رغم أنّ المخرج الإماراتي خليفة سالم التخلوفة شابّ؛ إلا أنه تخرّج على يديه نخبة من المسرحيين الإماراتيين. وما إخراجه لمسرحية «حكيم القرية» المستوحاة من مسرحية تولستوي إلا تأكيد إضافي لاهتمامه بالمسرح بشكل عام والمسرح المدرسي بشكل خاص. هذه هي المقدّمة التي بدأها المسرحي يوسف الحمدان للندوة التطبيقية التي تلت مسرحية دولة الإمارات العربية المتحدة المشاركة في مهرجان المسرح المدرسي الخليجي الخامس المقام في مملكة البحرين. وبعدها فتح المجال للنقاش للحضور من أكاديميين وفنانين ومهتمين بالشأن المسرحي والحركة الثقافية والفنية، وكانت هذه أبرز المناقشات: المسرحي البحريني يوسف النجدي: عروض دولة الإمارات دائماً تمتعنا، لأنّ المسرح الإماراتي يتميّز بالوضوح ودون استخدام الرموز والغموض، بالإضافة إلى الأصالة التي توجد في المسرح الإماراتي بشكل كبير. والمسرح الذي رأيناه اليوم هو مسرح مدرسي، يحمل مفاهيم تربوية واضحة وتمّ التعامل معها بفنية، وأقنعتنا جدّاً. بالإضافة إلى الديكور الجميل الذي يؤكّد أنّه من صنع الطلبة، قطع بسيطة وسهلة التحريك والإكسسوارات بسيطة ومعبّرة. الفنان عبد الله ملك: المشاهد يريد أن يستمتع ويشاهد عرضاً مفيداً وممتعاً وبسيطاً، وهذا ما وجدناه في العرض الإماراتي. النص وصل إلى المشاهد بتلقائية، ولم يكن مترهّلاً وهناك احترام للعين بحيث كانت استخدام الألوان مريحاً. والطلبة أتقنوا ما أوكل إليهم من مهام. والأهم من ذلك أنّ المشاهد لم يشعر بالملل. وأرجو أن لا تتمّ المقارنات بين العروض، لأنّ الهدف هو المسرح الذي يوحّدنا. الفنان علي الفردان: اختيار النص غير موفق، ويبدو أنّه فُرض على المخرج وفرض على الممثلين. هو مناسب للمسرح المدرسي، ولكن اليوم المسرح ليس كما كان قبل عشرين سنة. اليوم الطفل يتكلّم في أمور الكبار ويسأل ويطرح ويجاوب ويعقّب. ويبدو أنّ النص فُرض على الممثلين الذين لم يستطيعوا أن يخرجوا من سيطرته. أما الإخراج فتمّ بحرفنة شديدة، أما بالنسبة للممثلين، فقد استطاعوا أن يوصلوا لنا الحكاية كما هي مكتوبة على الورق. نجيب الكميل: نحن نريد من المسرح المدرسي تعليم القيم والمثل والأخلاق، وهو ما استطاع العرض الإماراتي أن يوصله، ونحن نريد من الأعمال التي تقدّم في مثل هذه المهرجانات أن تكون بمثل هذا المستوى وبمثل هذه القدرة على إيصال الرسالة التربوية التعليمية القيمية. وجميع أفراد العمل كانوا متميزين ولقد كان ممتعاً من بدايته إلى نهايته. الفنان الإماراتي خالد البنّاي: هناك مجهودات لأشخاص عملوا خلف الكواليس، ومنهم المخرج خليفة التخلوفة ومديرة إدارة الأنشطة الطلابية والمسابقات العلمية شريفة موسى التي أصرّت على مشاركة العمل رغم كلّ الصعوبات، بالإضافة إلى أولياء أمور الطلبة الذين سمحوا لأبنائهم للسفر والمشاركة في هذا العرس الخليجي. أما بالنسبة للنص فإنه يحمل مضامين كبيرة وهو نصّ موفق جدّاً.