حينما وقع مورينيو مع ريال مدريد وضع على قائمة أولوياته التتويج بلقب (الليغا) ودوري أبطال أوروبا، وقبل أن يوقع على العقد مع رئيس النادي فلورنتينو بيريز كان قد نال الضوء الأخضر منه لإبرام كل ما يحتاج من صفقات في سبيل تحقيق الحلمين، فكانت إشارة واحدة من «السبيشل1» كفيلة بأن يفتح بيريز خزائنه على مصراعيها ليتعاقد مع أي نجم يريده مهما بلغ سعره. لكن مورينيو حمل مفاجأة لبيريز في موسمه الأول بأنه انتقى عدداً مميزاً من اللاعبين بكلفة زهيدة وبأسعار بخسة، فلم يضع عينيه على لاعبين سوبر من نجوم الصف الأول، وإنما تخير نخبة من المواهب الشابة الواعدة التي تنبأ لها بمستقبل مبهر بعينه الثاقبة. استقر «مو» على ست صفقات في موسمه الأول مع الريال، فقد استقدم من ألمانيا الثنائي الواعد مسعود أوزيل وسامي خضيرة بعد تألقهما في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا ومن البرتغال أحضر الأرجنتيني دي ماريا بعد أن سطع نجمه في بنفيكا، واستعان برفيق الدرب ريكاردو كارفاليو الذي سبق وزامله في بورتو وتشيلسي، واكتملت سلسلة الصفقات ببدرو ليون نجم خيتافي وسرخيو كاناليس من سانتاندير. أوزيل بات ورقة رابحة لا غنى عنها بالفريق، فبات من أفضل صناع اللعب في العالم وأكثرهم مهارة إلى جانب دي ماريا، كما أصبح خضيرة من أعمدة خط الوسط إلى جانب المخضرم تشابي ألونسو, أما الثنائي بدرو ليون وكاناليس فقد خرجا من حسابات المدرب البرتغالي بعد أن عجزا عن إثبات ذاتهما ليكونا في مقدمة الراحلين عن الفريق بنهاية الموسم. وفي مستهل الموسم الثاني، كان مورينيو قد أعد العدة بالتعاقد مع خمسة لاعبين فيتعاقد مع التركيين نوري شاهين وحميد ألتينتوب ومن بنفيكا أيضاً أحضر مواطنه فابيو كوينتراو، وأضاف إليهم خوسيه كاليخون من إسبانيول بجانب الفرنسي فاران. ولكن بتسليط الضوء على الدور الذي لعبته الصفقات الجديدة في الفوز بالليغا، نجد أن مورينيو لم يعتمد بصفة أساسية أو شبه أساسية على أي لاعب من الوافدين الجدد، وإن إجمالي مشاركتهم في الموسم لا تتعدى 16% من مباريات الفريق. يمكن القول بأن كوينتراو كان الأكثر مشاركة من بين هؤلاء، لكنه شارك في عدد محدود من المباريات ولم يلق استحسان معظم جماهير الفريق. أما شاهين وألتينتوب فقد وصلا الريال مصابين، وبعدها لم يقنعا المدرب البرتغالي بمستواهما حيث تم استبعادهما لأسباب فنية في أغلب مباريات الموسم، وبالنسبة لفاران، فقد قدم أداء راقياً في المباريات القليلة التي لعبها، وتنبأ له مورينيو بأنه سيكون أفضل مدافع في تاريخ فرنسا، لكنه لم يمنحه فرص كبيرة في اللعب، ربما يدخر موهبته مستقبلا أو لأنه يطمئن أكثر لبيبي وراموس في قلبي الدفاع. خلاصة الأمر أن مورينيو وافق على التعاقد مع 11 صفقة على مدار موسمين، لكنه اعتمد بشكل أساسي على ثلاثة لاعبين فقط، ما يثير الشكوك قبل أن يجهز الريال لصفقات الموسم الجديد.