كتبت - هدى عبدالحميد: تعد مكتبة الملك حمد نافذة البحرين إلى العالم المعرفي؛ إذ تسهم في التواصل مع عالم المعرفة المتجدد والواسع، بكل أبعاده واتجاهاته، بكل يسر وسهولة وتوفر خدمات معرفية تضع مملكة البحرين على خارطة العالم المتقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال ضمن جهود المملكة لبناء مجتمع المعرفة، وتأتي هذه المكتبة لتعكس الاهتمام الدائم بتوفير المزيد من الخدمات العلمية لأبناء المملكة بما يسهم في فتح الآفاق العلمية أمام الجميع ويعزز إمكانيات امتلاك القدرة على التعامل مع أحدث تكنولوجيات المعرفة. ويشار إلى أن وزارة التربية والتعليم أبرمت مجموعة من مذكرات التفاهم مع عدد المكتبات العالمية والجامعية العريقة ومنها المكتبة الرقمية العالمية، والمكتبة البريطانية، ومكتبة جامعة كامبريدج، ومكتبة جامعة وأكسفورد، والمتحف البريطاني إضافة إلى مباحثات مع الجامعة اليابانية والمكتبة الوطنية الفرنسية وهذه المذكرات توفر لمكتبة الملك حمد العديد من أوجه الاستفادة والدعم إضافة إلى فرص للتدريب وبناء القدرات الوطنية في هذا الحقل الحيوي. كما وقعت وزارة التربية والتعليم على ميثاق المكتبة الرقمية العالمية مع أمين مكتبة الكونغرس، وتستفيد البحرين بموجب هذا الاتفاق من خلال مكتبة الملك حمد الرقمية العديد من المميزات التي يشملها الاتفاق، وبوجه خاص في مجال المعرفة الرقمية، والتي ستتولى هذه المكتبة المتطورة تقديمها إلى جمهور الباحثين. ومن الميزات التي يوفرها هذا الاتفاق أيضاً حصول الباحثين على المعلومات والوثائق التي تم إعدادها وفق أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الرقمية العالمية، وستحصل مملكة البحرين من انضمامها لهذا الميثاق على التواصل العلمي والمعرفي العالمي من خلال مكتبة الملك حمد، ما يتيح لروادها ومستخدمي خدماتها الاستفادة من المحتوى المتوافر من معلومات متنوعة، بما فيها الكتب ومختلف المواد المطبوعة والمخطوطات والخرائط والتسجيلات الصوتية والأفلام والمطبوعات والصور الفوتوغرافية، إضافة إلى المواد ذات الأهمية العلمية والتاريخية. كما أبرمت الوزارة مذكرة تعاون مع المكتبة الوطنية الفرنسية إذ تعد المكتبة إحدى المكتبات الرئيسية في أوروبا، وهي واحدة من أعرق المكتبات وأهمها في العالم. وتحتفظ المكتبة بنسخة من أي مطبوعة تطبع بفرنسا وتشمل مجموعاتها نحو 20 مليون مجلد مطبوع و500 ألف مجلة و165 ألف مخطوط و600 ألف خريطة و15 مليونًا من النقوش والصور الضوئية ونحو 400 ألف نوع من العملة والحجارة الكريمة المنقوشة. وتحدد هذه المذكرة سبل التعاون بين الجانبين في العديد من المجالات ذات العلاقة، ومنها تبادل المعرفة في المجال الرقمي وتعزيز الخبرات في هذا الحقل، إضافة إلى تصميم وإعداد الكتب الرقمية والأرشفة الرقمية وتقديم الاستشارات الفنية وتنظيم الدورات التدريبية، وخصوصاً أن المكتبة الوطنية الفرنسية تعد من المكتبات الرائدة عالمياً في هذا الحقل. ويأتي هذا المشروع تنفيذاً لتوجيهات عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإنشاء هذه المكتبة المتطورة في مملكة البحرين وفق أحدث التقنيات والأساليب العالمية.