^ الأربعاء الماضي الرابع عشر من مارس فضح معارض بحريني يسكن بيروت فضائية العالم الإيرانية من دون أن يقصد، حيث أعطى مثالاً صارخاً على عدم حيادية هذه الفضائية المشوشة وكشف أن العاملين فيها ليسوا فقط متعاطفين مع ما أسموه “الثورة في البحرين” ولكنهم شركاء في العملية التي من الواضح الآن أنها تدار من قبل مجموعات يستفيد الواقف في الظل منها ومن المحسوبين على المعارضة لأغراض ليس معلوم مدى معرفة تلك المعارضة بتفاصيلها، ففي بداية حفلة السب والشتم اليومية عبر هذه الفضائية قال عبدالإله الماحوزي الذي تعودت القناة استضافته إنه يلبس الملابس السوداء استجابة لدعوة الائتلاف بارتداء الأسود في ذلك اليوم تضامناً مع عبدالهادي الخواجة المضرب عن الطعام، وأنه “يعبر عن شكره وتقديره لمقدم البرنامج لتعاطفه ومشاركته في دعوة التضامن مع الخواجة بارتدائه القميص الأسود”، أما مقدم البرنامج فلم ينف أنه لبس الأسود في ذلك اليوم لهذا السبب واكتفى بابتسامة ليؤكد أنه ليس مجرد مقدم برنامج ولكنه عضو في المعارضة وناشط سياسي وليؤكد أن فضائية العالم الإيرانية لا تغطي أحداث البحرين تغطية صحافية أساسها الموضوعية وكخدمة تقدمها لمشاهديها ولكنها جزء أساس من المعارضة بل إنها سخرت كل إمكاناتها لتكون “فضائية الثورة”، ما يعني أن المجموعات ذات العلاقة قد تتلقى التعليمات من تلك الفضائية. وبالاستنتاج يمكن القول إن العاملين الآخرين في كواليس تلك الفضائية ارتدوا جميعاً الأسود في ذلك اليوم، وكذلك القول إن الفضائيات الأخرى الواقعة تحت جناح هذا التوجه المريب إيرانية كانت أم عراقية.. أم لندنية ارتدى العاملون فيها اللباس الأسود. تلك كانت فضيحة لم تكن على البال ولم يقصد مفجرها إلقاء الضوء على جانب من الدور الخفي لهذه الفضائية المريبة، ولكنها كانت خطأ لم يتمكن أو لم يشأ مقدم البرنامج تصحيحه، ربما تقديراً منه أن كلام الماحوزي مفيد أو أنه تنفيذ لتوجيهات معينة، لكنه في المقابل كشف عن وجه تحاول تلك الفضائية (السوسة) أن تخفيه، وإلا “لو كان الود ودهم” لتم إلزام مقدمي البرامج فيها والمذيعين بوضع شعار ائتلاف فبراير على صدورهم! كثيرون دخلوا ويدخلون على خط المشكلة في البحرين، سواء كمؤسسات تابعة لدول بعينها أو كأفراد اعتبروا أنفسهم جزءاً من المعارضة وهم لا علاقة لهم أساساً بالبحرين مثل بعض التونسيين وبعض المصريين لعل أبرزهم المحامي المصري أيمن ألماظ الذي تجاوز كل الحدود ووصل حد أن يوجه رسائل إلى جلالة الملك ويتناوله بالسوء. كل هذا يطرح سؤالاً مهماً هو ما علاقة كل هؤلاء بمشكلة بحرينية يمكن حلها على الطريقة البحرينية حتى وإن طالت وتعقدت؟ الغريب أن هؤلاء الدخلاء من الأفراد والمؤسسات والدول صاروا هم الذين يقولون نعم أو لا لأي خطوة قد تؤدي إلى حل المشكلة البحرينية حتى صار ما يسمون بالمعارضة المقيمة في الخارج يأخذون بكلامهم ويعتبرونه مقدساً، لتأتي المعارضة الأخرى في الداخل وتقول بما يقولونه. هذا الوضع الغريب المريب يطرح سؤالاً آخر هو من ينفذ تعليمات ورغبات من؟ بمعنى هل أن الدعوة مثلاً إلى لبس السواد - الذي تعوّد الناس لبسه في شهر محرم بمناسبة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام جاءت من المعارضة وتعاطف معها وشارك فيها أولئك أم أنها أساساً جاءت من أولئك وشاركت فيها المعارضة بعد أن تعاطفت معها؟! بالنسبة لي أرى في الأمر لغزاً، لأنه ببساطة ما علاقة فضائية العالم ومن لف لفها من الفضائيات الأخرى بما يجري في البحرين لتضع كل إمكاناتها في خدمة طرف محدد؟ وما علاقة أولئك الأفراد بما يجري في البحرين من تطورات؟