كتب - محمد لوري: حذرت شخصيات برلمانية وإعلامية من خطورة الإعلام الموجه على مصلحة البحرين خاصة أنه يغير من الحقائق ويشوه الإنجازات ويؤثر سلبياً على قناعات شرائح كبيرة من المجتمع خاصة الفئات التي لا تدرك الغث من الثمين في المادة الإعلامية، وأشاروا إلى أن قنوات مثل العالم والمنار وبعض الصحف الصفراء والمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي لا تزال تبث وتنشر أكاذيب عن البحرين، والأخطر من ذلك أن بعض هذه الجهات الرسمية خاصة الغربية منها، ومنظمات المجتمع المدني بدأت تأخذ عن هذه الجهات في بناء سياستها أو كتابة تقاريرها الدورية. وقالت أستاذ الإعلام بجامعة البحرين الدكتورة مها الراشد إن الإعلام الموجه يعد من أخطر أنواع التأثير السلبي لأنه يؤثر على شريحة كبيرة من البشر، وأكدت أن أسلوب الضغط ونشر المعلومات الخاطئة يعد خطراً كبيراً على المجتمع وغالباً ما تستخدمه الدول للتأثير على قرارات العالم وكسب الرأي العام، تماماً كما حدث في 11 سبتمبر عندما استعانت أمريكا بهذا النوع من الإعلام للترويج لمعلومات محدودة لتيسير مهمتها لدخول العراق بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل. وكشفت الراشد أن البعض يسخّر هذا النوع من الإعلام السلبي لتوجيه رسائل معينة لها تأثير بالغ مثلما تفعل إيران مع البحرين مستخدمة قناة العالم، إضافة إلى بعض الصحف الصفراء التي تمارس نفس التوجه لتبني أفكاراً تمس أمن واستقرار المجتمع، وأكدت ضرورة إيجاد قوانين صارمة لمحاسبة هذا الإعلام، حسبما هو موجود في الدستور الذي يجرمها بأقصى أنواع العقوبات للحد منها، وبينت أن قانون الصحافة الحالي يمنح حرية الرأي ضمن حدود المسؤولية الاجتماعية ولكن هناك من يتجاوز القانون ويسرح ويمرح بحجة وجود هذا القانون من غير حسيب ولا رقيب. التأثير على القضاء وطالبت الراشد بمحاسبة الأشخاص الذين يؤثرون على جهات قضائية بأي شكل من الأشكال سواء عن طريق الصحف أو الإعلام المرئي أو المسموع ، ودعت الإعلام الرسمي بتثقيف الشعب والتحذير من الإعلام الموجه بعرض البرامج التوعوية والثقافية لخلق مجتمع واعٍ ثقافياً وسياسياً. وأكد النائب حسن الدوسري أن الإعلام الموجه ضد البحرين ليس بالجديد، وقال :« نحن واجهنا هذا النوع من الإعلام خلال الأزمة الأخيرة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : ما هي ردة الفعل من الجهات الرسمية لمحاربة هذا النوع من الجبهات المضادة للمملكة؟” وأضاف “ للأسف لم تقم المملكة بأي خطوة في هذا المجال كما قمنا كنواب بتوجيه أسئلة للمعنيين بالإعلام الداخلي والخارجي ولكن للأسف ليس هناك أي تجاوب”. وبيّن الدوسري أنه يجب أن يكون لدينا إعلام قوي لتفنيد ادعاءات المعارضة، وأكد أن هناك قنوات ذات ميزانيات عالية موجهة من قبل الأعداء لزعزعة الأمن والتأثير على الشعب البحريني بشتى أطيافه، واستشهد الدوسري بالوفد الأمريكي الذي طرح سؤالاً لم يستطع أي نائب الإجابة عليه حينما قالوا “ لماذا تضع المعارضة البحرينية خبر بقيمة 100 ألف دولار في “واشنطن بوست” في الصفحة الأولى؟ بينما ليس هناك أي رد من قبل الحكومة في صحيفة أمريكية؟”، وطالب برصد ميزانية لتطوير الإعلام وإيجاد قانون يجرّم أي محاولة تأثير على قرارات المحاكم وخصوصاً من قبل الصحافة الصفراء التي تعد خناجر للطعن في خاصرة البحرين كل يوم. وقال النائب عدنان المالكي إن “قانون الصحافة والإعلام هو العنوان الرئيس لهذه القضية فيجب على النواب كجهة تشريعية أن تحرك قانون الصحافة لمواصلة ما قام به نواب الفصول التشريعية السابقة، وبيّن المالكي أن قانون الصحافة سيحد من الخطر الإعلامي بوضعه العقوبات التي تجرم أي نوع من الإعلام الموجه ضد المملكة كما سيوفر الحماية لكل صحافي يدافع عن وطنه. الفورمولا واحد في وقتها وأوضح المالكي أن القنوات الخارجية تعطي صورة سيئة للبحرين بفبركتها للأخبار ومحاولتها التأثير على أي سائح يفكر في زيارة المملكة أو أي شخص يكون في مهمة إضافة لمحاولتهم إلغاء سباق الفورمولا واحد الذي سيقام خلال الأيام المقبلة رغماً عن أي حاقد، وطالب هيئة الإعلام بتبيين الحقائق للرأي العام وفضح الجهات المدسوسة من قبل إيران لتحقيق أجندة خارجية على حساب أمن المملكة، ودعا لتحفيز الإعلاميين الوطنيين ودعمهم بجميع الوسائل الممكنة. وأكد النائب جواد بوحسين أن الإعلام الخارجي يستهدف البحرين بشكل سافر ويسلط الأضواء على البحرين وكأنها البلد الوحيد الذي فيه مشاكل ولا توجد أية مشاكل في بلد غيره مما أثار مفردات كثيرة لتصفية بعض الحسابات مع المملكة من قبل بعض الدول التي تحمل غلاً على البحرين، وقال :« الإعلام الموجه استغل أحداث البحرين بشكل سلبي بسبب ضعف إعلامنا فكان موجهاً ضد البحرين بشكل سافر وجعلها ضحية لهذا النوع من الإعلام الذي زاد من اشتعال الشارع”. كفاءات وكوادر إعلامية وأضاف بوحسين :«نحتاج لتطوير الإعلام البحريني بجميع أنواعه كما نحتاج لمن يسلط الأضواء على الكثير من الأمور في حياتنا الاجتماعية والسياسية لجعل الشارع البحريني ملم بما يجري حوله وذلك بالاستعانة بالكوادر الإعلامية ذات الكفاءة التي تساعد في بناء جيل إعلامي مميز للنهوض بمستوى الإعلام البحريني”، وأوضح أن البحرين تحتاج لإعلام مفتوح للجميع حيث يمكن للمواطن التعبير عما يجول في خاطره، مبيناً أنه في ثمانينيات القرن الماضي كان إعلامنا المرئي والمسموع وبه كوادر قوية ومهيأة وبكفاءة عالية وكان إعلاماً معتدلاً ووسطياً، ودعا لتطوير الإعلام لينقل للعالم الصورة الواضحة والجلية والتي ليس عليها أدنى غبار عن الوضع الحقيقي في المملكة والحد من الهجمة الشرسة من قبل القنوات العميلة والصحف الصفراء.