^ سعة الصدر لها حدود، وفي حال البحرين اليوم فإن سعة الصدر تجاوزت كل الحدود، بل وصلت إلى مستوى “غير محمود”، بحيث باتت مسوغاً لأي كان لممارسة الإرهاب والتحريض عليه “عيني عينك” ويصل به المستوى إلى أن يجاهر بأنه “لا يعترف بالدولة”، ظناً منه بأن الدولة غير قادرة أن تطبق القانون عليه. تعبنا ونحن نقول: مــــن لا يعتـــــرف بالـــــدولــــة لماذا تصـــــر الدولــــــة علـــــى الاعتـراف به؟! من يحرق الدولة ويمارس ضدها أشنـــــع الممارسات التــي تكشف حجم الحقد المتغلغل في قلبه لماذا تعامله الدولة بالعكس، لمــــاذا تكون رحيمة عليه وهو مستعد ليبيعها بأرخص الأثمان؟! بل أجيبونا هنا، مَن ولاؤه واضح لإيران ومن يستقوي بالخارج، ومن كل كلامه توسل للأطراف الأجنبية للتدخل في بلده، ومستعد لبيعها في ثانية، لماذا لا تحاسبه الدولة، ولماذا لا ترسله أصلاً لتلك الجهات التي يحن لها قلبه؟! بل لماذا لا تسحب عنه جنسيته التي لا يستحقها؟! هؤلاء يقومون بممارسات انقلابية واضحة ضد الدولة، لا يمثلون الشعب أبداً، لأن في البحرين مكونات عديدة كلها ترفض الإرهاب الحاصل، وترفض التشويه الإعلامي لسمعة البحرين، ترفض التطاول على رموز الحكم، ومؤمنة كل الإيمان بمشروع جلالة الملك الإصلاحي، وهي التي وقفت أمام هذه الطوابير الخامسة حينما أرادت اختطاف البحرين. في كل الدول، مَن يتحرك ليخلق خلايا إرهابية، ومن يعمل وفق أجندة انقلابية واضحة، هل تظنون أنهم يتركونهم للتحرك هكذا بكل راحة ودون أي مساءلة؟! بل في تلك الدول لو ثبت بأن بعض هؤلاء ليس ولاؤهم المطلق للدولة وأن بعضهم متحصل على جنسيتها مثل حال من يقول لمسؤول في دولة أجنبية “خادمكم” فإن مثل هؤلاء إما يحاسبون بالقانون أو يرحلون للخارج. البحرين ليست دولة قمعية أو دكتاتورية، بل لو أردنا الحديث بواقعية فإننا سنجد أن البحرين من أكثر دول العالم التي تصدر عفواً عن المحكومين في قضايا، بل حتى من يمارس الإرهاب الصريح ويخطط لانقلابات على النظام صدر في حقهم عفو ملكي كريم مرات عديدة، في دلالة على أن الدولة مازالت مؤمنة بأن كثيراً من هؤلاء يمكن أن يعودوا إلى رشدهم وأن يستوعبوا بأنهم يحاربون بلداً طالما احتضنهم وهو الأرحم بهم من الخارج، ومازال يظن فيهم الخير. جلالة الملك يرى في كل بحريني ابناً له، حتى من أخطأ تجاه هذا الوطن ورموزه وبقية مكوناته فإن المجال مازال مفتوحاً أمامه لمراجعة نفسه، لكن في المقابل من “عق” وطنه وركب موجة الانقلاب والتحريض والإرهاب وتشويه صورته في الخارج، هل هو مستوعب أنه يحرق بلده ويحرق مستقبله بيده خاصة إن كان معولاً على جهات خارجية لتحتل بلده بعد أن يهيئ الأرضية لها لتأتي أخيراً وتعطيه ما يريد من مكاسب. فقط اسألوا الدول المختلفة كيف تتعامل مع من لا يعترف بها ولا يعترف بقانونها، وأجيبونا هل يتعاملون معهم مثلما تتعامل معهم البحرين بطولة بال وسعة صدر؟!