منذ أن دخل الإسلام جزيرة البحرين وهي داخلة ضمن منظومة الدولة الإسلامية الكبرى في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ثم في عهد الخلافة الراشدة مروراً بالدولة الأموية والعباسية ثم انتهاء بالدولة العثمانية، ولم تشذ عن ذلك إلا في فترات قصيرة جداً. فالأصل أن البحرين تدخل في نظام الدولة الأم الإسلامية، وهذه الدولة وإن ضعفت الآن أو اختفت فلا يعني ذلك أن تنأى مملكة البحرين بنفسها عن أي دعوة اتحادية مع باقي إخوانهم من الشعوب العربية. إن دين الإسلام يدعونا ويأمرنا بالاعتصام وعدم التفرق بأي شكل من الأشكال وإلى لزوم جماعة المسلمين حتى يتحقق الاتحاد بين الشعوب الإسلامية، وإن بدأ الأمر بين دولتين أو شعبين فالإسلام يعتبره واجباً شرعياً على كل مسلم أن يساهم في هذا الأمر حاكماً كان أم محكوماً؛ لأن الأصل أن الدولة الإسلامية دولة واحدة وخليفة واحد تنطوي تحته الأمصار والمناطق المختلفة. إن هؤلاء الرافضين للاتحاد يرتكبون خطأً تاريخياً شنيعاً عندما يأتمرون بأوامر قوى خارجية تتآمر على الأمة الإسلامية، فبدلاً من إظهار وطنيتهم وعروبتهم تجاه وطنهم وبدلاً من تقديم الولاء والطاعة لهذا البلد، رأيناهم لا يتورعون من البوح بصلاتهم وانتمائهم لتلك القوة التآمرية التي ما فتأت تحيك المؤامرات تلو المؤامرات من أجل اجتثاث الهوية الإسلامية الصحيحة. إن الاتحاد ماضٍ في طريقه مهما اعترض البعض ومانع ورفع عقيرته مهدداً ومنذراً، فهذا الأمر لا يخيف أصحاب الحق القويم الذين يمتثلون لأوامر المولى عز وجل عندما يناديهم (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا) وكفانا ما حصل لنا من تفرق وانقسام على مدى القرون الماضية. إن التهديد صفة الخائن المراوغ الذي يخون ربه ودينه وعقيدته وأمته وأبناء وطنه، ويضع يده في يد أعداء الأمة الإسلامية لا يحركه في ذلك إلا حقده الدفين وعمالته المفضوحة وكرهه لكل من يتمسك بتعاليم المصطفى الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام . عبدالجليل الجاسم