عقد مجلس الشورى جلسته الاعتيادية أمس في ظل حدث غير عادي في حياة أعضائه، وقد بدلت الأرض غير الأرض وتحول مقعد زميلهم السابق د.صلاح علي وزير الدولة لشؤون حقوق الإنسان وأصبح يجلس منهم مكاناً قصياً، متلفعاً بعباءة صفراء فاقع لونها تسر من نظر إليها من أعضاء المجلس (زملائه) الذين أصبحت تفصلهم عنه مسافة، وإن كانت قصيرة من حيث المساحة الحسية إلا أنها معتبرة في السلم الإداري. وأفاق الشوريون على زميلهم المشاكس كثير المداخلات والردود، ولاسيما إذا تعلق الأمر بتقارير لجنة الشؤون الخارجية، وقد أصبح وديعاً هادئاً رصيناً موطأ الأكناف مهيباً.. «يدع الجواب فما يراجع هيبة». ترى الرجل وكأن ظلال الوزارة الوارفة قد غطّت ربما على بعض مداخلاته، كما غطى لون «البشت» المصفر بياض ثوبه الناصع. أصبح زميل الأمس ذو المكانة العلية اليوم محل اهتمام من الجميع.. ومن المرغوب أن تحدثه أو تقترب منه، أو حتى تحظى بحبس ظلك إلى جانب ظله. ودّع الوزير زملاءه السابقين ليخرجوا في إجازة 5 أشهر بعد نحو أسبوع بينما تبدأ سنته هو العملية.. وفي النهاية كل من الفريقين على ثغر من ثغور الوطن، وإن اقتضى فصل السلطات واختلاف المهام أن يسير كل في اتجاه ولو مع اتحاد الهدف.