^ ظهر واضحاً أن البحرين تحتاج بعد الأزمة الأخيرة إلى عمل خارجي دبلوماسي يفند صور بعض وسائل الإعلام التي أظهرتها بصورة غير واقعية ومشوهة، بسبب تزييف بعض من يحملون الجنسية، لكنهم لا يحبون البحرين ولا ينتمون إليها. ما تقوم به قيادة البحرين ممثلة في جلالة الملك حفظه الله من جهود لبناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل، وعلى الشراكة الاقتصادية والتجارية مع الدول المتقدمة، يجعلنا نقول إن هذا فعلاً ما يطالب به أهل البحرين، فزيارة جلالته لليابان كانت من أنجح الزيارات، فكم يتمنى المواطن أن تكون لدينا شراكة قوية مع اليابان. من يقف مع سوريا حتى موقفاً خطأ روسيا، هي من تمنع مجلس الأمن من القرارات، وهذا يظهر أن التحالفات الخارجية من شأنها أن تصد عن الدول بعض الضغوط. ونحمد الله أننا لسنا سوريا، وقيادتنا لا تسفك الدماء كما يفعل بشار الأسد، بل إن الناس في البحرين كانوا يطالبون بالحزم، وقيادتنا تنتهج أسلوب الحكمة. كما إن ما يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان في بناء علاقات قوية مع تايلند ومع دول المحيط العربي والخليجي يحسب له، فقد كان أهل البحرين يطالبون بأن يؤمن الغذاء من خلال مشروعات بحرينية في دول مثل تايلند أو باكستان أو دول أفريقية. الاتجاه نحو الشرق كان مطلباً مهماً للعلاقات الاستراتيجية الخارجية، لا ينبغي لأي دولة أن تضع بيضها في سلة واحدة، كما إن التعويل على أمريكا وبريطانيا اتضح خلال الأزمة أن الدولتين تغيّران مواقفهما بسرعة بل وتقفان خلف بعض المؤامرات. حاجتنا إلى الاتجاه شرقاً وبناء علاقات وتحالفات قوية كشفتها الأزمة الأخيرة، كنا بحاجة ماسة وقوية إلى مواقف دول مثل “روسيا، والصين، والهند، واليابان، وكوريا الجنوبية، وماليزيا، وتايلند وسنغافورة”. يحسب لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظه الله، الذي يزور الهند حالياً بعد جولة في كوريا الجنوبية، أنه يعمل بشكل قوي وبفكر عالٍ لبناء تحالفات خارجية وشراكة اقتصادية مع الدول الآسيوية المتقدمة، ما يفعله سموه اليوم من إزالة بعض الشوائب عن صورة البحرين عمل كبير يقدر ويحترم من أهل البحرين. الشراكات الاقتصادية مع دول الشرق الآسيوية يجب أن تكون استراتيجية البحرين القادمة، نشكر سمو ولي العهد على الاتفاقات التي توقع مع كوريا، ومع الهند، ونتمنى أن تكون مع الصين في القادم من الأيام. السياسة الدولية لا تعرف غير لغة المصالح، والاتجاه شرقاً حتى وإن تأخر إلا أننا يجب أن نعمل عليه بشكل مدروس وصحيح. استجلاب التقنيات والمصانع والأفكار الآسيوية يحسب كثيراً لفكر سمو ولي العهد، لدينا بنية تحتية جيدة، ويجب أن تستغل في فتح مصانع نوعية غير متوفرة بالمنطقة تفتح آفاقاً للأيدي العاملة البحرينية، وتفتح أسواقاً خارجية أمام البحرين. شكلت دبلوماسية سمو ولي العهد في جولاته الأخيرة والتي شملت أمريكا، وقبلها كانت هناك زيارات لألمانيا وفرنسا وبريطانيا، كلها دبلوماسية وتحركات تصب في صالح بناء علاقات محترمة مع دول ارتابت بعض الشيء من البحرين من بعد الأزمة، لكن سمو ولي العهد عمل على توضيح الحقائق وبناء شراكات سياسية واقتصادية. جولات سمو ولي العهد الدبلوماسية جاءت في توقيت مهم لإزالة أي شائبة على الوجه البحريني، ولبناء تحالفات اقتصادية تعود بالخير على البحرين وعلى الاقتصاد البحريني، وعلى المواطن والتاجر، وعلى فتح مصانع جديدة للأيدي البحرينية العاملة.