حمد الحسن تأتي مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه بتحول مجلس التعاون الخليجي من صيغة التعاون إلى صيغة الاتحاد لتجسّد تطلّعات مواطني دول الخليج العربي إلى مزيد من التقارب والترابط والتلاحم بين أبناء شعب الخليج المنسجمين والمتواصلين والمترابطين منذ فجر التاريخ. وإذا كان تركيز وسائل الإعلام كان منصبّاً على الاتحاد على المستوى العسكري والأمني والاقتصادي، فإننا من خلال الفعاليات الثقافية ومنها مهرجان المسرح المدرسي الخليجي نتطلّع إلى الصيغة الاتحادية على صعيد الثقافة، خصوصاً أنّ ثقافة منطقة الخليج العربي واحدة وسيقتصر دور الأنشطة الثقافية الخليجية على تجسيد هذه الوحدة الثقافية. لقد شعرنا بفرحة غامرة ونحن نرى أبناء الخليج العربي واليمن يقدمون إلى مملكة البحرين التي تحتضن هذا المهرجان، ويسكنون في مقرّ سكني واحد، ويقصدون مساءً خشبة مسرح واحدة من أجل التنافس على نيل جائزة المهرجان المقدّمة لأفضل عرض مسرحي، خصوصاً في ظلّ الفعاليات الثقافية المقامة في المملكة ضمن برنامج «المنامة عاصمة الثقافة العربية». ما ميّز هذا المهرجان هو تكريم رواد المسرح المدرسي ويأتي على رأسهم تكريم الشيخ الدكتور سلطان القاسمي «حاكم الشارقة»، باعتباره عموداً من أعمدة المسرح المدرسي وأحد مؤسسيه، بالإضافة إلى الروّاد الآخرين في مملكة البحرين وخارج المملكة، في تعبير عن خالص الوفاء والعرفان لمن وضعوا لبنات على الصرح الثقافي الكبير، ولم قدّموا الدعم له سواءً دعماً بشرياً أو معنوياً أو مادياً، ونتمنى أن نكون في مملكة البحرين قد وفقنا في تكريم هؤلاء الرواد بالشكل الذي يليق بهم وبعطائهم وبتاريخهم. يبقى أن نشير إلى الإشادة الكبيرة التي حظي بها شعار المهرجان «خليج يجمعنا.. مسرح يوحّدنا»، وهذا ما يؤكد أنّ الوحدة الثقافية لا تقلّ أهمية عن الوحدة العسكرية والسياسية والأمنية والاقتصادية. وكما يقال: «أعطني مسرحاً أعطك شعباً»، فالمسرح الذي جمع الأشقاء الخليجيين في مهرجان المسرح المدرسي الخليجي هو ركن أساس من أركان الوحدة الثقافية الخليجية، ونتمنى أن يتم تجسيدها في أعمال مسرحية مدرسية خليجية مشتركة، على غرار البرامج التلفزيونية المشتركة في ثمانينيات القرن الماضي. كل التوفيق نتمناه لجميع المشاركين من جميع الدول. والفائز في هذا العرس الخليجي هو وحدتنا الثقافية الخليجية. ^ رئيس قسم الأنشطة الثقافية