كتـب - موسـى عسـاف: منذ دخول موسم الصيف انتشرت في كافة مناطق البحرين سيارات بيع البطيخ والذي يُعرف محلياً باسم “الجح”، حيث يقبل أهل البحرين لتناوله على وجباتهم المختلفة نظراً لمذاقه الطيب واحتوائه على كميات كبيرة من الماء، ما يساعد في ترطيب الجسم وإطفاء الظمأ. محلياً لا تتم زراعة البطيخ في البحرين، نظراً لحاجته إلى بيئة وظروف زراعية غير متوفرة، ويتم استيراده من عدد من الدول؛ منها السعودية والأردن ومصر وإيران، وتعتمد جودته على نوع “البذرة”، فالأنواع المهجنة هي السائدة، وعندما تزرع لأكثر من مرة تفقد جودتها وصفاتها الأساسية. وتتم زراعة البطيخ صيفاً وشتاءً؛ فأما الصيفي فتؤثر عليه الشمس عندما تكون حادة، والشتوي تبدأ زراعته في أواخر الشتاء، لأن “البذرة” تحتاج لفترة نضوج من 3-4 أشهر منذ البدء بزراعتها. بتحليل البطيخ الأحمر وجد أن المائة غرام منه تحتوي على: 90% من وزنه ماء و10 غرامات سكر وحوالي نصف غرام بروتين و7 مليغــــــرام دهـــون، وحوالي 9 مليغـــــــــــــــــــرام كالسيوم و5 مليغرام من فيتامـــــــــين A و10 مليغـــــــرام من فيتامين C وحوالي 30 مليغرام ـحديد و3 مليغرام صوديوم و20 مليغرام مغنيسيوم و15 مليغرام فسفور، وحوالي 15 مليغرام بوتاسيوم. تشير الدراسات التاريخية إلى أن أول حصاد للبطيخ تم في مصر الفرعونية قبل حوالي 5 آلاف سنة، وقد كان يوضع البطيخ في مدافن الملوك كغذاء لهم في رحلة ما بعد الموت، ومن مصر انتشرت زراعة البطيخ في كثير من دول حوض البحر الأبيض المتوسط إلى أن وصلت إلى الصين، والتي تعد المنتج الأول عالمياً بـ 70% من الإنتاج العالمي. يعمد كثير من المشترين إلى “القرع” على بطيخة، ولهذا أسبابه التي يوضحها أحد الباعة في مدينة عيسى “إذا أصدرت صوتاً رناناً فهي بيضاء بالتأكيد، أما إذا أصدرت صوتا مكتوماً فهي حمراء”، ويضيف: على العموم البطيخ في منتصف الموسم ونهايته يأتي دائماً ناضجة وأحمر اللون وحلو المذاق”. البطيخ إضافة إلى فوائدة في ترطيب الجسم وإطفاء الظمأ، له فوائد صحية كثيرة خصوصا للأمعاء والكلى، وهو أيضاً يساعد على الهضم ويقوي الدم، ويساهم في تفتيت حصوات الكلى. يفيد خبراء التغذية أن البطيخ علاج مفيد لبعض الأمراض إلى جانب أنه غذاء مهم لاحتوائه على كمية كبيرة من الحديد والماغنسيوم يمتصها الجسم بسهولة وهو مفيد في علاج أمراض التهاب الكبد والحويصلة الصفراوية، كما إن له فوائد في علاج الجهاز الهضمي والإمساك والتخلص من السمنة. مشيرين إلى أن البطيخ علي عكس ما هو معروف عنه يحتوي علي نسبة قليلة من الأحماض الأمينية وكثير من الفيتامينات مثل ب 1 وب2 وفيتامين “ج” وذلك يفيد في تحسين الوظائف الهضمية كما يحتوي أيضاً علي أملاح البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم. كما يفيد في إدرار البول والوقاية من تكوين الحصى بالكلي والتهاب غشاء القولون من الأمراض الطفيلية، وبه نسبة عالية من الألياف تساعد على مقاومة الأمراض السرطانية. وأكد الأطباء العرب القدامى، ومن أشهرهم الطبيب ابن سينا، على فوائد البطيخ العديدة، خصوصا قدرته على تنقية الدم، وعلاج الكلف والبهاق وقشر الرأس. كما يمكن الاستفادة من قشر البطيخ لعلاج العديد من الأمراض، منها ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والتهاب الكلى والاستسقاء. واستعمال البطيخ في الطب الشعبي معروف منذ القدم، قال عنه ابن سينا: ينقي الجلد ويعالج الكلف والبهاق ويدر البول ويفتت حصى الكلى والمثانة. كما إنه ملين خفيف، ولذلك يمكن تناوله في حالات الإمساك. ولا بد من التنويه أن الإفراط في تناول البطيخ عقب الطعام يسبب عرة في الهضم بسبب تمدد عصارة المعدة، ولذا يجب تناوله عقب الطعام بزمن كافٍ للاستفادة من خواصه الأخرى. كما يستفاد من بذور البطيخ في الهند كملين، ومجدد للقوى، وفي بلادنا تؤكل البذور محمصة إلى جانب مواد التسلية، وهذه البذور ذات قيمة غذائية عالية، إذ تبلغ نسبة البروتين فيها 27.1%، بينما يبلغ السكر 15.7%، والمواد الدهنية 43% منه.