^  ليس غريباً أن تجد اختلافاً في وجهات النظر بخصوص أي قضية أو موضوع يُطرح أو يتداول سواءً كان رياضياً أو اجتماعياً أو سياسياً، فسمات التأييد والحياد والمعارضة دائماً موجودة ولن تجد من يؤيد أو يعارض بنسبة 100%، ولولا ذلك لما اشتهرت تلك المقولة التي تقول (أصابع اليد مب سوا). في الأيام القلائل الماضية خلق مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم الإنجليزي بيتر تايلور قضية جعلت الرأي العام الرياضي يتحول إلى مؤيد ومحايد ومعارض وهذا الأمر طبيعي ومنطقي، وتلك القضية تتعلق بزياراته للأندية ودخوله ملاعب البعض من الأندية للإشراف على تدريب فرقها. شخصياً أود الإشادة بالخطوة التي اتخذها مستر تايلور فأنا كشخص موجود في الجسد الكروي البحريني أرى بأن زيارات الأندية بادرة إيجابية لعدة أسباب في مقدمتها أن تايلور أعلنها مسبقاً منذ قدومه للبحرين وقال بالحرف الواحد إن عمله لن يرتكز على تجمعات المنتخبات بل إنه سيكون قريباً من الأندية والمدربين الوطنيين كذلك، لذا فإن ما يقوم به تايلور ينطبق عليه بالحديث العامي (رجل قول وفعل)!!، وما أحوجنا في هذه الأيام لمثل من يوفون بوعودهم بعد تصريحاتهم!!. الأمر الآخر الذي أجد بأنه إيجابي هو العلاقة المتينة التي يسعى لتأسيسها تايلور سواءً مع المدربين الوطنيين أو حتى لاعبي الأندية، فوجود تايلور في الأندية وإشرافه على حصة تدريبية لا تتجاوز حدود الساعة والنصف أمر ليس بحاجة لـ«فتوى” حينما يقوم البعض بـ«تضخيمه” إلى هذا الحد، فكم جميل أن يحظى جميع لاعبي الفريق بمتابعة مدرب المنتخب الأول، ولعل هذا الأمر يمنح بعض اللاعبين غير المحظوظين فرصة لتمثيل الوطن سواءً عبر المنتخب الأول أو الأولمبي. في السابق كان البعض وأنا أحدهم ننتقد أولئك المدربين الذين يقوم باستقطابهم اتحاد الكرة ولا تراهم إلا في تدريب المنتخب أو المباريات الحساسة والهامة في الدوري، ونادراً ما تجدهم في البلاد أثناء أوقات الفراغ للمنتخبات، ولكن للأمانة أن تايلور يختلف كلياً عن السابقين من المدربين فهو شخص مجتهد وحريص على التواجد في جميع مباريات الدوري المحلي حتى لو كان هناك أربع مباريات في اليوم الواحد، ولا أبالغ إن قلت بأنه يمتلك معلومات عن الدوري تفوق أشخاص يعملون في مجال الإعلام الرياضي المحلي!!!. هناك مقولتان أود أن أذكرهما في هذا السياق الأولى شهيرة وتقول (ما يعجبه العجب ولا الصيام في رجب) والثانية تقول (خل يحلل معاشه)، فالأولى تنطبق على الحال في الشارع الرياضي، فإن وجدنا مدرباً كسولاً قلنا بأنه مغرور ولن يفيد الكرة البحرينية، وإن حصلنا على مدرب مجتهد انتقدنا طريقة اجتهاده، علماً بأن هذا الاجتهاد يصب في صالحنا جملةً وتفصيلاً حينما يتعلق بفرقنا ومدربينا ولاعبينا، لذا فلنترك الرجل يعمل ليحقق المقولة الثانية (عشان يحلل معاشه)!!. لا اختلف مع من يعارض إشراف تايلور على تدريبات بعض الفرق، ولكن أريد أن أوجه سؤالاً لأولئك المنتقدين، لو كان الإسباني غوارديولا أو البرتغالي مورينيو متواجدين في البحرين وأرادا الإشراف على حصة تدريبية فـ«الدنيا ستقوم ولن تقعد” وستجد هؤلاء المُنتقدين لتايلور أول من سيتواجدون في تلك التدريبات لمشاهدة غوارديولا ومورينيو، ولكن للأسف لأنه “تايلور” يتم انتقاد اجتهاده!!. ختاماً أتمنى أن يدرك البعض بأننا في البحرين مازلنا نعيش مرحلة الهواية، ومن الصعب ربط الكرة البحرينية ومقارنتها بما يحدث بالدول المتطورة كروياً، وأعتقد بأن الجميع يدرك هذا الفرق الشاسع ولسنا بحاجة لذكر تلك الفروقات، والأغلبية تدرك صعوبات الأندية والتي قد تكون سبباً رئيسياً في تغييب بعض المواهب الكروية عن ساحة المنتخب، لذا فمن الإيجابي أن يقوم تايلور بتلك الزيارات ويحث عليها مدرب المنتخب الأولمبي هودسون أيضاً، ليقوما بدور “الكشافة” الذين طالب بهم الكثيرون في فترات سابقة