رجل بسيط يقتات على بيع الفجل، يتوجه صدفة قرب أسوار قلعة كبيرة فيسقط في أيدي الحراس ويتم ضربه وإهانته لمجرد تواجده قرب الحصن فلا يجد إلا الرجاء والتوسل والتضرع إلى الجنرال فك أسر ابنه العشريني الذي أخذه الجنود وطلب الشفاء لزوجته العجوز المريضة. يعده الحراس بتلبية طلباته ولكن إن نجح في فك الرموز الغامضة التي تظهر على أسوار القلعة والتي تفزع الجنرال وزوجته اللذان يتعاونان مع مجموعة من السحرة. وليد خليفة سعيد هو من أدى دور الرجل العجوز متحملا بذلك أنواع الإهانة والضرب التي وجهت إليه على خشبة المسرح، وقال حول هذا “إنه دوري وسأبذل كل ما بوسعي وأتحمل الصعاب لتأديته بالشكل المطلوب وإن كان يتطلب المزيد فسأفعل دون تردد فحبي للمسرح يجعلني أواجه كل شيء”. وأضاف “أنا سعيد بالدور الذي قدمته وأشكر الله سبحانه وتعالى على هذه الموهبة التي أعطاني إياها وأتمنى أن يكون الجمهور قد استمتع بالعرض”. بدأ وليد مشواره الفني في المسرح منذ أن كان في المرحلة الابتدائية وقد تعلم من المسرح أن التكرار يفيده حتى في مشواره الدراسي إلى جانب المسرح، وهو ينظم وقته بين الاثنين للتوفيق بينهم، على حد قوله، ووجه شكره الخاص لعائلته والأساتذة الذين دعموه ووقفوا معه ليصل إلى هذا المهرجان. يقنع وليد الملك والحراس بأن زوجته العجوز تستطيع فك الرموز الغامضة، وقامت بدور الزوجة فاطمة خليفة التي أدت إلى جانب دورها كعجوز دور الملكة. تغلبت فاطمة على نفسها بتأديتها لدورين متناقضين إلى حد ما، ففي دور العجوز تقمصت شخصية المرأة الضعيفة المسكينة التي تعاني من مرض يجعلها تعاني حتى من البرد ولكنها في الوقت ذاته تتجرأ على الجنرال وتقذفه بكلمات وأسلوب قوي يجعله يدرك أنها هي القادرة على فك الرموز. وفي دور الملكة تقف بشموخ وتعال رافعة رأسها ومعبرة عن كبرياء المرأة المتسلطة الآمرة، لتتفوق بذلك على طاقاتها ومهاراتها وتبذل كل ما بوسعها لتأديتهما بالشكل المطلوب. تلون فاطمة بين الشخصيتين وأدائها الجيد واستغلالها لطاقاتها الصوتية جعل البعض من الجمهور يعتقد أنها ممثلتين، ليفاجأ في النهاية بأنها ممثلة واحدة. وقالت حول ذلك “حبي للمسرح ووقوفي على الخشبة منذ الصغر ساعدني كثيرا في مواجهة الجمهور وعلمني كيفية التغلب على التوتر والرهبة التي تسبق العرض، وأحمد الله على وصولي لمهرجان بهذا المستوى، وأطمح بالمشاركة في مهرجانات عالمية في المستقبل وأنا فخورة بما قدمته وواثقة من نفسي وأدرك جيدا أن موهبتي لا تنحصر في نطاق محدد، لذا أتمنى من الله التوفيق لتحقيق طموحي”. وأضافت “طيبة أهل البحرين وحسن ضيافتهم هي التي دفعتنا لهذا الأداء، فقد شعرنا أننا في بلدنا واستطعنا أن نقدم كل ما بوسعنا وأن نوصل رسالتنا التي تقول في مضمونها إن “القوة العقلية تسيطر على القوة الجسدية في كثير من مجالات الحياة”. عمير أنور علي هو من تقمص شخصية الجنرال القوية وساعده في ذلك بنيته الجسدية وخامة صوته، وقد ظهر بمظهر القوي المسيطر الذي تفنن في ضرب الرجل العجوز على المسرح. كان أول وقوف لعمير على خشبة المسرح وهو في السادسة من عمره، وقد كان بحسب قوله يحاول إبراز موهبته ويقبل أي عرض يتلقاه ليثبت وجوده على المسرح حتى أصبح قادرا على تقمص الشخصيات بمهارة وفاز بجائزة أفضل ممثل في أحد مسابقات المسرح في عام 2012. وجه عمير شكره الخاص لأخيه وصديقه هيثم العلوي الذي يقف معه ويشجعه في جميع خطواته، كما شكر طاقم العمل جميعا وتمنى لهم دوام التوفيق والنجاح. كبير السحرة، شخصية أجادها علي سالم الفارسي وقال حولها “الحمد لله، فأنا مقتنع بالدور وبأدائي وأتمنى أن أكون قد تقمصت الشخصية وأوصلت الفكرة للجمهور بالشكل المطلوب”. «المسرح هواية والدراسة غاية” بهذه العبارة رد علي على سؤالنا له حول كيفية التوفيق بين الدراسة وحبه للمسرح، وأضاف “أحاول قدر الإمكان أن أوفق بين الاثنين، ففي العطلات أفرغ نفسي للدورات والورش التي تختص بالمسرح، أما في أيام الدراسة فأعمل على التخفيف من النشاط المسرحي وتركيز طاقاتي في الدراسة”. بدأ علي بالمشاركة في النشاط المسرحي منذ العام 2004، وكان وقتها في المرحلة الابتدائية، وقد كان قبلها يمارس هذه الهواية في البيت حتى تجرأ بالوقوف على الخشبة، وبالتدريب المستمر استطاع التفوق في هذا المجال وحاز على عدة جوائز منها أفضل ممثل في العام 2009وأفضل إجادة على مستوى الجامعات والكليات الخاصة في سلطنة عمان. وفي نهاية حديثه قال علي “شهادتي مجروحة في البحرين وأهلها، فقد استقبلونا واستضافونا ووفروا لنا كل ما نحتاجه وأكثر، وأوجه شكري بهذه المناسبة أولا لله سبحانه وتعالى ومن ثم للمخرج ولفريق العمل وزملائي والوفود المشاركة وجميع من وقف معنا لإنجاز عملنا”.