^  إن الإصلاحات التي صادق عليها عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه؛ هي خطوة متقدمة وفهم قويم في السياسة الشرعية بين الراعي والرعية. وهي مثل سابقاتها من الإصلاحات التي انطلقت في عهد جلالته -حفظه الله تعالى- إذ أنها أدوات رقابية وتشريعيه في غاية الأهمية، والأمل ألا تكون كسابقاتها -الميثاق الوطني والدستور- يتخذها البعض من ضعاف العقول وقلة التفكير وإساءة الفهم مسرحاً يلعب فيه الفكر الطائفي على حساب الوطن والمواطن باسم حرية التعبير. وقد حدد القانون سقف هذه الحرية؛ إذ القاعدة تقول إن حريتك تنتهي عند حرية الآخرين. فليس من المهم أن تمتلك السلاح، لكن المهم كيف تستخدم هذا السلاح؟ إذا وقع في يد جاهل غير عاقل فإنه بلا شك سلاح قاتل لا محالة. إن هذه الأدوات الرقابية التي تتيح للنواب حق الاعتراض والرفض والتعطيل للقوانين والمشاريع وغيرها بمجرد تقديم عشرة من النواب طلب الاستجواب أو الاعتراض أو غيره، بعد موافقة ثلثي النواب يتم رفع الطلب للقيادة الحكيمة، لاشك أن ذلك يحتاج إلى محاذير ودقة تفكير تجاه أي خطوة يخطوها هؤلاء النواب العشرة، وآمل ألاَّ يكونوا حجر عثرة في طريق الإصلاح. لقد جربنا وشاهدنا ورأينا كيف أساء من يريد الإساءة للوطن عندما استغل ولا يزال يستغل حرية التعبير في إشاعة الفوضى وإشعال الحرائق وتعطيل مصالح المواطنين واعتراض الطرقات العامة وإحراق المدارس، كل ذلك يدلُّ على حقد الحاقدين والتعدّي على حقوق الآخرين. ومن هنا فإن هذه الصلاحيات يا أخي المواطن في غاية الأهميّة، إذ تدلّ على حكمة الملك القائد ونظرته المشرقة للمستقبل والمتفائلة بكل ما يعود بالخير على الوطن والمواطنين، وإن مثل ذلك لا يقدم عليه إلا القوي الشجاع الواثق من سياسته ونهجه وأسلوبه وطريقة التعامل المتميز في نمط وأسلوب التفكير على المستوى الوطني والعالمي تحت قيادة عبقرية سياسية وحكيمة تدلّ على فراسة المؤمن. كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بعين الله..). وهذه النظرة لها منزلة عالية عند الله سبحانه وتعالى يستشف منها صدق الإيمان وصدق النوايا الحسنة، هكذا هو الملك الصالح الذي أسأل الله تعالى أن يصلح به الوطن لتظل البحرين تسير في طريق الخير والنماء لما فيه مصلحة المواطنين. إن المرحلة القادمة إذا استخدمت فيها هذه التعديلات الدستورية التي توافق عليها المواطنون لمصلحة الوطن ومصلحتهم، آمل ألا يميل بها الهوى والأهواء حتى لا تسير الأمور عكس اتجاهها، بحيث تسير الصلاحيات عكس اتجاهها، إذا سلمنا من الخلاف والاختلاف الذي إن ناقشه العاقل والمفكر والحريص على وطنه ومصلحة مواطنيه وصل إلى مبتغاة واستبشر الوطن خيراً، وإذا وقف في وجهها غير ذلك فإن ذلك مأساةٌ كبيرة وحلّ بنا ما حلّ بغيرنا في البرلمانات الأخرى من تغيير وتعطيل. لأن الشاعر يقول: لكل شيء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها.