أكد استشاري المسالك البولية والعقم د.عادل الظاهري أن “90% من الرجال الذين لا يعانون من العقم يمكن علاجهم، كما إن نتائج الحقن المجهري تجاوزت كل التوقعات، حيث إن نتائج ناجحة تتراوح بين 55 و60% في المحاولة الواحدة ومع تكرارها تزيد النسبة لـ 95%”، مشيراً إلى أن “الظروف الصحية والاجتماعية أصبحت أحد أهم أسباب العقم بين الرجال نتيجة سوء التغذية وتأخر الزواج وتناول الهرمونات تحت أي ظروف إضافة للعامل الوراثي”. وأضاف الظاهري أنه “ثبت أن نسبة العقم بين المتزوجين بلغت 18%، مما يعنى أن هناك شبحاً يهدد نسبة عالية من المتزوجين وأسرهم”. وأشار إلى أن “المتخصصين وضعوا أسساً علاجية لمواجهة تلك المشكلة من خلال الحقن المجهري أو الرعاية الصحية بصورها المختلفة، مما يتيح فرصة لنحو 55% من الرجال بالحصول على نتائج علاجية إيجابية”. وقال إن “علاج العقم عند الرجال شهد طفرة كبيرة بعد أن كانت فرص نجاح العلاج الطبي بالأدوية والعقاقير لا تتعدى نسبة 2%، فقد حقق العلاج الجراحي نتائج مذهلة من خلال الجراحات الميكروسكوبية التي تغلبت على العقم الانسدادي، حيث تم استخدام خيوط وأبر رفيعة جداً للتعامل مع القنوات الدقيقة المسدودة عند الرجال، كما إن الاستعانة بالميكروسكوب الجراحي في عمليات الدوالي أو أخذ عينة من الخصية للفحص يعطي نتائج أفضل كثيراً من الجراحات التقليدية”. وذكر د. الظاهري أن “المثير في الأمر أنه أصبح هناك حلول علاجية لحالات عقم الرجال المستعصية باستخدام تكنولوجيا وسائل مساعدة الإخصاب، لأن المريض الذي لا يجد علاجاً طبياً أو جراحياً يستطيع الإنجاب من خلال تلك الوسائل باستثناء فئة قليلة تنعدم عندهم الحيوانات المنوية في السائل المنوي والخصية وهؤلاء يمثلون 10% فقط من غير المنتجين، وذلك يعنى أن 90% من الرجال الذين لا يعانون من العقم يمكن علاجهم، كما إن نتائج الحقن المجهري تجاوزت كل التوقعات، حيث إن نتائج ناجحة تتراوح بين 55 و60% في المحاولة الواحدة ومع تكرارها تزيد النسبة لـ 95%”. ومضى د. الظاهري إلى أنه “يتم تطبيق هذه الطريقة مع الحالات التي تعاني من ندرة الحيوانات المنوية، كأن يكون السائل المنوي للرجل يوجد به 10 حيوانات منوية فقط وليس 20 مليوناً كحد أدنى طبيعي ونسبة حركتها ضعيفة لا تتعدى 1%، إضافة لوجود الأشكال غير الطبيعية بنسبة 100%”. ولفت إلى أن “في هذه الحالة يكون الحقن المجهري علاجاً ناجحاً بدرجة كبيرة، أما في حالة عدم وجود حيوانات منوية في السائل فيتم استخلاصها من الخصية بالجراحة الميكروسكوبية التي تتيح رؤية تفاصيل لا تراها العين المجردة، وبالتالي انتقاء أفضل الأماكن المنتجة للحيوانات المنوية لأخذ عينات منها ومعالجتها بمواد كيماوية أو أنزيمات تساعد على ظهور الحيوانات المنوية التي يتم حقنها داخل البويضات، أو حفظها مجمدة لاستخدامها في المستقبل، لأنه من الممكن أن تكون الخصية صغيرة، أو تلك الحيوانات المنوية لا يوجد غيرها عند المريض”، موضحاً أن “نسبة النجاح الفعلية تصل إلى 55% من الحالات”. وشدد د. الظاهري على أنه “عن طريق الحقن المجهري أمكن التغلب على مشكلة غياب الحبل المنوي، حيث تكون الخصية مليئة بالحيوانات المنوية، لكن الحبل المنوي يكون غير موجود نتيجة عيب خلقي”. وذكر انه “في السابق لم يكن هناك أمل لمن يعانون من ذلك، أما الآن فيتم حقن البويضة خارج الرحم من خلال الميكروسكوب ثم إرجاعها مرة أخرى، كما أتاح فرصة الإنجاب للمرضى الذين لا يكون لديهم في الخصية غير الخلايا الأم أو لا يوجد خلايا مولدة للحيوان المنوي بالمرة، ونسبتهم 4% من غير المنتجين للحيوانات المنوية وهم 18% تقريباً”. وخلص د. الظاهري إلى أنه “يجب مراعاة الظروف النفسية والاجتماعية والاقتصادية المحيطة بالأفراد، وتحسينها كحل لمشكلة الضعف الجنسي أو مشكلات العقم عند الرجال والعودة إلى الزواج المبكر للشباب، أي الزواج بعد سن العشرين سواء للولد أو البنت وليست قبل البلوغ، وذلك لأن وسائل العلاج ومنها وسائل مساعدة الإخصاب تكون أكثر فعالية عند صغار السن في علاج العقم، بينما تقل فرص النجاح بطريقة مزعجة مع تقدم العمر، خصوصاً مع ارتفاع سن الزواج الآن نظراً لقلة الإمكانيات لدى الشباب فأصبح العمر المناسب للرجل 35 عاماً، أما البنت فـ 30 عاماً مما يعني تقليل فترة الخصوبة عند الزوجين، علاوة على الملوثات المختلفة والتي تؤثر بدورها في الخصوبة”.