بالفعل فقدت مصر و العالم أجمع شخصية جديرة بالإحترام و التقدير .. شخصية وطنية حرصت دوماً علي الحفاظ علي النسيج المصرى مهما كانت التضحيات التي يمكن ان يقدمها في سبيل الحفاظ علي وحدة الوطن الذى أحبه ..و أعتقد أن البابا شنودة بما كان يمثله كقيادة دينية و كقامة وطنية كان له عظيم الأثر في وأد نيران الفتنة و الطائفية التي تعرضت لها مصر علي مر عقود عديدة .. و لقد عهدناه دوماً رجلاً مخلصاً سعي بصدق و إخلاص إلي إقتلاع كافة أشكال العنصرية المجتمعية من قلوب أبناؤه من المسيحيين و تخطاها إلي نزع هذه العنصرية و الطائفية من قلوب المسلمين أيضاً بكلماته الصادقة و تحركاته الواعيه في جميع الحوادث التي كانت تصيب الكنيسة و أبنائها .. و لمس منه العالم أجمع حكمةً شديدة في إمتصاص الغضبات التي كانت تصيب القلوب المسيحية بعد كل شدة تصيبهم بسبب أيادى الفتنة اللعينة .. فقدنا رجلاً حكيماً كرس حياته للتواصل و المحبة بين أطياف الشعب المصرى .. و لم نشعر منه يوماً كللاً أو مللاً في سعيه الحميد المخلص لتأليف القلوب و العقول للتعايش الكريم علي أرض وطن نعشقه جميعاً ..كما لم نشعر منه يوماً تلوناً أو تعصباً بل شعرنا شعوراً صادقاً بإنسان عاشق لمصر و للمصريين .. بالفعل فقدنا اليوم مصرياً عزيزاً لم يأبه بمعارضة المعارضين و ألسنتهم الجارحة عندما رفض زيارة القدس و هي ما زالت تأن تحت الإحتلال الصهيوني .. و علي الرغم من شدة المرض إلا أننا لم نره إلا رجلاً قوياً في الحق مخلصاً في المحبة .. و أعلم أنه عندما إستشعر رياح الموت أصر علي العودة إلي أرض مصر ليقضي لحظاته الأخيرة بين أحضانها و لتكن نسائمها العطرة أخر ما يودع ..البابا شنودة .. وداعاً .. نقدم عزاءً صادقاً لكل مصرى عشق مصر من خلال كلمات هذا الراحل الكريم ..البابا شنودة .. وداعاً .. وداعاً أيها المصرى العزيز .. و إنا لله و إنا إليه راجعون