كتب - عبدالله إلهامي وحسين عيسى: طالب رجال دين بمنع عيسى قاسم عن الخطابة لإثارته للفتنه بالمجتمع ومواصلته للتحريض لحرق البحرين بالعنف والتخريب والإرهاب، مؤكدين رفض كافة فئات المجتمع للسياسة المغلوطة المبنية على تفرقة المجتمع وشق الصف. وقالوا في تصريحات لـ«الوطن” إن قاسم حشر نفسه واقتحم المنبر المقدس وعمل على تدنيسه بتصرفات يبرأ منها الإسلام، كاستخدام الخطاب الهادف لفرقة الأمة والإضرار بمصالحها من خلال الخروج عن قيم الدين والدعوة إلى انتهاك الحرمات. ودعوا عقلاء الشعب عامة والعلماء ذوي الانتماء الأصيل إلى الدين أن يقطعوا الطريق على هؤلاء المخربين، ويحموا المنابر من دنسهم لتعود مراكز إشعاع وهداية ولا تتحول إلى موطن إشعال فتن وفقد للأمن. وأكدوا وجوب عدم سماح الأوقاف السنية والجعفرية بتسييس المنابر الدينية واستغلالها في تحقيق بعض الأهداف الفئوية التي لا تخدم مصلحة الوطن، علاوة على أنها تضر بوحدة المجتمع البحريني. وطالبوا بضرورة تنفيذ الإجراءات التي طبقتها دولة الإمارات والكويت من أجل الحد من استغلال المنابر الدينية، باعتبارها منبعاً للروحانيات والإيمانيات. وأضافوا أن دول العالم لا تسمح لمكتسبي جنسياتها باختراق مجتمعاتها ومحاولة تفتيتها من خلال نشر الطائفية والترويج لها بإثارة بعض مكونات المجتمع على بعضها. مخترقو المنابر الدينية قال الشيخ عبدالمحسن العصفور إن الأوقاف الجعفرية لا تتخذ خطوات حازمة حيال التجاوزات الناتجة من مخترقي المنابر الدينية، إذ أنها يجب أن تتخذ لهداية الأمة وعدم استغلالها في التسييس والتحشيد والتأجيج، علاوة على أن كافة فئات المجتمع ترفض تلك السياسة المغلوطة المبنية على تفرقة المجتمع وشق الصف. وأوضح أن هناك خلل في الثقافة الدينية، إذ أن البعض يحسب نفسه رمزاً، وهو غير مؤهل لهذا المقام، مؤكداً أن هناك من حشر نفسه واقتحم المنبر المقدس وعمل على تدنيسه بتصرفات يبرأ منها الإسلام، كاستخدام الخطاب الهادف لفرقة الأمة والإضرار بمصالحها من خلال الخروج عن قيم الدين والدعوة إلى انتهاك الحرمات. وشدد العصفور على ضرورة علاج ما يعانيه المجتمع من تصدر الجهال المتخذين من العمائم غطاءً للإساءة للأمة، علاوة على أن بعض الجهات المعنية تمكنهم من ذلك، وتترك لهم المجال للتخريب والتدمير، متغافلين عن العدالة الشرعية التي يرمز لها بالاتزان المفقود اليوم، وبذلك يؤسس لمظاهر فاسدة في المجتمع، مشيراً إلى انه يجب على المواطنين اتخاذ موقفاً صارخاً قبل أن يخرقوا سفينة الوطن ويغرق الجميع. وعبّر عن أسفه حيال الأوقاف الجعفرية التي تعاني من انفلات داخلي قبل أن يكون على دور العبادة الخاضعة لها، داعياً عقلاء الشعب عامة والعلماء ذوي الانتماء الأصيل إلى الدين أن يقطعوا الطريق على هؤلاء المخربين، ويحموا المنابر من دنسهم لتعود مراكز إشعاع وهداية ولا تتحول إلى موطن إشعال فتن وفقد الأمن. بسبب قاسم أزهقت أرواح ولفت رئيس مركز الهداية لتوعية الجاليات صلاح بوحسن إلى أن القرار الصادر عن وزارة العدل والشؤون الإسلامية يطبق على جميع الخطباء بلا استثناء، لذلك فإن التعميم الأخير الصادر من وزير العدل بعدم التحريض والإساءة للآخرين، ينطبق تماماً على عيسى قاسم، الذي أزهقت بسببه أرواح وروّع آمنين، مشدداً على ضرورة تطبيق القوانين حتى لا يتحول المجتمع إلى غابة لا تسير وفق نطاق واحد. وأضاف “يقول الله جل وعلا “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان” وعلى من يكتسب الجنسية البحرينية أن لا يكون ناكراً للإحسان، متسائلاً هل يعامل من آواه من شتات وعامله بإكرام بإحداث الفوضى وتفتيت المجتمع؟، مؤكداً وجوب احترام هذا الشعب وعدم بث الفرقة بينه وحمد الله على شرف الجنسية التي يشهد لحاكمها ومحكوميها بالخير. وقال : “ينبغي على الجميع أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في دماء الناس وفي جميع من يقطن هذه الأرض من المواطنين والمستأمنين، فإن الله جل وعلا قد تكفل بصون أعراضهم وأمانهم، ولا يجوز شرعاً لأي من كان أن يحرض على ترويعهم من خلال سد الطرقات وإثارة الفوضى”. مكتسب الجنسية البحرينية وأوضح القاضي د. ياسر المحميد أن إعطاء الجنسية لأي أجنبي مقيم أو غير مقيم مبنية على أسس لصالح الوطن، وعلى من يكتسب الجنسية البحرينية أن يحترم نظامه ويجعل ولائه لخدمة البلد الذي منحه هذا الشرف، إذ أنه حينما يثبت غير ذلك فعلى الدولة بكامل سيادتها وثقلها أن تسحب الجنسية منه. وأوضح أن تسييس المنابر الدينية ليس من مصلحة الوطن الذي يتألف من طوائف وعقائد مختلفة تنتمي لوطن واحد يتميّز بالتآخي والترابط، مضيفاً أنه ينبغي على الخطيب المتمكن أن يكون متنوعاً من الناحية الفكرية والدينية والأدبية والسياسية والاجتماعية ولا يسعى للتحريض على الجهات المعنية والقائمة بأمور الدولة وشؤونها، لذلك فإن من يتجاوز هذا الحد يجب إيقافه عند حده. وأكد المحميد أن الأوقاف السنية والجعفرية لا تسمح بتسييس المنابر الدينية، إذ أن غاية الخطبة هي إيضاح توجيه الناس للاقتداء بالدين والتقرب من الله عز وجل، والابتعاد عن المبالغة في الشأن السياسي المؤدي لتحريض طائفة على أخرى. الأجندات الضيقة ولفت الشيخ د. عبدالله المقابي إلى أن نزول عيسى قاسم بخطابه لطائفة وتجاهله طائفة أخرى دليل على إتباعه لأجندة لا تريد الخير واللحمة لهذا الوطن، مشيراً إلى أن الشعب البحريني ما زال يطالب بإيقاف عيسى قاسم والحد من توجيهه للخروج عن القانون بشتى الطرق. وأشار المقابي إلى أن العلوم الشرعية تنهى عن استخدام السياسة كأداة للتفرقة والتحريض، لذلك فإن توجيه المنابر الدينية لخدمة مصالح وأجندات ضيقة يعدّ خروجاً عن الإطار الديني إلى إطار المصالح السياسية التي لا تغني ولا تسمن من جوع، علاوة على أنها تفرق وتشتت أطياف المجتمع البحريني المتآلف . وأضاف أن القوى الغربية خلقت في بعض الخطباء التحريض السياسي الذي يستخدم كأداة لتحريك وتدمير المجتمع الذي ينتمي إليه الخطيب نفسه، لذلك فإن على من تسول له نفسه ذلك أن يرجع للعقل أو يطبق عليه القانون وفق سيادة الدولة، قائلاً “يجب الإشارة إلى أن دول العالم لا تسمح لمكتسبي جنسيتها بتفتيت مكونات البلد وإثارة الفتنة الطائفية بينهم”.