عواصم - (وكالات): حث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مجلس الأمن الدولي على “إنشاء منطقة عازلة في سوريا، وذلك لحماية المضطهدين والأبرياء الذين يتعرضون لإطلاق النار”.
وأكد الفيصل خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أنه “لا يمكن أبداً المقارنة بين الوضع في سوريا والأحداث التي تشهدها مملكة البحرين”، مشيراً إلى أن “نظام الأسد يعمل على تحويل الصراع في سوريا إلى صراع طائفي، الأمر الذي يهدد طرابلس وسوريا”، موضحاً أن “أحداث طرابلس تمثل امتداداً للأزمة السورية، فيما ذكر أن “المعارضة السورية مجردة من السلاح، وأن النظام مدجج بالسلاح”.
واتهم الفيصل النظام السوري بأنه “يناور ويماطل” حيال خطة الموفد الدولي والعربي إلى سوريا كوفي عنان، مطالباً الأخير بتقديم تقرير “واضح وشفاف” يدفع مجلس الأمن إلى اتخاذ “قرار حاسم”.
وقال إن “عنان سيقدم تقريره خلال شهر أو شهر ونصف لمجلس الأمن نأمل أن يكون واضحاً وشفافاً يمثل الحقيقة كما هي ونأمل أن يتخذ مجلس الأمن الموقف الحاسم لهذه المأساة وهي نقطة سوداء في جبين البشرية”.
وعبر عن اعتقاده بأنه “لن تكون هناك ممارسة لأي عمل عسكري حتى تستقر الأوضاع في العالم العربي”.
من جهته، اعتبر المجلس الوطني السوري المعارض أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس بشار الأسد بمثابة “إعلان لاستمرار الحل الدموي”.
وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس سمير نشار إن “خطاب الأسد إعلان لاستمرار الحل الدموي، ولقمع الثورة بأي ثمن”. وأضاف أن الأسد “يحاول إخماد الثورة بغض النظر عن تداعيات هذا القمع على المجتمع السوري”، معتبراً أن خطابه مشابه “لخطاب الأنظمة الاستبدادية العربية الأخرى التي سقطت في المنطقة وهي تردد نظرية المؤامرة الخارجية ولا تعترف أن هناك أزمة داخلية وثورة وشعوباً تطالب بالحرية والديمقراطية”.
وصعد الرئيس السوري بشار الأسد لهجته بمواجهة الحركة الاحتجاجية التي تعصف بسوريا منذ نحو 15 شهراً، معلناً في خطاب أمس أن “لا مهادنة ولا تسامح” مع الإرهاب، وأنه ماضٍ في مواجهة “حرب الخارج” على سوريا مهما غلا الثمن.
وقال الرئيس السوري في خطاب أمام مجلس الشعب الجديد إن سوريا لا تواجه مشكلة سياسية بل “مشروع فتنة أساسه الإرهاب، وحرباً حقيقية من الخارج”.
وأكد أن الأمن في البلاد “خط أحمر”. وأضاف “قد يكون الثمن غالياً، مهما كان الثمن لابد أن نكون مستعدين لدفعه حفاظاً على قوة النسيج وقوة سوريا”.
في المقابل أبدى الأسد استعداده للحوار مع المعارضة التي لا تطالب بتدخل خارجي، ولا تدعم “الإرهاب” مؤكداً أيضاً أن “دماء الشهداء من مدنيين وعسكريين لن تذهب هدراً” من جهة أخرى وصف الرئيس السوري منفذي مجزرة الحولة في حمص التي قتل فيها أكثر من 100 مدني بأنهم “وحوش”. وقال “حتى الوحوش لا تقوم بما رأيناه. اللغة البشرية غير قادرة على وصفه”.
كما أبدى أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الأحد خشيته من انزلاق لبنان باتجاه الحرب الأهلية مجدداً، وحذر من “تطورات خطيرة” في حال استمر الاقتتال في سوريا.
من جهته، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حليفه السابق الرئيس السوري بشار الأسد بالتصرف بـ«استبداد” معتبراً أن مقاربته لن تخدم السلام.
وقال أردوغان للصحافيين في تصريح متلفز “حتى الآن لم أره يطبق الإصلاحات بتفهم ديموقراطي. لايزال يتعامل مع المشكلات بمنطق استبدادي ومقاربة استبدادية”. ويبدأ وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلي جولة في الشرق الأوسط يجري خلالها مباحثات في إطار السعي إلى تسوية تضع حداً للنزاع الدائر في سوريا.
ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 16 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية والمنشقين في ريف دمشق وريف حلب.
وخرجت تظاهرات في مناطق سورية عدة لاسيما أثناء خطاب الرئيس الأسد طالب بعضها برحيله. وفي السياق نفسه، أعلن المرصد السوري أن جهازاً أمنياً سورياً اعتقل الخميس الماضي الناشطة السورية خنساء محمد نمورة من أمام جامعة تشرين في مدينة اللاذقية الساحلية لدى توجهها إلى الجامعة لتقديم امتحاناتها، مشيراً إلى أن “مصيرها ومكان اعتقالها مازالا مجهولين”.
وقد أسفرت أعمال العنف في سوريا أمس الأول عن مقتل 89 شخصاً بينهم 57 عسكرياً نظامياً و3 منشقين، بحسب المرصد. من جهة أخرى جمدت سويسرا مبلغ 20 مليون فرنك سويسري “16.6 مليون يورو” إضافي يعود لمقربين من الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما قالت متحدثة باسم السلطات السويسرية لصحيفة “ان زد زد ام سونتاغ”.
ويرتفع بذلك إلى 70 مليون فرنك سويسري “58.2 مليون يورو” مجمل الأرصدة السورية التي جمدتها برن في حسابات سويسرية.