أصدر المؤتمر الإقليمي لعصور ما قبل التاريخ وفجر الحضارات في البلدان العربية العديد من التوصيات المثمرة في ختام أعماله، انقسمت لجانبين تعلق الأول باتفاقية التراث العالمي، والثاني بالبحث والتنسيق في مجال حماية مواقع ما قبل التاريخ وفجر الحضارات. ونصت التوصيات الخاصة باتفاقية التراث العالمي على أهمية السعي لإدراج مواقع ما قبل التاريخ والحضارات المبكرة ذات القيمة العالمية الاستثنائية على القائمة التمهيدية والعمل على إعداد ملفات الترشيح لإدراجها على قائمة التراث العالمي، والتأكيد على التنسيق والتعاون بين الدول العربية والعمل على إدراج مواقع ما قبل التاريخ ذات القيمة الاستثنائية الممتدة بين الدول العربية على القائمة التمهيدية بشكل مشترك كونها تمثل مواقع عابرة للحدود، بالإضافة إلى تأكيد الدور الهام الذي يقوم به المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في هذا المجال، والطلب من المركز المتابعة والتنسيق مع الدول العربية في آلية تنفيذ التوصيات المتعلقة باتفاقية التراث العالمي. أما فيما يختص بالتوصيات المتعلقة بالبحث والتنسيق بين الدول العربية في مجال حماية مواقع ما قبل التاريخ وفجر الحضارات، فنصت على أهمية تشجيع الجامعات والمعاهد المتخصصة في الوطن العربي على التركيز على وضع برامج للدارسين في فترات ما قبل التاريخ وفجر الحضارات، وإيجاد آلية خاصة لتوحيد المصطلحات العلمية المتعلقة بحقل الآثار ومسمياتها المختلفة، مع إيجاد الوسائل المجدية لجذب الكوادر الوطنية وحثهم على التخصص في ميدان عصور ما قبل التاريخ وفجر الحضارات لكي تصبح قيادات المستقبل في هذا المجال، مع مواصلة العمل لمناشدة قطاعات التربية في الوطن العربي لإدراج برامج توعية بآثار ما قبل التاريخ لمناهج التعليم المختلفة، واعتبار منطقة الخليج الحضارية منطقة دراسية واحدة في مجال الآثار وذلك لتشابه المواقع الأثرية بكل قطر. ونظرًا للاكتشافات الأثرية الأخيرة بـ«موقع الصبية” بدولة الكويت وما نتج عنه من اكتشافات مميزة فيما يتعلق بـ(فترة العبيد) فإن المؤتمر يوصي بوضع دراسة موحدة لهذه الفترة الحضارية ومواقعها، مع تنظيم ورش عمل وندوات لدراسة فترة العبيد المتواجدة الآن في منطقة الخليج يشترك فيها كل المتخصصين في هذه الفترة التاريخية المهمة. كما أوصى المؤتمر بتكثيف الوعي بأهمية التراث الحضاري وحمايته لدى الجهات الرسمية والأفراد والجماعات وجمعيات المجتمع المدني للعمل على المحافظة على التراث. واختتم المؤتمر الإقليمي، الذي نظمته وزارة الثقافة ضمن شهر (تراث) من شهور المنامة عاصمة الثقافة العربية للعام 2012، أعماله أمس. وكانت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رعت حفل افتتاحه الأسبوع الماضي.