قال نائب رئيس أركان القوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة اللواء الركن عيسى سيف المزروعي اهتمام دول مجلس التعاون الخليجي بتحقيق الأمن والاستقرار في مملكة البحرين ومواجهة التحديات والمؤامرات التي تحاك ضدها. وأكد المزروعي، في حديث نشرته مجلة “درع الوطن” بمناسبة الذكرى 36 لتوحيد القوات المسلحة الإماراتية، أن الأمن الخليجي المشترك خيار استراتيجي لدول المجلس “بل هو الخيار الوحيد الذي يؤمن استقرار وأمن دول الخليج العربية على الصعيد الجماعي، وعلى الصعيد الفردي، بمعنى أن تعرض أي دولة لاعتداء يمثل اعتداء على كل دول المجلس، فالأمن الخليجي كل لا يتجزأ، لافتاً إلى موقف قوات درع الجزيرة في مملكة البحرين ودورها في حماية أمن واستقرار وطمأنينة هذا البلد”. وأوضح نائب رئيس الأركان الإماراتي أن بلاده ليست بمعزل عما يدور حولها من تطورات ومستجدات، وأن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لجزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة مؤخراً يعد خرقاً واضحاً للتفاهمات التي تمت بين البلدين، لإيجاد حل سلمي لقضية احتلال جزر الإمارات الثلاث (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبوموسى)، كما تتنافى مع مبادئ حسن الجوار. وأشار إلى الرؤية الصائبة والحكيمة لقيادة البلاد التي سخرت كل إمكاناتها لتطوير قواتها المسلحة، بما يعطي الأولوية لحماية مكتسباتها ومسيرتها التنموية ونهضتها وكرامتها في مواجهة أي محاولات هجومية طارئة ما يجعلنا رقماً مهماً في المنظومة الأمنية الإقليمية والدولية. وأوضح نائب رئيس أركان القوات الإماراتية في حديثه أن إيران أعلنت أكثر من مرة عن محاولاتها تصدير الثورة، وقال: “نحن ليس لنا دخل في أن تكون لإيران ثورة، ولكن أن تقرر تصدير الثورة للإمارات فهذا حديث ينقصه التمعن والحكمة، إذ لا يجوز أن تجبر جارك على أن يفعل ما تريد، كما لا يجوز أن تقرر إطعامه مما تأكل وتفرض عليه أجندات هو لا يرغب فيها، فكل جار له حقه في داره”. وتساءل: “إذا كانت إيران تصرح بهذا، وهي لم تمتلك بعد السلاح النووي، فماذا يحدث بعد أن يحصلوا عليه؟ بالتأكيد ستدخل المنطقة في سباق محموم لامتلاك أسلحة الدمار الشامل”. كما أعرب المزروعي عن مخاوف دول المنطقة من حدوث أي تسرب نووي من المفاعلات الإيرانية، أو من محطات التخصيب، أو من عيوب فنية في البرنامج الذي يعتمد على تقنية غير متطورة، وعليه نرى أنه ليس من الحكمة أن يكون هناك توجه لامتلاك سلاح نووي في المنطقة. وفيما يتعلق ببرنامج الدرع الصاروخية الخليجي، قال: “القصد من برنامج خلق منظومة متكاملة من الإنذار المبكر بدول مجلس التعاون، وردة الفعل تعني إذا انطلق صاروخ مثلاً تجاه الرياض فإن أجهزة أبوظبي سترصده وتبلغ عنه والعكس صحيح، فنحن نرى أن من حق كل دولة الدفاع عن نفسها، وهذا حق مشروع تكفله القوانين الدولية والدفاع الخليجي المشترك هو خيار استراتيجي وقرار حكيم وعاقل ينسجم مع حق الإنسان في الدفاع عن نفسه وفقاً للقوانين الدولية”. واعتبر نائب رئيس الأركان الإماراتي، أن “كلمة الأمن الخليجي تعني كل دول مجلس التعاون وهو خيار استراتيجي، وأعتقد أنه هو الخيار الوحيد الذي يؤمن أمن أي دولة من دول الخليج العربي واستقرارها ويدعم ويزيد من استقرار دول المجلس مجتمعة، كما إن زعزعة الأمن في دولة من دول الخليج العربي يزعزع الأمن لكل الدول، فالأمن مرتبط ارتباطا كلياً وجزئياً بأمن دول مجلس التعاون، وهو لا يتجزأ وقدمت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نموذجاً لهذا المفهوم في مملكة البحرين، حيث وجدت قوات درع الجزيرة في المملكة لتعزيز الأمن والاستقرار”. وأضاف: “ليس هناك سوى عنصر واحد هو رغبة قادة دول المجلس وشعوب المنطقة في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والدفاع عن إنجازاتها وحماية مكتسباتها، في مواجهة أي تهديد طارئ وهذه الرغبة هي التي تعطي قوة درع الجزيرة دفعة لتنفيذ المطلوب منها بكل ثقة واقتدار قوة درع الجزيرة موجودة وعزيزة ومهابة الجانب والقوات متفاهمة وهذا ما يعزز قدرتها على صد أي هجوم والتعامل مع كل المواقف”. وفيما يتعلق بالوضع في البحرين قال المزروعي: “لا أعتقد أن هناك تحديات تواجه الرغبة في تعزيز الأمن بين الدول.. فالرغبة موجودة، أما التحديات أو التغيرات فالكل على استعداد لمواجهتها، ووأضح لدى الجميع أن الاستقرار في مملكة البحرين هو استقرار في الرياض وفي أبوظبي والكويت وبقية دول المجلس. والكل وصلته الرسالة وقرأها جيداً وفهم معناها، وكما قلت آنفاً أمن الخليج كل لا يتجزأ وأي عدوان على دولة من الدول يعتبر اعتداء على كل دولة”. وأشار المسؤول العسكري الإماراتي إلى أن “السلام يحتاج إلى قوة تحميه وتدعمه وتدافع عنه”، معتبراً أن تنامي قوة بلاده العسكرية ليس موجهاً ضد أحد أو للعدوان، “وإنما للدفاع عن مكتسباتنا وحقوقنا العادلة والدفاع عن الحقوق العربية، والوقوف إلى جانب الشعوب المتضررة من الحروب والكوارث من دون تفريق أو تصنيف بين عرق أو لون، والمساهمة في دعم المشاريع التي تخدم الإنسان وتخفف معاناته انطلاقاً من إيماننا بأن السلام يحتاج إلى قوة تحميه وتدعمه وتدافع عنه”. وأضاف: “إننا لسنا بمعزل عما يدور من حولنا ونواكب كل التطورات والمستجدات”، ولفت إلى أن “ما قامت به إيران مؤخراً من استعراض واستفزاز في أبوموسى وزيارة الرئيس الإيراني الإستفزازية لهذه الجزيرة التي تحتلها إيران منذ عام 1971 يعد خرقاً واضحاً للتفاهمات التي تمت بين البلدين، لإيجاد حل سلمي لقضية احتلال إيران لجزر الإمارات الثلاث، كما يتنافى مع مبادئ حسن الجوار”. وقال المزروعي: “إن قواتنا المسلحة تقف اليوم في مصاف جيوش الدول المتقدمة تسليحاً وتدريباً وتقنية”، وأشار إلى أن استمرار مسيرة تطوير القوات المسلحة، ينطلق من أن الإمارات دولة محبة للسلام وتعمل على دعم الأمن والسلم الدوليين، والحرص على بناء جيش عصري وقوي يعتمد في الأساس على الكفاءات الوطنية المتسلحة بالعلم والإيمان بوطنها وبرسالتها الوطنية والدولية والإنسانية. وأعتبر أن “ما يحدث من حولنا من تطورات متسارعة إقليمياً وعلى صعيد الشرق الأوسط، يؤكد الرؤية الصائبة والحكيمة لقيادتنا التي أعطت كل جهدها واهتمامها وسخرت كل الإمكانات لتطوير قواتنا المسلحة، وبما يعطي الأولوية لحماية مكتسباتنا ومسيرتنا التنموية ونهضتنا وكرامتنا في مواجهة أي قدرات هجومية طارئة ما يجعلنا رقماً مهماً في المنظومة الأمنية الإقليمية والدولية”.