طــــــــــــارق مصـــــــــــــــــــــباح [email protected]
هل قابلت أحداً يعيش بقلبٍ ملؤه النقاء! فلا يحمل حقداً لأحد ولا حسداً لأحد! لا غل ولا أنانية، ولا غش ولا كره ولا خديعة! بل الحب والحب فقط لكل الناس، والرغبة في نفعهم دون مقابل، قلبٌ طاهر ونفسٌ صافية ولسانٌ يلهجُ بالدعاء لمن يعاملهم بالتوفيق والنجاح والسداد... ليعذرني القارئ الكريم، ربما حلقتُ به في عالم الأوهام وسرت به في طريق كله سراب! لعل البعض يقول: “عمن تتحدث؟ وهل هذا الصنف من الناس موجود بيننا؟” وإذا كان موجوداً بالفعل فإنه إما رجل كبير هرم أو طفل صغير لم يتجاوز الأربع سنوات!!! أستميحكم عذراً.. لعلي نكأت جراحات في بعض النفوس جراء ما تلاقي في حياتها اليومية ومعاملاتها مع النفوس المريضة التي تحيط بها، فلم تعد ترى هذه الصفات “المثالية” في أحد، لدرجة أنها “فقدت الثقة” بأي أحد... إننا نخاطب من تلوثت حياته بهذه الصفات أن نقِ قلبك، نعم.. نقِ قلبك ولا تدع الشحناء تفسد قلبك، ولا تدع البغضاء تشوش فكرك، ولا تدع الحقد والغل والأنانية يفسدون علاقاتك، واعلم أنه متى ما صلح القلب صلح العقل واللسان وانصلح أمر الجوارح كلها. إن صفاء صدرك سيتبعه سلامة الآخرين من أذاك وستزداد معه مساحة حب للآخرين لك واحترامهم لك وثقتهم بك ولجوءهم إليك، وتيقن أنه لا محبة لحسود ولا عطاء لحاقد ولا شكر لأناني ولا رفق مع قلب مملوء بالغل ولا تفاؤل مع كاره للخير لمن حوله. تخيل صورتك وأنت سليم الصدر، نقي القلب، ممتلئ حباً للآخرين ومتمنياً الخير لهم، وستجد أن الأمر يستحق منك تغيير حياتك، فليس أروحَ للنفس، ولا أسعد للنفس، ولا أهدأ للنفس من حب الآخرين وتمني الخير لهم، ونزع جذور الغل والحقد والحسد والأنانية من القلب، وتزداد السعادة وتتضاعف إذا أضفنا لذلك معاني الإيثار والتضحية فيصل بذلك مجتمعنا إلى درجات من الائتلاف الاجتماعي لم يكن يتخيلها ويعيش صورة رائعة من السعادة. نم اليوم ليلة هادئة هانئة، ولتستيقظ في الغد على حياةٍ أكثر هدوءاً وهناءً، احلم في هذه الليلة بما تضمنه هذا المقال واستيقظ بإذن الله على واقعٍ أحلى من الحلم..!