شدت عروض الدراجات الهوائية البحرينية” اللوهة”، انتباه زوار، ورواد معرض التراث العشرين”حكايات شعبية، بر، بحر، مدينة”. واستطاعت أن تفرض حضورها وانتشارها في مساحات المعرض منذ انطلاقه في اليوم الأول. واستخدم البحرينيون والأجانب منذ القدم هذه الدراجات، للتنقل في حياتهم اليومية، وكانوا حريصين على امتلاكها ذلك أنها تعود عليهم بالنفع والفائدة، لتميزها بحجمها الكبير وقوة تحملها في نقل الأشخاص والمستلزمات اليومية، إذ كان يحرص على اقتنائها كل منزل، وكان الأجانب يتنقلون بها من وإلى العمل، وهي مزودة بالأنوار التي تعمل بالمولد الكهربائي الموجود في الدراجة، إذ تفنن الشباب البحريني في السابق، في تجميل هذه الدراجات، باللون الأسود والأخضر الغامق، وإلى يومنا هذا ما تزال دراجات “اللوهة” تباع في الأسواق المحلية وتستخدم، حيث كانت جزءًا مهما في الحياة البحرينية القديمة. وتتواصل فعاليات مهرجان التراث العشرين “حكايات شعبية، بر، بحر، مدينة”، والذي يقام برعاية حضرة صاحب الجلالة الملك عاهل البلاد المفدى، وبتنظيم من وزارة الثقافة على أرض مركز البحرين الدولي للمعارض لغاية 9 مايو 2012. كما جذبت مشاركة الجمهورية اليمنية في جناح التراث العربي زوار المهرجان، حيث أثرت الأجواء التراثية اليمنية المهرجان من خلال عرض الأزياء الشعبية اليمنية والتي احتوت على الملابس المطرزة والمزركشة التي ترتديها النساء في مختلف محافظات جمهورية اليمن، إضافة إلى الحلي والمصوغات المصنوعة من الذهب والفضة، والملابس التقليدية التي يرتديها الرجال في اليمن، والمتمثلة بالثوب الأبيض والجاكيت “الكوت”، والخنجر المسمى في اليمن بـ “الجنبية”، كما تميزت مشاركة اليمن بعرض للحرف والصناعات التراثية اليمنية، منها الحقائب المنسوجة والوسائد والسلال ومواد الليف الطبيعية والفخاريات وجميعها تصنع يدوياً وبمهارة فائقة. وقدمت الفرقة الشعبية اليمنية مجموعة من الفنون اليمنية من الأغاني والموسيقى القديمة، إضافة إلى الرقصات التراثية القديمة، فضلاً عن تقديم مجموعة من قصائد الشعر الزجلي اليمني في مقهى الأدب، والذي تميز بلغته المحكية والارتجال في إلقائه، بمصاحبة اللحن والآلات الموسيقية باعتباره فن من فنون الأدب الشعبي وشكل تقليدي من أشكال الشعر. ومن جانب آخر، شارك كل من الكاتب راشد الجودر والكاتب يوسف النشابة في مقهى الأدب الشعبي، من خلال حلقات نقاشية دارت حول التراث البحريني، والحكايات الشعبية القديمة، والعادات والتقاليد البحرينية خاصة، والخليجية عامة، حيث تعتبر الحكاية من أهم عناصر الموروث الشعبي، فمن خلال الحكاية الشعبية نقل الإنسان كل تصوراته ومعتقداته وعاداته وتجاربه وخبراته في الحياة للأجيال التالية، وقدمها بأسلوب قصصي، ونتيجة لسهولتها اللغوية وبساطتها فقد انتشرت على نطاق واسع وانتقلت بحرية من شخصٍ إلى آخر ومن جيلٍ إلى جيل عن طريق الرواية الشفوية، ولا تزال الحكايات الشعبية تحكى إلى اليوم، ولا يزال هناك الكثير من الناس الذين ما يزالون يرددون هذه الحكايات ويجدون متعة وتسلية في روايتها. وتخللت فعاليات مهرجان التراث العشرين “حكايات شعبية، بر، بحر، مدينة”، إقامة ورشة عمل للأطفال لصنع الطائرات والقوارب الورقية، حيث استمتع الأطفال وذويهم وهم يقومون بتقطيع الأوراق وتصميمها وتلوينها وصنع الطائرات والقوارب، مما أدخل الفرح والسعادة في قلوبهم وارتسمت الضحكات في وجوههم.