قال المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة لتنمية الصناعات الدكتور كانديه يومكيلا إن مملكة البحرين مرشحة لتكون مقراً رئيساً لمركز إقليمي للتقنيات الخضراء يخدم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدعم خطى النمو والتنمية المستدامة الصديقة للبيئة.
وأوضح المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة لتنمية الصناعات في ختام معرض ومنتدى البحرين الدولي للتقنيات الخضراء 2012 الخميس الماضي أن هذا الترشيح يأتي لما تتميز به المملكة من مقومات تاريخية بإرثها الزاخر ودعمها للمبادرات في هذا المجال والدور المركزي كمرفأ تجاري رئيسي في المنطقة.
وأوصى معرض البحرين الدولي للتقنيات الخضراء في ختام أعماله على أهمية توسيع استخدام التقنيات الخضراء من أجل ضمان سلامة البيئة والحفاظ على الموارد البيئية الطبيعية، ومؤكدا إقامة هذه الفعالية سنويا على أرض المملكة بعد النجاح الكبير الذي شهدته النسخة الأولى منه، معبرا عن شكره للمنظمين الرئيسين والرعاة للفعالية.
وأكد البيان الختامي للمنتدى أن الزيادة السريعة في النمو السكاني، وتغيير المناخ على رأس التحديات التي تواجه العالم العربي في الحفاظ على بيئته وموارده الطبيعية، الأمر الذي حتم التوجه إلى تحقيق التنمية المستدامة وهي السبيل الأمثل والتوجه نحو الاقتصاد الأخضر.
وأوضح البيان أن الاقتصاد الأخضر المعتمد على التقنيات الخضراء، يعد فرصاً مستقبلية لتخفيف أثر التحديات التي تواجه العالم العربي خلال الفترة المقبلة، مشددا على أهمية الموارد الشحيحة وتحقيق الأمن المائي والأمن الغذائي وأمن الطاقة والأمن البيئي.
وشدد على أهمية وضع استراتيجيات تشجيعية ومسهلة لتحقيق النجاح، وآليات مناسبة للتنفيذ والمتابعة والتقييم في ظل الاتجاه نحو الاقتصاد الأخضر، مؤكدا أهمية بناء القدرات والكفاءات في المجالات الأساسية المرتبطة بتحقيق التنمية المستدامة سواء أكانوا صناع القرار أو ذوي الصلاحيات في الأجهزة الحكومية والخاصة .
وزاد البيان أن أهمية بناء قدرات التقنيات الخضراء في مجالات تنمية الأعمال، بالإضافة إلى وضع مؤشرات للوصول إلى الاقتصاد الأخضر وقياسها ومراقبة أداءها دوريا من خلال إدارة تنفيذ التقنيات الخضراء لتحقيق الأهداف المنشودة، لافتا إلى أهمية وجود قنوات حوار وتواصل بين الأطراف ذوي العلاقة بالبيئة.
وطالب البيان باعتماد نهج دورة الحياة و" البصمة الإيكولوجية"، مبينا أهمية الاستفادة من تجارب الآخرين وتبادل الخبرات للوصول إلى أفضل التقنيات، مشددا على ضرورة تبني استراتيجيات تعليمية من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
وناقش المشاركون خلال المعرض والمنتدى الذي أقيم في الفترة ما بين 12 - 15 مارس برعاية سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى رئيس الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئية والحياة الفطرية، ناقشوا العديد من القضايا الخاصة المتعلقة بالبيئة والحفاظ على الموارد وتعزيز استخدام التقنيات الصناعية الخضراء في البحرين والعالم العربي.
ويذكر أن معرض ومنتدى البحرين الدولي للتقنية الخضراء 2012 أقيم على أرض المعارض بتنظيم من الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة لتنمية الصناعات "اليونيدو"، وشارك في المعرض العديد من الوزارات والهيئات الحكومية وشركات بحرينية وخليجية وعالمية حيث وصل مجموع العارضين 101 شركة ومؤسسة، وقد شارك في المنتدى الدولي أكثر من 250 مشارك و30 متحدث من الخبراء المختصين في جوانب التقنيات الخضراء والصناعة الصديقة للبيئة والمجالات ذات العلاقة في الدول المتقدمة والمنظمات المتخصصة.
وشهد حفل افتتاح المعرض والمنتدى حضور عددا من الشخصيات الهامة ، بالإضافة إلى المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة لتنمية الصناعات " اليونيدو" الدكتور كانديه يومكيلا. كما شهد المعرض حضورا كبيرا من كافة فئات المجتمع ومن الدول الشقيقة ، كما زار المعرض عدد كبير من طلاب المدارس بمبادرة هادفة من وزارة التربية والتعليم التي وجهت الطلاب والمعلمين للإطلاع على التقنيات من اجل زيادة التعليم والوعي بهذا الميدان الهام.
وأكد المدير العام للإدارة العامة لحماية البيئة والحياة الفطرية د.عادل خليفة الزياني خلال افتتاح المعرض والمنتدى أن هذه الفعالية هي الأولى في المملكة حول التقنيات الخضراء، مشيرا إلى دعم منظمة الأمم المتحدة لتنمية الصناعات توجه المملكة نحو الصناعات الخضراء، مشددا على أهمية في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.
وبين الزياني أن البحرين ستعمل على ثلاث مراحل لدعم مفهوم التقنيات الخضراء تبدأ بمرحلة استقطاب التكنولوجيا المتطورة، ومرحلة توجيه ودعم الاستثمارات في هذا المجال، وثالثاً توعية المستهلكين والمستثمرين للتوجه لهذا النوع من التقنيات، مشيرا إلى أن فكرة المنتدى والمعرض برزت خلال العام الماضي واستهدفت في المقام الأول جلب أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في عالم التقنيات الخضراء لخفض مستويات التلوث والحفاظ على الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة.
من جانبه شدد المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة لتنمية الصناعات الدكتور كانديه يومكيلا أن التطور العالمي غير المسبوق أثر سلبا على البيئة، مؤكدا ضرورة دعم المنظمة لمثل هذه الفعاليات المقامة على أرض المملكة، محذرا من نفاذ الطاقة في حال استمرار استهلاكها بالمعدل الحالي.
وأوضح يومكيلا خلال افتتاح الفعالية أن المعرض والمنتدى الدولي للتقنية الخضراء في البحرين يأتي في توقيت "مناسب للغاية" على حد تعبيره ليواكب التحديات والمستجدات الدولية، مشيراً إلى أن 2012 هو العام الذي أطلق فيه الأمين العام للأمم المتحدة مبادرة "السنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع"، وسيناقش هذا المجال في يونيو من هذا العام في قمة ريو + 20 بشأن التنمية المستدامة بالبرازيل.
وأشار إلى أن مملكة البحرين مرشحة لتكون مقراً رئيساً لمركز إقليمي للتقنيات الخضراء يخدم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدعم خطى النمو والتنمية المستدامة الصديقة للبيئة، وذلك لما تتميز به المملكة من مقومات تاريخية بإرثها الزاخر ودعمها للمبادرات في هذا المجال والدور المركزي كمرفأ تجاري رئيسي في المنطقة.