^ يعود الفضل في الترويج لقيم التكافل الاجتماعي في المجتمع التركي إلى الإمام العثماني التركي الشهير سليمان حلمي، وقد عاش في عهد مصطفى كمال أتاتورك (1881-1938)، وترك بصمته الواضحة، عسكرياً وسياسياً، حتى الآن في بناء نظام الدولة التركية الحديثة. وقد رأى سليمان حلمي كيف تحوّلت الحروف العربية في عهد أتاتورك (أبو الأتراك) إلى الحروف اللاتينية، وأُلغي الإسلام رسمياً من الدستور، فانكبّ على تعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية لأبناء شعبه الأتراك، وانتشرت دعوته لدرجة أن جهاز المخابرات المركزية الأمريكية اعتبر هذه الحركة الأكثر نفوذاً وتأثيراً بين طبقات الشعب المختلفة. غير أن الإسهام الأكبر لسليمان حلمي يكمن في تأسيسه للحركة السليمانية، نسبةً إلى مدينة السليمانية في تركيا، والتي تأسست عام 1784م على يد الأمير إبراهيم باشا بابان الذي سَمى المدينة بهذا الاسم نسبة إلى اسم والده سليمان باشا أحد أمراء سلالة بابان الكردية، وتقع المدينة حالياً في العراق ضمن نطاق المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان. وتتمثل رسالة الحركة السليمانية في اختيار الطلبة المتفوقين المنتمين إلى الفئات الدنيا، أي الفقراء والمحتاجين، وتبنِّي تعليمهم، وتأهيلهم للحصول على تعليم عالي الجودة، ووضع معارفهم ومهاراتهم وقدراتهم المكتسبة فيما يؤمِّن نهضة وطنهم. أتصوّر أننا في أمسّ الحاجة في الوقت الحاضر لدراسة التجربة التركية في دعم تعليم أبناء الطبقات الفقيرة والمحتاجة. فلدينا ولله الحمد والشكر عدد وفير من الأشخاص الموسرين والمقتدرين من ذوي الأيادي البيضاء، والذين يستطيعون المساهمة بإمكاناتهم المالية في تيسير حصول المواطنين من أبناء الفقراء والمحتاجين على تعليم يتميّز بارتفاع مستوى جودة مخرجاته، بحيث يلتزم هؤلاء في المستقبل المنظور بتسخير المعارف والمهارات والخبرات التي اكتسبوها في أثناء الدراسة الأكاديمية بما يصّب في إعلاء شأن وطنهم بين الأمم، وتعزيز مكانة مملكة البحرين باعتبارها أول دولة خليجية عرفت نظام التعليم عام 1919م. والمرجو أيضاً أن تقوم الجمعيات الأهليّة المعنية بتطوير التعليم باتخاذ خطوات إجرائية محدّدة تحقِّق هذا الهدف النبيل!.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90