يدخل صانع الألعاب المميز لوكا مودريتش إلى نهائيات كأس أوروبا واضعاً نصب عينيه تعزيز قيمته في سوق الانتقالات من خلال تألقه مع منتخب بلاده كرواتيا، خصوصاً أنه يمني النفس بترك توتنهام الإنجليزي من أجل الانتقال إلى جاره اللندني تشلسي، بطل مسابقة دوري أبطال أوروبا. ويأمل مودريتش أن يتمكن من تكرار سيناريو 2008 حين قاد بلاده إلى الدور ربع النهائي قبل أن تخسر أمام تركيا بركلات الترجيح، من أجل رفع سعره في سوق الانتقالات وإقناع تشلسي بالذات أنه يستحق المبلغ الذي سيدفعه فريق الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش للحصول على خدماته. يعتبر مودريتش صانع ألعاب صاحب رؤية صائبة في الملعب، فتى ذهبي ذو وجه طفولي، سار به القدر لينتقل من مدينة زادار الساحلية مراوغاً أصدقاءه الصغار، ليصل إلى الدوري الإنجليزي متوجاً بصفقة خيالية مع نادي توتنهام بلغت 21 مليون يورو.
يجسد مودريتش أناقة صانع الألعاب القادر على استعمال القدمين، فهو قادر على اللعب في وسط الملعب أو في مركز الجناح الوسطي، ورغم ضعف بنيته الجسدية (1.74 م) إلا أن طاقته وشراسته تعوضان في اختراقه مناطق الخصم.
نشأ لوكا الصغير على ضفاف بحر الادرياتيك، وتفتحت موهبته مع نادي ان كاي زادار في مدينة زادار مسقط رأسه وخامس مدينة في كرواتيا، لكن كشافي الأندية الكبيرة لم يتأخروا في سحبه إلى العاصمة وتحديداً إلى دينامو زغرب وهو لم يتجاوز السادسة عشرة.
بعد سنة أمضاها مع فريق الناشئين، أعير مودريتش إلى أندية صغيرة كي يبدأ في تكوين نفسه، فانطلقت مسيرته رسمياً عام 2003 في صفوف زرينيسكي موستار البوسني، حيث سطعت نجوميته مسجلاً 8 أهداف في 22 مباراة، وانتخب بجدارة أفضل لاعب في الدوري البوسني.
عام 2005 كانت البداية الجدية لمودريتش، وفيها خبر دينامو زغرب جيد طاقته، فوقع معه عقداً ربطه لمدة 10 سنوات! وفي الموسم ذاته فتح منتخب تحت 21 سنة أبوابه للاعب الصاعد حيث أمضى سنة واحدة قبل أن يثبت أقدامه مع المنتخب الأول بمواجهة الأرجنتين (3-2) في مارس 2006 تاركاً بصماته الفريدة. كان لوكا يافعاً في تشكيلة المدرب زلاتكو كرانيكار خلال كأس العالم 2006، فشارك بديلاً بمجموع 30 دقيقة في مباراتي اليابان وأستراليا.
أضحى مودريتش معبود جماهير دينامو، انهمرت الألقاب، اثنان في الدوري وواحد في كأس الأندية المحترفة وكأس السوبر، فاستحق شارة القائد بعمر الـ22.
بقي “مودري” عملاقاً محلياً ومجهولاً أوروبياً، إلى أن خاض تصفيات دوري أبطال أوروبا موسم 2006-2007 فلفت نظر مدرب آرسنال الفرنسي ارسين فينجر صاحب العين الثاقبة، لكن تصفيات كأس أوروبا 2008 التي خاض فيها 11 مباراة من أصل 12 كانت منعطفاً هاماً في تحول أكثر النجوم طلباً من الأندية الكبيرة.
طالت اللائحة أندية برشلونة وريال مدريد في إسبانيا وصولاً إلى انتر ميلان الإيطالي وبايرن ميونيخ الألماني إضافة إلى أندية المقدمة في إنجلترا حيث كان تشلسي الأقرب للحصول على خدماته في ديسمبر 2007 لكن خلافات على مبلغ الصفقة أبقته في زغرب.
حاولت الفرق المتوسطة اصطياد مودريتش في هذه الفترة، فكان على مشارف الانضمام إلى نيوكاسل يونايتد الإنجليزي غير أن رغبة مدرب توتنهام هوتسبير الإسباني خواندي راموس حينها وضعت حداً لكل الطامحين، ليتحول مودريتش من العاصمة الكرواتية إلى نظيرتها الإنجليزية، وتحديداً إلى شمالها على ملعب “وايت هارت لاين”.