استعاد مكفوفان زُرعت لهما عين الكترونية في أول اختبار طبي للجهاز في بريطانيا "نسبة مجدية" من النظر بعد أسابيع على عملية الزرع. وتمكن المكفوف كريس جيمس من رؤية معالم اشياء وُضعت امامه للمرة الاولى منذ 20 عامًا.
ويتألف الجهاز الذي زُرع للمريضين من شريحة الكترونية شبيهة بكاميرا الهاتف المحمول تحوي 1500 عنصر يتحسس الضوء للتعويض عن الخلايا التالفة في عين المريض. وبدأت العملية بزرع مصدر للطاقة الكهربائية تحت الجلد وراء الأذن. ثم زرع الجراحون الشريحة البالغة مساحتها 3 ملم X 3 ملم عن طريق فتحة صغيرة في الشبكية الحساسة في مؤخرة العين.
وينتظر عشرة مرضى آخرين إخضاعهم للعملية في اطار الاختبار الذي يجريه فريق من الأطباء برئاسة تيم جاكسون الجراح الاخصائي بالشبكية في مستشقى كلية كنغ وروبرت ماكلارن الاخصائي بالشبكية في مستشفى اوكسفورد للعيون.
ويمكن أن تُعيد العين الالكترونية التي زرعها الأطباء في المريضين درجة ابتدائية من البصر في مرضى حالاتهم تؤثر على قضبان العين ومخاريطها، أي الخلايا التي تتحسس الضوء وتحوله الى اشارات كهربائية تُرسل عن طريق العصب البصري الى المخ. وتتعرض هذه الخلايا الى التلف نتيجة الاصابة بأمراض مثل التهاب الشبكية الصباغي وتنكس المشيمية والتنكس البقعي الذي يصيب كبار السن عادة، مع بقاء اجزاء العين الأخرى سليمة.
وتُزرع الشريحة الالكترونية بحيث يشكل الضوء الذي يدخل العين صورة على سطحها. وتتحول هذه الصورة الى اشارات كهربائية تحفز خلايا الشبكية السليمة التي تنقل الاشارات الى المخ حيث يُعاد بناء الصورة. وتجري اختبارات على الشريحة التي انتجتها شركة المانية منذ ست سنوات. ومن المتوقع أن تطلب الشركة موافقة على ترخيص الجهاز إذا اثبتت الاختبارات الجديدة نجاحها.
وكان اول مريض زُرعت له العين الالكترونية ميكا تيرهو من فنلندا الذي أُصيب بالعمى وهو مراهق بسبب التهاب الشبكية الصباغي. وفي العام 2010 فاجأ تيرهو الأطباء بتعرفه على صحون وأكواب وأدوات الأكل مثل الشوكة والملعقة وقراءة حروف كبيرة. ورغم أن المريض صاحب العين الالكترونية لا يرى إلا بالأسود والأبيض فإن تيرهو كان يستطيع التمييز بين الألوان من اختلاف درجة بريقها.
ويتفاقم مرض التهاب الشبكية الصباغي الذي يُعد من الأمراض الخلقية بمرور الزمن ويُصاب به واحد من بين كل 3000 الى 4000 شخص في اوروبا.
وقال الأخصائي البريطاني في امراض العيون نك آستبري الذي يرأس جمعية خيرية لمساعدة المصابين بإعاقة في النظر، إن اختبار العين الالكترونية يمنح الأمل لمليوني أعمى ونصف اعمى في بريطانيا وهو خطوة أولى في رحلة طويلة لمساعدة الأشخاص الذين فقدوا بصرهم على النظر من جديد والعيش حياة مستقلة.