حذر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة من التسييس الذي بدأ يدخل في مجالات التنمية مما يؤثر سلبا على نموها، مؤكدا سموه أن استغلال الديمقراطية خارج إطارها يؤثر على التنمية ويكبح انطلاقتها، مشيرا إلى أن خلق حالة من عدم الاستقرار يخالف أهداف الأمم المتحدة الأمن والسلم العالميين وترسيخ أسس العدالة والتنمية داعيا إياها إلى التصدي لأية محاولة لتقويض الأمن والاستقرار.
وقال سموه خلال استقباله اليوم الثلاثاء وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج (الموئل) جون كلوس "إن مملكة البحرين حققت نقلة نوعية في مجال التنمية الحضرية والمستدامة، من خلال تجربة شاملة نالت احترام وتقدير المجتمع الدولي، وأهلتها للعب دور ريادي في هذا المجال". مؤكدا أن التسييس بدأ يدخل حتى في مجالات التنمية.
وأكد سموه أن الحكومة تعمل بلا هوادة من أجل الانطلاق بالتنمية وزيادة وتيرتها وأن نجاح المملكة في الوفاء بغالبية الأهداف الإنمائية للألفية يشكل حافزًا نحو بذل الجهد ووضع مزيد من البرامج المتكاملة للتطوير العمراني والحضري، بالشكل الذي يتناسب والزيادة المضطردة في عدد السكان، ويراعي الخصوصيات الاجتماعية والثقافية للمجتمع البحريني.
وأشار سموه إلى أن خلق حالة من عدم الاستقرار يغاير ويخالف أهداف الأمم المتحدة وغاياتها في تحقيق الأمن والسلم والاستقرار العالميين وترسيخ أسس العدالة والتنمية، وان الأمم المتحدة كمنبر إنساني حر يمثل دول العالم يجب أن تتصدى لأية محاولة لتقويض الأمن والاستقرار أو التلويح بها كما يجب أن يتضاعف التعاون الدولي لحل قضايا التوتر ونزع فتيلها.
وحذر صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من تسييس مجالات التنمية مما يؤثر سلبا على نموها، مؤكدا سموه أن استغلال الديمقراطية خارج إطارها يؤثر على التنمية ويكبح انطلاقتها ولكن الديمقراطية والحرية المسؤولة تمثل أكبر ضمان للتنمية وخير داعم لارتقائها في سلم التطور بالوتيرة المنشودة.
وقال سموه إن الزيادة في عدد السكان تضع الحكومات أمام تحديات وبخاصة في ظل محدودية الرقعة الجغرافية والموارد كما هو الحال في البحرين، إلا أن حكومة البحرين تبنت سياسات ناجحة أثمر عنها تميز مشرف في مجالات التنمية البشرية وتحسين المستويات المعيشية والسكنية للمواطنين، وأضاف سموه أن الحكومة قدمت لشعبها من الرعاية والخدمات ما تُنافس به أكثر الدول تقدماً في العالم على صعيد خدمات الرعاية الأساسية وفي مقدمتها التعليم والصحة والإسكان وتوفير العمل المناسب.
وشدد سموه على أن التحدي اليوم هو المحافظة على هذه المنظومة الفريدة من الانجازات وإبقاؤها وفق معاييرها ونسب نموها المرتفعة، وهو ما تسهر حكومة مملكة البحرين على تحقيقه، مرحبا سموه في هذا الصدد بزيارات وفود المنظمات الدولية لأنها تكفل اطلاعهم عن كثب على المستويات والأوضاع المعيشية المشرفة للمواطنين والتي تتماشى مع المعايير والمؤشرات التي وضعتها الأمم المتحدة.
وخلال اللقاء أشاد سموه بالرسالة السامية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، والجهود التي يقوم بها البرنامج من أجل الارتقاء بأوضاع الشعوب في العالم، لاسيما في الدول الأقل نموًا ، متقدما بالتهنئة للدكتور "جون كلوس" على توليه هذا المنصب، متمنيا له في زيارته الأولى للبحرين منذ أن تولي منصبه وللوفد المرافق له.
وأكد سموه حرص حكومة البحرين على تعزيز تعاونها مع برنامج الموئل، في كل ما من شأنه الإسهام في تأدية دوره الإنساني النبيل على أكمل وجه، انطلاقا من إيمان المملكة بأهمية الشراكة العالمية للنهوض بالمجتمعات والشعوب في كافة المناطق، وخاصة الأكثر حاجة منها.
ومن جهته أطلع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على التوجهات الجديدة التي يسعى البرنامج إلى تحقيقها، والأهمية التي يوليها لتمكين الدول النامية لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة.
كما عرض على سموه أول تقرير عن حالة المدن العربية لعام 2012، والذي يحدد القضايا والمشكلات التي تواجهها الدول العربية على صعيد النمو الحضري والسكاني، والحلول اللازمة للتعامل معها.
ونوه برؤى صاحب السمو الملكي رئيس تجاه تعزيز التعاون الدولي في مجال التنمية الحضرية والمستدامة، والدعم الذي يوليه سموه لكل أنشطة وفعاليات البرنامج، مشيدا بما تشهده مملكة البحرين من نهضة حضرية وعمرانية، وبالتقدم الذي تحرزه على صعيد التنمية البشرية، مؤكدا حرص برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية على الارتقاء بمستوى التعاون مع البحرين إلى مجالات أرحب.
