كتب - حسين الماجد: قال وزير الطاقة رئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز، د.عبدالحسين ميرزا إن الهيئة الوطنية للنفط والغاز ستقيم مشروعاً تجريبياً للطاقة الشمسية في عوالي لتوليد 5 ميجاوات من الطاقة الكهربائية. وأضاف الوزير -على هامش مؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز أمس- أن الهيئة الوطنية للنفط والغاز تجري مباحثات مع «بتراسولا» الأمريكية، موضحاً أنها في المراحل الأخيرة من المفاوضات لبناء المحطة، موضحاً أن تنفيذ تلك المحطة هي البداية لتعميمها على مناطق أخرى، ممتنعاً في الوقت ذاته عن تحديد كلفة المشروع. واعتبر ميرزا أن قطاع النفط والغاز يواجه تحديات عديدة بسبب التغيرات «الجيوسياسية» التي يواجهها العالم، إضافة إلى البحث عن مصادر الطاقة البديلة كالطاقة المتجددة والنووية والبحث عن اكتشافات نفطية جديدة. إلى ذلك تطرق الوزير، في كلمته إلى تذبذب الأسعار وعلاقة ذلك بصناعة النفط، حيث قال: «ففي حين أن تذبذب الأسعار على المدى القصير هو الذي يلفت نظر رويترز وبلومبيرج، فإن أسعار النفط على المدى الطويل هي الأهم بالنسبة لصناعتنا». وأضاف: «صناعتنا تعتمد على كثافة رأس المال العالية وكثيراً ما تستثمر في تطوير بنى تحتية وعادة ما تكون فترات الاسترداد فيها طويلة، والمستثمرون يتطلعون إلى عائد مضمون لاستثماراتهم ولذلك فإن استقرار الطلب يعتبر عاملاً مهماً». وأضاف الوزير: «كما إن الركود الاقتصادي لم ينته بعد، فقد أعلنت المملكة المتحدة مؤخراً أنها تواجه ركوداً اقتصادياً من جديد، في حين أن بقية دول أوروبا لاتزال تقف على أرضية غير مستقرة بسبب أزمة الديون وإجراءات التقشف التي طرحت مؤخراً، أما الولايات المتحدة فتظهر بعض علامات التعافي». وزاد: «ولكن لموازنة ذلك، نشاهد تباطؤاً في محركي الاقتصادات العالمية وهما الصين والهند (..) تولدت نظرة التشاؤم بسبب انعدام الثقة في جانب الطلب الذي يؤدي حتماً إلى تردد المستثمرين في توظيف أموالهم في استثمارات غير مؤكدة». وأشار الوزير إلى أن البحرين أدركت تلك الأمور واتخذت خطوات استثمارية متقدمة حيث شهد عام 2010 ولادة شركة تطوير للبترول -المشروع مشترك بين الشركة القابضة للنفط والغاز وشركة أوكسيدنتال الأمريكية «أوكسي» وشركة مبادلة الإماراتية- والتي تهدف إلى تنشيط حقل البحرين، وزيادة إنتاج الحقل من النفط إلى 3 أضعاف ومضاعفة إنتـاج الغـاز المحلي إلى 2,7 مليار قدم مكعب بحلول عام 2024. وأفاد الوزير أن هذه التعهدات تتطلب استثمارات ضخمة، متوقعاً أن يتم استثمار نحو 15 مليار دولار لتطوير الموارد الوطنية خلال العقدين المقبلين والتي تتحملها الشركات النفطية. وأشار إلى آخر المستجدات في مجال الحفر والتنقيب، منوهاً بأن مصفاة «بابكو» تعتبر قديمة حسب المعايير العالمية وأن بعض الوحدات فيها يبلغ عمرها أكثر من 75 عاماً، إلا أنه جرت عملية تطوير على المصفاة على مر السنين وأن أهم مشروع في برنامج تحديث المصفاة هو مشروع الديزل منخفض الكبريت الذي بلغت تكلفته 725 مليون دولار الذي افتتح عام 2007. ولفت الوزير إلى أن حجم الاستثمارات الجديدة المتوقعة لتطوير المصفاة تتراوح مابين 6-8 مليارات دولار، موضحاً أن التطوير الجديد سيمكن للمصفاة من توفير نوعية المنتجات التي تطلبها الأسواق في المستقبل والتقيد بمعايير المحافظة على البيئة عبر معايير الكفاءة العالمية للطاقة. وذهب الوزير إلى أن المؤتمر يعقد بعد فترة من الحدث المهم الذي احتضنته البحرين وهو سباق «الفورملا 1» الذي أثبت نجاحاً وصدى عالمياً كبيرين، مشدداً على أن المؤتمر يعتبر واحداً من أشهر المؤتمرات في مجال النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط. وتابع: «هذا المؤتمر هو الـ20 في سلسلة هذا النوع من هذه المؤتمرات وأن هذه هي المرة الخامسة التي يعقد فيها في البحرين .. المؤتمر يضم نخبة من المتحدثين العالميين وأهمهم د.فريدمان فيشراكي وهو إحدى الشخصيات البارزة والمعروفة في صناعة النفط الدولية والذي ارتبط اسمه وبشكل وثيق مع البحرين لسنوات عديدة». وخلال الجلسة الافتتاحية، تحدث وزير الطاقة والصناعة بدولة قطر د.محمد السادة ورئيس مجلس إدارة شركة فاكت جوبل انرجي د.فريدون فيشاراكي والرئيس التنفيذي لشركة نفط البحرين (بابكو) جوردن سميث. وقام وزير الطاقة بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر والذي يحتوي على عدة عروض تتعلق بأحدث التقنيات في مجال النفط والغاز. يشار إلى أن عدد المشاركين في المؤتمر وصل إلى أكثر من 200 مشارك يمثلون نخبة من كبار المسؤولين التنفيذيين والخبراء والاستشاريين في صناعة النفط والغاز، والكثير من ممثلي الشركات المحلية والإقليمية والعالمية كشركة نفط البحرين «بابكو»، شركة غاز البحرين الوطنية «بناغاز»، شركة أرامكو السعودية، مجموعة شركات فيتول، شل، توتال، شركة تطوير للبترول، شركة نفط كوريا الوطنية، فاكتس جلوبال انرجي، بافكو. وتضم قائمة المتحدثين الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة الإماراتية، ماوريزيو لانوس والرئيس التنفيذي لمجموعة فيتول، إيان تايلور، والمدير العام لشركة إتلانتك، مهدي شنوفي ونائب الرئيس التنفيذي لشؤون الشرق الأوسط في «توتال»، زافير برييل، د.راجيف جوتم. ويتميز البرنامج العام للمؤتمر بجمعه بين 5 مؤتمرات تقام في فترة واحدة، فضلاً عن الدورات والبرامج الأخرى التي تقام على هامش الفعالية والتي تناقش صناعة النفط في الشرق الأوسط، وكذلك عقود المشاركة في الإنتاج والنظم المالية والدولية، بالإضافة إلى استثمار قاعدة النفط والغاز في الشرق الأوسط، وكذلك تقنيات البنزين والديزل والاقتصاد النفطي بشكل عام.