دعا وزراء التربية والتعليم العرب في ختام مؤتمرهم الثامن في الكويت، إلى ضرورة حماية المؤسسات التعليمية من الاعتداءات وأعمال التخريب في حالات الصراع السياسي، لما لهذه الممارسات من أثر سلبي على الأمن الاجتماعي والحق الأصيل في التعلّم. وأوصى المؤتمر بوضع آليات للتنسيق بين مؤسسات إعداد المعلمين ووزارات التربية والتعليم العالي، حول برامج ومناهج إعداد المعلمين وتدريبهم، وتوفير مراكز معتمدة متخصصة لتدريب المعلمين خلال الخدمة، والعمل على رفع مستواهم ضماناً لجودة التعليم. ودعا المؤتمر إلى العمل على إعداد المعلمين غير المؤهلين معرفياً وتربوياً في مؤسسات إعداد المعلمين المعتمدة، وترسيخ ثقافة التطوير المهني للمعلم وبناء معايير تقييم أدائه التربوي. ونادى المؤتمرون بضرورة العمل على تطوير خطة التعليم في الوطن العربي كإطار عام للتطوير التربوي وجودة المعلم، والاهتمام بمؤسسات تعليم المعلمين وتدريبهم وبتقانات المعلومات، وإنشاء هيئة متخصصة تُعنى بتقويم مراحل التعليم العام بما يتوافق مع المعايير الدولية. وأكد المؤتمر أهمية حماية المؤسسات التعليمة من الاعتداءات في حالات الصراعات السياسية وأعمال التخريب، لما لهذه الممارسات من أثر سلبي على الأمن الاجتماعي والحق الأصيل في التعلّم. من جانب آخر دعا المؤتمر إلى ضرورة زيادة عدد ساعات الدراسة في مراحل التعليم العام في المدارس الحكومية بما يتوافق مع المؤشرات والمعايير الدولية، حيث أكدت الدراسات الميدانية والأوراق المقدمة أهمية الارتقاء بمخرجات التعليم، وأن عدد ساعات التعلم الحالية غير كافية لاستيعاب التطوير. وعلى صعيد آخر دعا المؤتمر منظمة الألكسو إلى وضع معايير مشتركة لصالح الدول العربية في مجال إعداد المعلمين وتدريبهم، ووضع دليل عربي لتطوير البرامج المتعلقة بإعداد المعلمين، وآخر لاعتماد منح رخصة مزاولة مهنة التعليم بما يحقق الاستفادة منهم في الوطن العربي وخارجه، على أن يتم عرض الدليل في المؤتمر المقبل للمنظمة. وتقدم المشاركون في المؤتمر بالتهنئة لدولة فلسطين بمناسبة انضمامها لعضوية منظمة اليونسكو، مؤكدين دعم الدول الأعضاء والمنظمة العربية للعلوم والثقافة التعليم في القدس، بتوفير السبل اللازمة لحل الإشكاليات التي تعيق حصول الأطفال على حقهم في التعليم، ورفض سياسات تهويد المناهج الدراسية. ووجه المشاركون الشكر لمنظمة اليونسكو على موقفها الحيادي تجاه انضمام فلسطين إلى عضويتها. وكان أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح استقبل وولي عهده صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ورئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الصباح، وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي ووزراء الدول العربية المشاركين في المؤتمر. ونقل النعيمي إلى القيادة الكويتية تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، وتمنياتهم لها بموفور الصحة والعافية، ولدولة الكويت مزيداً من التقدم والازدهار. وأشاد وزير التربية بنتائج وتوصيات المؤتمر، معرباً عن شكره العميق لدولة الكويت ممثلة في وزارة التربية والتعليم على استضافة المؤتمر وحسن الضيافة والتنظيم، ما أدى إلى التوصل إلى توصيات إيجابية بناءة. وقال إن تطبيق هذه التوصيات يعزز من التعاون المشترك بين الدول العربية، ويسهل تبادل الخبرات المعرفية في ما يتعلق بسبل تمهين المعلم وتمكينه والارتقاء بالعملية التعليمية. ونوّه الوزير بأجواء إيجابية سادت المؤتمر، ومكّنت المشاركين من تبادل الخبرات وطرح الرؤى البناءة، مؤكداً أن الدول العربية تملك من الخبرات التربوية والتعليمية ما من شأنه تطوير أساليب إعداد المعلمين وتدريبهم والارتقاء بالعملية التعليمية. وأشار الوزير إلى إجراءات البحرين في مجال تمكين المعلم، بإعطائه أدوات فاعلة من شأنها إعداد الناشئة لمواجهة متطلبات العصر وتحدياته، باعتبارهم ركيزة النهضة الاقتصادية والتنموية، داعياً إلى ضرورة وضع منظومة مشتركة بين البلدان العربية للإفادة من الخبرات العربية والدولية. وأضاف أن وزارة التربية والتعليم في البحرين حريصة على المشاركة في المؤتمرات الخارجية، بغية تطوير الكوادر التعليمية وإتاحة الفرصة لها للاستفادة من تجارب الدول الأخرى. حضر المؤتمر ممثلون عن الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” ومكتب التربية العربي لدول الخليج العربي والبنك الدولي بصفة مراقبين.