً بعد الهيمنة الإيرانية على العراق والاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية وتدخلها في شؤون سوريا». وأضاف «يجب أن تكون هنالك نظرة موضوعية وجادة تقتضيها جدية المرحلة المقبلة ودائماً التفكير بكيان اتحادي يتطلب ضرورة التنازل عن بعض الشكليات خصوصاً وأن الدول الخليجية يجب أن تكون مقبلة على توحيد السياسة الخليجية المشتركة كما يجب أن تفرض القمة بأسلوب مختلف عن باقي القمم خصوصاً أن لدينا زعماء بارزين قادرين على إنجاز مع تتطلع إليه الشعوب الخليجية التي تطمح إلى تنسيق واتحاد موحد وأيضاً الفوائد الاقتصادية والأمنية والاجتماعية التي سيجنيها الاتحاد بينما هو خطوة متقدمة لتطوير مختلف أشكال التنسيق التي هي في صالح الشعوب الخليجية». وأردف قائلاً «أحداث البحرين نموذج لضرورة أن يتقدم الاتحاد الخليجي بخطوة إلى الأمام لإتمامه كخطوة شرعية للدفاع عن سياسة الدول المعتدى عليها وعلى شعوبها». أخطار محدقة وقال الصحافي الكويتي محمد السلمان «المطلوب الآن من قادة دول مجلس التعاون الخليجي المضي قدماً نحو إقامة اتحاد خليجي وفقاً لقرار حاسم تقتضيه المرحلة الحالية وأن مسألة التباطؤ في تنفيذ القرار لن يكون في صف قادة وشعوب المنطقة» وأضاف «التكامل الجمركي والسكك الحديدية وانفتاح الأسواق هي مشاريع يستوجب أن تسبق قيام المشروع الخليجي لكونها قاعدة عريضة تبنى عليها المشروع الذي يتطلع إليه قادة الخليج ولكن الشئ الوحيد المتعلق هو وجود تكامل ومصير موحد يشعر به القادة على غرار الاتحاد الأوروبي الذي نال احترام المجتمع الدولي نظراً لجمله القرارات التي اتخذها قادته». وأكمل» مازلنا محبطين من أداء مجلس التعاون الخليجي على الرغم من الوعود التي تم إطلاقها مسبقاً في ظل غياب مؤشرات واضحة أو ملموسة نتطلع إليها بالمزيد من التطور». وأشار السلمان إلى أن «هناك أخطاراً محدقة بمصير الخليج ولكن لابد إنجاز المشاريع العالقة وبعدها يمكن الحديث عن مسألة الاتحاد التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين خصوصاً أن المشكلة المتعلقة الآن في التنفيذ فمع التوسع في التشاور والتفاهم على مشاريع مهمة لن يكون في صالح المنطقة ومن هذا المنطلق لابد من وجود تأطير لهذه المصالح لضمان تفعيلها على أرض الواقع». تهديدات إيرانية وأكد الكاتب والمحامي الأردني زياد النجداوي أنه «يجب أن يعي قادة دول مجلس التعاون الخليجي للتهديدات الإيرانية والتخطيط لها من خلال بناء مشروع وحدوي يؤطر رسالتها الإنسانية العظيمة وهذا يعني بالضرورة أن يرتقي أي لقاء على مستوى القادة العرب إلى فهم طبيعة الصراع الموجود حالياً بين الأمة العربية كرسالة لمشروع إنساني إسلامي في مقابلة المشروع الفارسي الطائفي». وأضاف «في ظل غياب دولة المشروع القومي العربي وتحولات الصراع بين الأمة العربية كصاحبة مشروع والمشروع الديني سواء الذي تقوم به تركيا أو الذي تقوم به إيران كدولة ذات مشروع طائفي من هذا الفهم لطبيعة الصراع العربي بات من المؤكد من هم أعداء الأمة العربية وباعتبار القادة العرب الذين سيلتقون في القمة الخليجية التشاورية هم الراعون لشعبنا العربي فهذا يترتب عليهم مسؤولية شرعية ومسؤولية قومية نزولاً عند القول «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته» ونزولاً عند الآية الكريمة «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر» فهذا يضع القادة العرب في الاجتماع التشاروي أمام حالة من التحدي لفهم طبيعة الصراع والتهديد الذي تقوم به إيران تجاه الأمة العربية وقاعدة هذا التحرك الآن القائم على تدمير المشروع العربي هو العراق». وزاد «ولا يمكن العدل بما يجري في مملكة البحرين الشقيقة عما هو مخطط له واستمرار إيران في احتلال الجزر العربية الثلاث والتلويح المستمر من قبل إيران تجاه أشقاء في الخليج العربي هذا كله يدعو القادة العرب في الخليج العربي إلى استكمال بناء مشروع عربي دفاعي بمواجهة المخطط الإيراني». نتيجة حتمية وقال رئيس تحرير شبكة أخبار العراق سرمد عبدالكريم «الوحدة هي نتيجة حتمية بما يحدث في المنطقة وبالتالي توحيد المنطقة خطوة إلى الأمام لتوحيد كافة الأقطار العربية وأن ما يجري في البحرين والإمارات هي مسألة طبيعية نظراً لتأخر المشروع الخليجي كثيراً وبالتالي دعوة خادم الحرمين هي مسألة طبيعية ومصيرية تساعد في بناء الخليج أولاً وصد للأطماع الإيرانية ثانياً. واستطرد قائلاً «الاتحاد أحد العلاجات المهمة بأن يتحد الخليج في كتلة واحدة في مواجهة أخطار ملالي إيران لضمان الحفاظ على ثروات الخليج وعلى هويتها العربية والإسلامية ومسألة الوحدة ضرورة وإجراء صحيح في هذا الوقت الدقيق الذي تمر به المنطقة العربية الآن».