أجمع اقتصاديون وإعلاميون أن اختيار سمو الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود للبحرين مقراً إقليمياً لمجموعة روتانا الفضائية وقناة العرب الإخبارية الجديدة، يمنحها العلامة الكاملة بالريادة الإعلامية، ومنافع أخرى جمّة تتنوع بين توفير فرص عمل نوعية للشباب البحريني، وتدريب الكوادر الوطنية في حقول الإعلام المختلفة وخاصة المرئية منها. وأكدوا في تصريحات لوكالة أنباء البحرين “بنا”، على هامش توقيع هيئة شؤون الإعلام برئاسة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة اتفاقية مع مجموعة روتانا وقناة العرب الإخبارية اليوم، أن الوجود العالمي لأبرز الفضائيات على أرض البحرين يمنحها العلامة الكاملة في مجال الريادة الإعلامية، وتطوير عمل وسائل الإعلام بما يرقى إلى مستوى العالمية الإعلامية، وتهيئة جيل جديد من الشباب. قيمة اقتصادية مضافة وقال الرئيس التنفيذي لاستشارات “جفكون” لتحسين الإنتاجية والمحلل الاقتصادي د.أكبر جعفري، إن من شأن وجود مجموعة روتانا وقناة العرب الإخبارية توفير مزيد من الوظائف الجديدة للشباب البحريني الراغب بالعمل في الحقل الإعلامي، وبنوعية فرص عمل ذات قيمة مضافة عالية. ووصف جعفري تأثير هذه المحطات الجديدة في البحرين بـ«الارتباطي الإيجابي”، لتكون ميزة فريدة من نوعها باعتبارها قنوات عالمية الطراز، لافتاً إلى أن الاتفاقية تمنح البحرين جاذبية استثمارية لاستقطاب مزيد من رؤوس الأموال بالمجال الإعلامي. واعتبر هذا الاستثمار “في صميم التنمية الاقتصادية” على حد تعبيره، مضيفاً أن اختيار المحطات العالمية “روتانا والعرب” البحرين مركزاً إقليمياً لعملياتها، تولد صبغة عالمية للمملكة وتساعد على جذب مزيد من التدفقات المالية الأجنبية وضخها بقطاعات اقتصادية حيوية. وأردف أن هذه المحطات الجديدة تكشف البحرين على العالم بصورة أوسع نطاقاً من أي وقت مضى، ويضفي ذكر اسم البحرين بجانب أسماء القنوات رونقاً خاصاً لها، ويمنحها دفعة إعلامية مميزة إقليمياً وعالمياً. ولفت جعفري إلى التأثير الإيجابي المباشر للمحطات العالمية على الاقتصاد الوطني، وتدعيم مفهوم الاقتصاد المعرفي وكل ما يدعم ما أسماه “الاقتصاد الناعم”. وزاد “أن الارتباطية الفضائية ستكوّن لنا نوعاً من التواصل الفعال مع العوالم الأخرى، باعتبارها من صميم احتياجات القطاع التجاري والخدماتي من ترويج مكثف، فالقوة الفضائية المتمثلة بروتانا والعرب تسهل علينا الكثير من الأمور الدعائية وتقلل كلفها”. ورأى جعفري أن وجود محطات تلفزة ذات سمعة مرموقة يوظف نظم فنية وتقنية عالية الجودة، ومختصين على أعلى مستوى من الحرفية تؤهل الكفاءات الوطنية بمهن عالمية في مجال الإعلام المرئي وملحقاته المتطورة. وأضاف “من مصلحة هذه المحطات العالمية الصبغة، أن تدرب شباب البحرين لتكسب كوادر بشرية مؤهلة سريعاً وبكلفة أقل، خاصة أنها توفر فرص عمل مرموقة ترقى فوق التعقيدات المهنية التقليدية”. وذكر جعفري أن “روتانا” و«العرب” تشجعان مزيداً من القنوات والمحطات الفضائية على ولوج السوق البحرينية لإفادة القطاع الإعلامي والاقتصاد الوطني بصورة كبيرة. تسهيلات إعلامية بدوره عدّ رئيس نادي المراسلين ـ البحرين مدير مكتب صحيفة الأهرام المصرية بالمنامة سامي كمال، وجود عدد من القنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية المرموقة، دليلاً على ما تتمتع به البحرين من انفتاح اقتصادي وحرية إعلامية، وما توفره المملكة من تسهيلات جمة لوسائل الإعلام الإقليمية والعالمية قل نظيرها بالمنطقة، وما تقدمه من مناخ مناسب لأداء العمل الإعلامي على الوجه الأفضل. وأضاف “أن اختيار الأمير الوليد بن طلال للبحرين لتكون انطلاقة لقناة العرب الإخبارية ومحطة إقليمية لمجموعة روتانا يجدد كل هذه المعاني، ويؤكد أن المملكة مهيأة لجذب مزيد من الاستثمارات بالمجال الإعلامي لتضاهي وتزيد على المجالات الاستثمارية الأخرى، ولتبرز للعيان مرة أخرى مدى صحة المؤشرات الدولية التي وضعت البحرين في مقدمة الوجهات المثلى للاستثمار بالمنطقة”. وتابع “ما من شك أن القنوات الجديدة تستقطب العديد من الكوادر البحرينية، وتسهم في إعداد وتأهيل الشباب المحلي، ونحن نعلم أن هناك العديد من البحرينيين الذين يرغبون بدراسة الإعلام بالجامعات البحرينية وخارج المملكة، ما يساعد على صقل قدرات ومهارات هذه الكوادر الشابة الطموحة بالخبرات المتطورة، ونحن نتطلع إلى وجود مركز تدريب إعلامي متخصص على أعلى مستوى، يكون بمثابة الآلية المناسبة لتفريخ كوادر إعلامية تحتاجها المملكة”. استثمار موفق ومدروس من جهته قال رئيس جمعية العلاقات العامة البحرينية د.فهد الشهابي، إن اختيار الأمير الوليد بن طلال للبحرين مقراً إقليمياً لشبكة روتانا وقناة العرب ليس وليد اللحظة، سيما أن الأمير السعودي معروف بخطواته الاستثمارية المدروسة والموفقة دوماً على مستوى المنطقة والعالم. وبين الشهابي أن المحطات الفضائية الجديدة دليل آخر على قدرة المملكة على استقطاب استثمارات نوعية وفتح مجال ترويجي جديد بقطاع الإعلام المحلي، متفقاً مع باقي المراقبين بمساهمة هذه القنوات بتوفير الكثير من فرص العمل للشباب البحريني. وأبدى الشهابي تفاؤله بنجاح المملكة في جذب مزيد من القنوات الفضائية العالمية التي تدشن بدورها مشاريع ذات قيمة مضافة عالية للاقتصاد الوطني، مضيفاً “لن تكون مجموعة روتانا أو قناة العرب آخر الغيث، بل ستتبعها قنوات أخرى حتى تتحول البحرين إلى مركز إعلامي شرق أوسطي رائد على غرار ريادتها التاريخية كمركز مالي إقليمي”. ولفت الشهابي إلى أن قنوات فضائية جديدة بالمملكة معناه وعاء جديد لاستيعاب الكم الهائل من خريجي تخصصات الإعلام والعلاقات العامة، خاصة أن المملكة تضم 6 جامعات تمنح شهادات أكاديمية بمختلف مجالات الإعلام والعلاقات العامة، متوقعاً أن تتجه إدارة هذه القنوات إلى تدريب وتأهيل أعداد كبيرة من البحرينيين، يرقى إلى درجة إنشاء أكاديمية متخصصة بالتدريب الإعلامي، تكمل الجانب العملي المطلوب لدى الخريجين للانخراط بسوق العمل بسلاسة أكبر. ورأى الشهابي أن خريجي الإعلام يملكون فرصاً أفضل من بقية التخصصات، وما افتتاح القنوات الجديدة إلا أفق أرحب لتنويع الخيارات العملية وزيادة فرص الخريجين الجدد بالحصول على وظيفة مرموقة بالقطاعين الحكومي والخاص. زخم جديد للنشاط الإعلامي واعتبر رئيس جمعية المعلنين البحرينية عضوالمجلس العالمي للجمعية الدولية للإعلان خميس المقلة، خيار الأمير الوليد بن طلال البحرين مقراً إقليمياً لقنواته الفضائية “استثمار ناجح بامتياز”، لما توفره المملكة من أرضية متينة ومتطورة للإعلام بكافة أشكاله. ورأى المقلة هذه الخطوة “باكورة قوية لانطلاقة مشروع المدينة الإعلامية”، بغية تطوير صناعة الإعلام والتسويق في البحرين والمنطقة ككل، خاصة أن هذا الخبر لوحده يستقطب معلنين من خارج البلاد. وتوقع المقلة أن يسهم وجود القنوات الجديدة في زيادة النشاط الإعلامي بالسوق البحرينية بنسبة تتراوح ما بين 20%-30% “كتقدير متواضع” على حد قوله، وترفع حصة التلفزة من كعكة الإعلام البحرينية التي ماتزال بحدود 15% مقابل 75% للإعلام المطبوع من صحف ومجلات. وقدر حجم السوق الإعلاني المحلي أن يصل بنهاية العام الجاري إلى مستويات عام 2010 والبالغة 140 مليون دولار، معرباً عن أمله أن يساهم وجود “روتانا” و«العرب” في جذب قنوات فضائية تجارية أخرى ليكون لها مساندة مضاعفة لمعدلات نمو الاقتصاد المحلي. منبر إعلامي بمفهوم عصري من جانبه وصف رجل الأعمال أكرم مكناس، اختيار الأمير الوليد بن طلال بـ«الخطوة البالغة الأهمية لترسيخ مشروع المدينة الإعلامية” في البحرين، لتضاهي مدينة دبي الإعلامية من حيث حجم ونوعية أعضائها. ورأى مكناس أن وجود روتانا والعرب بالمملكة يعطي تعريفاً جديداً للبحرين كمركز إعلامي إقليمي ودولي حديث ومتطور، يوفر كافة احتياجات محطات التلفزة العالمية على أكمل وجه. واتفق مكناس مع باقي المراقبين في تعظيم الفائدة من وجود هذه القنوات العالمية بتوظيف عدد كبير من الكفاءات البحرينية الإعلامية، وتدريب مزيد من الشباب الواعد. وبين أن البحرين سيكون لها شأن عظيم في المجال الإعلامي على مستوى الوطن العربي، ناهيك عن المنافع الاقتصادية المترتبة على استقطاب مختصين عالميين، ومساهمة ذلك في تدوير عجلة السياحة والضيافة، وتحويل البحرين إلى مكان أمثل لتلاقي ممثلي كبرى وسائل الإعلام العربية والأجنبية لتعزيز مكانتها الحضارية والديمقراطية.