أكدت أحدث الدراسات العلمية أن “خلل الميتوكوندريا وراء أكثر الأمراض العصبية شيوعاً عند الأطفال، خاصة التي يرتبط حدوثها باضطراب التمثيل الغذائي للخلايا”. ويوجد طفل بين كل 5 آلاف يعانون من هذا الخلل، وتظهر أعراضه بدءاً من سن 3 سنوات في صورة مجموعة متلازمات عصبية عنيدة تؤخر نمو الطفل حركياً وذهنياً، وقد تصل في بعض الأحيان إلى طفل بين كل 5 آلاف ممن يعانون هذه الحالات إلي شلل نصفي، وغالباً ما تزيد حدة الأعراض مع الارتفاع الزائد في الحرارة أو تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات. من جانبه، أكد أستاذ طب الأطفال واستشاري أمراض الأعصاب بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة د.أشرف عزمي أن “الميتوكوندريا عبارة عن جسيمات خيطية مركبة موجودة في كل خلايا الجسم عدا خلايا الدم الحمراء، كما توجد خارج نواة الخلية فيما يعرف بالسلسلة التنفسية وهي مسؤولة عن إنتاج نحو90% من الطاقة التي يحتاجها الجسم، ومسؤولة أيضاً عن ظاهرة موت الخلية المبرمج الذي يخلص الجسم من الخلايا المصابة والتالفة، وتتزايد أعداد الميتوكوندريا في أنسجة الجسم التي تحتاج إلي كثير من الطاقة لتعمل بشكل سليم مثل أنسجة الجهاز العصبي والعضلي والعين والأذن الداخلية والقلب”، مضيفاً أن “من أهم صفاتها أنها تحمل الحمض النووي الخاص بها ويسمى “دي إن إيه الميتوكوندريا” وهذا النوع يرثه الجنين من الأم فقط”. ويصاب الجنين بأحد أمراض الميتوكوندريا إذا كان هناك عيب وراثي في الحمض النووي الموجود داخل الميتوكوندريا أو الموجود داخل النواة، وتنشأ نتيجة التحولات المفاجئة في أجزاء الحمض النووي المتحكم في الميتوكوندريا مما يؤدي لحدوث مجموعة من المتلازمات العصبية من أهمها متلازمة “ لاي” وتظهر في صورة تأخر للنمو الحركي والإدراكي للطفل، وارتخاء عضلي توتري، وصعوبة في مشي الطفل، وعدم توافق في حركات اليدين، واهتزاز في مقلة العين، وحركات اهتزازية في الجذع أو الأطراف، وتشنجات عصبية متكررة وصعوبة متكررة في التنفس. ومن أعراض خلل الميتوكوندريا “متلازمة ميلاس” وتحدث في صورة تشنجات عضلية عنيفة مع إعاقة حركية وذهنية، وهناك متلازمات أخرى للصرع الارتجاجي العضلي العنيف المتقدم، ومتلازمات تسبب ضمور العضلات، وصعوبة حركة الطفل بدرجة قد يحتاج معها إلي كرسي متحرك، وكذلك متلازمة “كيرن ساير” وتتمثل في شلل عضلي بالعين، وارتخاء عضلي للأطراف، واعتلال في صبغات شبكية العين.